صنّفت منظمة الصحة العالمية أحدث متحوّر من فيروس كورونا الجديد، الذي رُصد للمرّة الأولى في جنوب أفريقيا أخيراً، كـ"متحوّر مثير للقلق"، وأطلقت عليه اسم "أوميكرون". واليوم، تمضي المجموعة الاستشارية الفنية المعنيّة بتطوّر فيروس سارس-كوف-2 (اسمه الشائع فيروس كورونا الجديد) في دراسة وتقييم هذا المتحوّر الذي ما زالت المعلومات حوله محدودة، خلافاً لما سبقه من متحوّرات.
وإلى حين استكمال الدراسات الخاصة بهذا المتحوّر الجديد الذي يُرجَّح أن يشكّل فصلاً مهماً آخر من فصول جائحة كورونا التي تؤرّق العالم منذ نحو عامَين والتي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 5.2 ملايين شخص من أصل أكثر من 260 مليوناً أُصيبوا بالوباء، هذا ما تعرفه وتقوله منظمة الصحة العالمية عن متحوّر "أوميكرون" من فيروس كورونا الجديد.
رصد المتحوّر الجديد
أفادت المجموعة الاستشارية الفنية المعنيّة بتطوّر فيروس سارس-كوف-2 التي تُعرف بـ TAG-VE، بأنّ جنوب أفريقيا أبلغت المنظمة بشأن المتحوّر "بي.1.1.529" للمرّة الأولى في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. وأشارت المجموعة إلى أنّ الإصابة المؤكدة الأولى بـ"أوميكرون" سُجّلت في البلاد في عيّنة أُخذت في التاسع من الشهر نفسه من أحد المصابين بكوفيد-19.
متحوّر مثير للقلق
وبحسب ما تأكّد حتى الآن، فإنّ هذا المتحوّر "أوميكرون" من فيروس كورونا الجديد يضمّ عدداً كبيراً من الطفرات، بعضها يُعَدّ مثيراً للقلق. كذلك تشير الأدلة الأوليّة إلى زيادة في خطر الإصابة مرّة أخرى بكوفيد-19، مقارنة بمتحوّرات كورونا الأخرى المثيرة للقلق المعروفة بـ VOC. ويبدو أنّ عدد الإصابات التي يسبّبها "أوميكرون" آخذة بالتزايد في كلّ مقاطعات جنوب أفريقيا تقريباً.
واجبات الدول
بهدف مواجهة المتحوّر الأحدث من فيروس كورونا الجديد، تطلب منظمة الصحة من الدول القيام بالآتي:
- تعزيز جهود مراقبة فيروس كورونا الجديد وفكّ الشيفرة الخاصة به، لفهم متحوّراته المنتشرة بشكل أفضل.
- إرسال تسلسل الجينوم الكامل والبيانات الوصفية المرتبطة بالفيروس إلى قاعدة بيانات عامة.
- إبلاغ منظمة الصحة العالمية بحالات/ بؤر أولى مرتبطة بمتحوّر مثير للقلق، من خلال آلية اللوائح الصحية الدولية.
- حيثما تتوافر القدرات، إجراء تحقيقات ميدانية وتقييمات مخبرية بالتنسيق مع المجتمع الدولي، لتحسين فهم التأثيرات المحتملة للمتحوّر المثير للقلق بالانتشار الوبائي لكوفيد-19، وحدّته، وفعالية تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية عليه، وطرق تشخيصه، والاستجابات المناعية، وتعطيل الأجسام المضادة، وغير ذلك.
The Technical Advisory Group on SARS-CoV-2 Virus Evolution met today to review what is known about the #COVID19 variant B.1.1.529.
— World Health Organization (WHO) (@WHO) November 26, 2021
They advised WHO that it should be designated a Variant of Concern.
WHO has named it Omicron, in line with naming protocols https://t.co/bSbVas9yds pic.twitter.com/Gev1zIt1Ek
واجبات الأفراد
تذكّر منظمة الصحة العالمية الأفراد بضرورة اتّخاذ تدابير لتقليل مخاطر الإصابة بكوفيد-19، بما في ذلك التدابير الصحية والاجتماعية المثبتة فعاليتها. ومنها:
- وضع أقنعة الوجه المناسبة
- المحافظة على نظافة اليدين
- التزام التباعد الجسدي
- تحسين تهوية الأماكن المغلقة
- تجنّب الأماكن المزدحمة
- تلقّي لقاح مضاد لكوفيد-19.
فعالية اللقاحات على "أوميكرون"
مع رصد متحوّر "أوميكرون" ذي الطفرات المتعدّدة، راح الخبراء يبحثون في فعالية اللقاحات المضادة لكوفيد-19 والأدوية ذات الصلة على الإصابات به. وحتى الآن لم يتوفّر أيّ دليل لجزم على ذلك، فالأمر في حاجة إلى بضعة أسابيع تماماً كما التأكّد من كلّ خاصيات المتحوّر الجديد، منها على سبيل المثال نموّه ووتيرة انتقاله وحدّته. ومن المتوقّع أن يجتمع خبراء في إطار منظمة الصحة العالمية في وقت قريب جداً لتنسيق الأبحاث وتصويبها.
الموقف من قيود السفر
في وقت تمضي دولة تلو أخرى في تعليق السفر إليها من جنوب أفريقيا حيث رُصد متحوّر "أوميكرون" للمرّة الأولى، وكذلك من دول أفريقية مجاورة لها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من الإسراع في فرض قيود على السفر، مشدّدة على أنّه يجب على الدول اتّباع "نهج علمي قائم على المخاطر" عند تنفيذ تدابير سفر بحسب التوصيات المؤقتة للوائح الصحية الدولية الصادرة عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.