مبادرات لتوحيد زي الطلاب في مدارس الجزائر

23 سبتمبر 2022
يسهم اللباس الموحد في إذابة الفوارق الاجتماعية (فيسبوك)
+ الخط -

شهدت عدة مدارس ابتدائية في ولايات بالجزائر تجربة رائدة تطلق للمرة الأولى، تخصّ توحيد الزي الخاص بالطلاب، بالتزامن مع انطلاق الدخول المدرسي، بمبادرات محلية ساهمت فيها جمعيات أولياء التلاميذ.

وظهر طلاب مدرسة البشير الإبراهيمي، في مدينة ورقلة، بلباس موحد أخضر اللون، للبنين والبنات، بعدما بادرت مديرة المدرسة بلة باسي، بالتنسيق مع هيئة أولياء الطلاب وورشة خياطة في المنطقة، بخياطة لباس موحد، بطريقة أنيقة ومزينة، وكتب على لباس كل طالب اسم المدرسة.

الصورة
لباس موحد في مدرسة بالجزائر (فيسبوك)
لباس موحد وأنيق أضفى جمالية على المؤسسة (فيسبوك)

وقالت مديرة مدرسة البشير الإبراهيمي بلة باسي، لـ" العربي الجديد"، إنّ "دعم أولياء التلاميذ المبادرة شجع كثيراً على إنجازها، وأضفى روحا وجمالية على المؤسسة التربوية، بهذا النحو، ساعدنا الأولياء على تلافي مطالب أبنائهم واشتراطاتهم في ما يخص اللباس، وبأقل كلفة ممكنة"، وأضافت أنه "بتضافر جهود جميع الفريق التربوي من معلمين وإدارة، وبمساهمة الأولياء، تم تحقيق هذا الإنجاز المهم".

بدوره، أوضح عضو جمعية أولياء التلاميذ في المدرسة مأمون خالد، لـ"العربي الجديد"، أن "فكرة توحيد اللباس المدرسي جاءت من مديرة المدرسة التي بذلت جهداً كبيراً في إنجاحها، والحقيقة أنه بعد ملاحظة تزايد ظاهرة التنمر في الوسط المدرسي والاجتماعي بسبب الفوارق الاجتماعية، أُنجز استبيان موجه لأولياء الأمور، وكانت نسبة 98 في المائة من الموافقين على فكرة اللباس الموحد"، مضيفا "قامت المديرة بالتنسيق مع الفريق التربوي في ما يخص جوانب التصميم ونوعية القماش، وكيفية تفصيل لباس عملي ومتقبل من قبل التلاميذ، ويتماشى مع طبيعة المنطقة (صحراوية)، ويراعي طبيعتها والحياة الاجتماعية فيها".

وأضاف أن تمويل المبادرة تم من قبل الأولياء وبعض المحسنين، إذ تولت ورشة الخياطة تفصيل اللباس بأقل التكاليف وبمبلغ رمزي، ورحب بذلك الأولياء كونه أقل تكلفة"، وقال: "يوم الدخول المدرسي كان بمثابة عيد، لقد كانت الفرحة العارمة بين التلاميذ، خاصة أنهم شعروا بالتميز".

الصورة
لباس موحد في مدرسة بالجزائر (فيسبوك)
فكرة جميلة وبتكلفة أقل (فيسبوك)

وتعددت مبادرات توحيد اللباس لتشمل مدرسة لوصيف مباركة بعين البيضاء، ومدرسة الشهيد برحايلي الشريف بمنطقة رأس الواد بفكيرينة، بولاية أم البواقي شرقي البلاد، ومدرسة حي الدريدي في بلدية الرباح بولاية وادي سوف جنوبي الجزائر، مدرسة ابتدائية الشهداء الأخوة علال، في بلدية صوحان بولاية البليدة قرب العاصمة الجزائرية.

ولا تفرض السلطات الجزائرية في الوقت الحالي أي زي موحد على التلاميذ، لا على مستوى الشكل ولا على مستوى اللون، بما فيها المدارس الخاصة، باستثناء بعض التدابير التي تخص نوعية اللباس ومنع بعض الألبسة كالسروايل الممزقة واللباس القصير، أو بعض قصات  الشعر.

وقال وزير التربية عبد الحكيم بلعابد في تصريح صحافي، خلال زيارته إلى عدد من المؤسسات التربوية في ولاية بني عباس جنوبي الجزائر، إن "المبادرات التي شهدتها بعض المدارس بتوحيد الزي المدرسي طيبة، وكل مبادرة يزكيها أولياء التلاميذ ولا يوجد مانع تربوي اتجاهها، نرحب بها".

واعتبر الأستاذ الجامعي خليل بن عزة أن مسألة توحيد اللباس المدرسي على مستوى المؤسسات التربوية والتعليمية في الجزائر ظل سؤالاً مطروحاً منذ فترة، ونشر مقالاً على صفحته على فيسبوك، أكد فيه أن "خطوة كهذه لها العديد من المنافع على المستوى البسيكولوجي والسوسيولوجي وكذلك الاقتصادي ببلادنا، لذلك اتجهت العديد من دول العالم إلى انتهاج هذا النمط في السّنوات الأخيرة"، مضيفاً أنه "من الناحية النفسية والسيكولوجية، يُساعد توحيد اللباس المدرسي على تعزيز الانضباط  لدى التلاميذ والمتمدرسين، كما يُحسن من المظهر العام، أما من الناحية الاجتماعية، فيُسهم اللّباس الموحد في إذابة الفوارق الاجتماعية ومختلف أشكال التمييز القائم على المظاهر والتمظهرات، كما يقلل من أعباء الآباء من محدودي الدخل، والذين يشكلون الفئة الأوسع من دون شك".

المساهمون