مبادرات شبابيةّ في الرقة.. دعم نفسي وطبي لمتضرري الزلزال والنازحين

02 مارس 2023
مئات الخيم تفترش الحدائق والساحات العامة في الرقة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

لم يسلم سكان مدينة الرقة، شمالي سورية، من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وتركيا الشهر الماضي، إذ لا يزال غالبيتهم يفترش الساحات العامة خوفاً من سقوط منازلهم المتصدعة أصلاً منذ الحرب على تنظيم "داعش"، فيما لا يزال بعض الأطفال والنساء يصرخون ويصابون بالذعر عند سماع أي صوت. واقع لفت العديد من الناشطين للمساعدة، لا سيما النفسية منها.

مشاهد لمئات الخيم تغطّي الحدائق والساحات العامة في الرقة، وتقول بهية عيسى (75 عاماً) النازحة من ريف حلب إلى الرقة، لـ"العربي الجديد": "نبيت أنا وعائلتي وأحفادي التسعة في الشارع شأني شأن المئات من السكان، وذلك بعد تصدع جدران المنزل الذي كان يؤوينا وهبوط أجزاء منه نتيجة الزلزال".

وتوضح أن "البناء كان في الأصل متضرراً نتيجة الحرب على داعش، وسكنت فيه مع عائلتي لأننا لم نملك ثمن إيجار بيت، إلا أن الزلزال فاقم تصدعه وتضرره".

وتلفت: "لقد اضطررنا للبقاء أكثر من عشرة أيام في خيمة صنعناها من شوادر وثياب".

إلا أن المبيت في الخيمة ليس مشكلة عيسى وحدها، إذ تقول: "نحن مصابون بالذعر من أي شيء، إذ حين نسمع قدوم سيارة أو صوت باب يغلق نهلع جميعاً والأطفال يصرخون"، مشيرة إلى تقديم فرق طبية أدوية ومسكنات وخافض حرارة.

واقع دفع منظمة "شباب تفاؤل" لإطلاق "حملة الاستجابة الطارئة الطبية"، التي شملت الخيام والمساكن المتضررة.

وعن هذا الواقع يقول مدير منظمة "شباب تفاؤل"، عبد الحميد السالم، لـ"العربي الجديد"، إنه "في السادس من فبراير/ شباط الفائت تاريخ وقوع الزلزال المدمر ضربت الهزة الرقة، ولا يخفى على أحد كمية الخوف والهلع التي عاشها الأهالي هنا، لا سيما أن الزلزال رافقه سلسلة ارتدادات لا تزال مستمرة إلى اليوم".

ويلفت إلى أن "المنظمة استجابة لهذا الوضع وأنشأت أكثر من 30 صيواناً (خيمة كبيرة) بالمدينة".
 
ويردف: "كذلك قمنا على الفور بتجهيز فريق إسعافي وفريق طبي وتوجهنا نحو الخيام، وكان الاستهداف يركز على الأطفال والنساء، وتضمن التدخل فحوصات كاملة وتقديم الأدوية".

ويؤكد السالم: "إصابة الأهالي بحالة من الهلع والخوف نتيجة ما حصل"، لافتاً إلى أن "الأمر استدعى تشكيل فريق دعم نفسي رافق فرقنا الطبية الأخرى، وكان الدور مهماً جداً لرفع المعنويات وتقديم الهدايا والألعاب للأطفال والوجود ضمن تلك المخيمات وبث روح الطمأنينة على مدار أكثر من 15 يوماً".

ويضيف: "شاركنا أيضاً بحملة التبرع "هنا سورية" بتقديم مساعدات طبية ونقدية وسلل غذائية لمتضرري إدلب ضمن القافلتين من الرقة إلى إدلب".  

ويستطرد: "حالياً فرقنا تغطي العوائل الوافدة إلى الرقة من الناجين من الزلزال، سواء طبياً أو إغاثياً أو دعم نفسي والتوجه بشكل مباشر نحو أماكنهم".

وعن تفاصيل عمل المنظمة، تقول الناشطة ريم ناصيف من الرقة، ومسؤولة إدارة الحالة في "شباب تفاؤل"، لـ"العربي الجديد": "استطعنا منذ اليوم الأول لحدوث الزلزال تقديم المستهلكات الطبية والمواد الإسعافية والقيام بجولات ميدانية طبية للخيام التي نصبت في الحدائق وتدخلات مباشرة للحد من حالة الهلع والخوف التي أصابت السكان وتقديم فيتامين للنساء المرضعات، بالإضافة إلى قياس ضغط وسكري، وإعطاء الأدوية المناسبة في المناطق التي تتوفر فيها صيوانات الإيواء".

وعن الحالات النفسية للناجين والتي تعاملت معها ناصيف، توضح: "لمست اضطراباً نفسياً وفوبيا من الأماكن المرتفعة، مما استلزم متابعة طبية نفسية بشكل مستمر منذ عشرين يوماً".

وتضيف: "كما ظهر بتحليل نتائج الاستبيانات التي قمنا بها أشخاص يعانون من اضطراب الكرب الحاد، وأولئك سيُتابعون من قبل اختصاصي نفسي"، فيما تبين أن هناك "أشخاصاً لديهم سوابق اضطرابات نفسية مُشخصة سابقاً وستتم متابعتهم من قبل اختصاصي في مركز الرعاية التابع لمنظمة شباب تفاؤل".

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة "شباب تفاؤل" هي فرق طبية وعيادات تخصصية مجانية بدأت عملها قبل تسعة أشهر.

المساهمون