تشهد عديد البلدات والأحياء الشعبية في الجزائر، مبادرات الإفطار الجماعي التي تنظمها جمعيات أهلية وناشطون محليون، يشارك فيها كل السكان، استشعارا لقيم شهر رمضان وتعزيزا للترابط الاجتماعي بين السكان، مهما كانت مستوياتهم الاجتماعية والمهنية.
وتبادر جمعيات محلية إلى تنظيم إفطار جماعي يشارك فيه الناشطون والمواطنون، حيث يتم استغلال الفضاءات العامة والشوارع لنصب الكراسي والطاولات ووضع وجبات الإفطار التي تختلف من مبادرة إلى أخرى، بحسب ظروف وإمكانيات المنظمين، حيث تكون بعض الإفطارات الجماعية بوجبة مماثلة، فيما تكون إفطارات أخرى، خاصة في الأحياء الشعبية، بمساهمة كل مشارك يقوم بإحضار وجبته من البيت، على غرار الإفطار الجماعي الذي نظمه أساتذة وإداريون وعمال في ثانوية الصومعة بولاية البليدة قرب العاصمة الجزائرية.
الدعم المعنوي للمبادرات
ونظمت جمعية الإرشاد والإصلاح ببلدة سيقوس شرقي الجزائر، إفطارا جماعيا شارك فيه 150 شخصا. وقال الناشط في الجمعية رضوان لـ"العربي الجديد"، "نحاول من خلال موائد الإفطار الجماعي أولا تكريس قيم الشهر الفضيل، وتعزيز الروابط بين سكان الحي أو البلدة الواحدة، في بعض الأحيان تكون فرصة لتقديم كلمة تحث على تهذيب النفوس، كما أنها تنتهي دائما بعمل تشاركي في تنظيف مكان الإفطار"، ولوحظ خلال شهر رمضان المبارك الحالي، انتقال نفس المبادرات إلى الأطفال الذين بدأوا في مبادرات لتشارك الإفطار معا في الحي أو في بهو العمارات.
وتستغل بعض الجمعيات الأهلية فرصة شهر رمضان، لإقامة حفلات إفطار جماعي موجهة خاصة للدعم المعنوي والتضامن مع المرضى، ففي مدينة بشار جنوبي الجزائر، نظمت جمعيات نسوية حفل إفطار جماعي في اليوم الثالث من شهر رمضان مع مرضى مركز مكافحة السرطان ببشار، شارك فيه حاكم الولاية وعدد من المسؤولين المحليين وأفراد من الكشافة الإسلامية الجزائرية والأسرة الإعلامية، حيث أعجبت عائلات المرضى بهذه المبادرة.
إفطارات أنصار النوادي الرياضية
ويبرز خلال الشهر الفضيل جهود لتحويل كل فرصة ممكنة إلى مبادرة تعزز الروابط المجتمعية، والرياضية أيضا، لتعزيز العلاقات بين التراس النوادي الكروية، فقد قرر ألتراس ومناصرو نادي جمعية الشلف، استغلال المقابلة التي ستجمع فريقهم الجمعة المقبل، مع نادي مولودية العاصمة الجزائرية، لإقامة إفطار جماعي كبير قبل المقابلة، يشارك في الإفطار أيضا أنصار المولودية الذين سيزورون المدينة لمناصرة فريقهم، وهي مبادرة يصفها الصحافي الرياضي محمد نطاح لـ"العربي الجديد" بأنها "جيدة جدا من شأنها أن تسهم في التقريب بين أنصار النوادي الرياضية وتكريس الروح الرياضية بين النوادي وتلغي كل مظاهر العنف في الملاعب".
بعض الوكالات السياحية وجدت في الإفطار الجماعي فكرة للتسويق السياحي، خاصة مع بدء العطلة الربيعية في المدارس والمؤسسات التعليمية؛ إذ أعلنت وكالة سياحية في مدينة خميس مليانة، 140 كيلومتر غربي العاصمة الجزائرية، عن رحلة يوم واحد لإفطار جماعي في شاطئ سيدي فرج مع جولة في الميناء السياحي في العاصمة الجزائرية، وأكدت أن الإفطار سيكون على طاولة رملية بتعاون كل المجموعة المشاركة، على أن يعقب ذلك ألعاب جماعية ترفيهية.