يستقبل اليمنيون عيد الأضحى المبارك في حالة معيشية متردية للعام الثامن على التوالي بسبب الحرب، ويعيشون بين فقر وخوف وفقدان وحرمان وخذلان، وهناك من فقدوا بعض أقاربهم في الحرب ويفتقدونهم بشكل خاص في الأعياد.
ويغدو العيد محطة لاستحضار الفقدان والحزن في بلد مكلوم كاليمن. هناك آلام وآمال وأشواق حبيسة في واقع من الحرب والخراب، لذا لا يستطيع اليمنيون استحضار الفرحة بالشكل الذي كانوا عليه قبل سنوات الحرب.
كاميرا "العربي الجديد" استطلعت هموم الناس، وآلامهم وآمالهم، والواقع والاستعداد قبيل عيد الأضحى، وتقول اليمنية ياسمين السقاف إن العيد يذكرها بطفولتها الجميلة والفرحة التي يعيشها الصغار، بالإضافة لطقوس العيد من تجهيز للكعك والحلوى وتبادلها مع الجيران في الحي ومساعدة المحتاج "تجمعنا المحبة والإخاء والسلام، أما اليوم فقد غيرت الحرب ملامح العيد فنجد أنفسنا مجبرين على الفرح رغم الألم"، وتضيف القاسمي: "أتمنى أن تنتهي الحرب ويعم السلام، وألتقي بإخوتي، فقد فرقتنا الحرب".
من جهته، يقول الشاب عبدالله العسلي لـ "العربي الجديد": "خرجنا من منزلنا في مدينة تعز نازحين إلى صنعاء، ويحل العيد ثقيلاً علينا ويزيد من أوجاعنا، كان العيد مختلفاً تماماً في السابق. كنا فرحين ومرتاحين نزور أهالينا وأقاربنا، لكني الآن لا أشعر بالفرح وإنما أزداد حزناً وحنيناً لحارتنا وأصدقائي. لقد فقدت الكثير منهم بسبب الحرب، فالعيد هو أن يحل السلام وتنتهي الحرب لنعود إلى منازلنا".
ويقول المواطن خالد الذرحاني: "العيد مناسبة عظيمة وبهجة لا توصف، لكن اليوم تغير كل شيء بفعل الحرب، ونحن نحاول انتزاع هذه الفرحة المباركة لنشعر أطفالنا بالسعادة، ونأمل أن يحمل عيد الأضحى نهاية للحرب وترجع الأيام لسابق عهدها، وتعم الفرحة أرجاء اليمن".
وفي ذات السياق، يقول صالح البعداني، أحد العاملين في مهنة الحلاقة: "العيد فرحة، نزور فيه الأقارب ونصل الأرحام، لكننا نحن العاملين في هذه المهنة نظل نعمل إلى ظهيرة يوم العيد كي نرسم البسمة على وجوه الناس. يجب أن يكون كل منا قد حلق رأسه وتنعم ليظهر أمام أهله وأقاربه وجيرانه بمظهر جميل".