ماذا يعني فوز لولا برئاسة البرازيل بالنسبة لقضايا المناخ؟

01 نوفمبر 2022
تغطي غابات الأمازون 6 في المائة من سطح الكرة الأرضية (Getty)
+ الخط -

رحبت الصحف العالمية والدولية عموماً بفوز الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا في البرازيل، واصفة الفوز بـ"الانتصار للمناخ". إذ يعد الرئيس المنتخب واحداً من أهم المؤثرين في قضايا المناخ، حيث ساعد بخفض معدلات إزالة الغابات في الأمازون خلال فترة رئاسته السابقة.

وتضم البرازيل النصيب الأكبر من غابات الأمازون بنسبة 60 في المائة، فيما تتوزع المساحة الباقية على نحو 8 دول تقريباً في أميركا الجنوبية، وتغطي 6 في المائة من سطح الكرة الأرضية، وتُوصف بأنها "رئة العالم"، إذ إنها تنتج ما يقارب 20 في المائة من الأكسجين الذي يتنفسه البشر على كوكب الأرض.

الصورة
غابات الأمازون (Getty)
تضم البرازيل النصيب الأكبر من غابات الأمازون (Getty)

كما تضم غابات الأمازون نحو 14 بالمائة من طيور العالم و18 بالمائة من نباتات الأوعية الدموية - هي من أنواع النباتات التي لها جذر وساق وأوراق، والتي يتم تغذيتها بفضل نظام الأوعية الدموية المسؤول عن توزيع المياه والعناصر الغذائية حتى تتمكن من النمو.

منح غابات الأمازون فرصة ثانية

خلال عهد الرئيس السابق جايير بولسونارو تسارعت وتيرة إزالة الغابات، وهو ما هدد الحياة البرية ومجتمعات السكان الأصليين، وأيضاً المناخ العالمي، وهذا ما دفع لولا دا سيلفا بعد فوزه إلى الإعلان عن سياسة جديدة لمواجهة التغيرات المناخية، من خلال منح غابات الأمازون فرصة ثانية، واعداً بالعمل من أجل القضاء التام على إزالة الغابات.

الصورة
غابات الأمازون (Getty)
اختفى أكثر من 8.4 ملايين فدان من غابات الأمازون في الفترة الأولى من حكم بولسونارو (Getty)

غالباً ما يشير لولا إلى سجله الحافل لإثبات قدرته على النجاح، فخلال فترة رئاسته السابقة تراجعت إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية بأكثر من 80 في المائة، ما يعني أنه كان هناك قدر أقل من فقدان الغابات. ويشير تحليل أجراه موقع Carbon Brief الخاص بالمناخ إلى أنه في ظل إدارة لولا، يمكن أن تنخفض إزالة الغابات السنوية في منطقة الأمازون البرازيلية بنحو 89 في المائة بحلول نهاية العقد.

بولسونارو والتعدين غير القانوني

ووفق موقع "فوكس" الأميركي، ففي الفترة ما بين الأول من أغسطس/أب 2019 و31 يوليو/ تموز 2021 – وهي الفترة الأولى من حكم بولسونارو، اختفت أكثر من 34000 كيلومتر مربع (8.4 ملايين فدان) من غابات الأمازون، بزيادة بنسبة 52 في المائة مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة. إذ حاول بولسونارو خفض الدعم للوكالات العاملة في مجال البيئة والحفاظ على غابات الأمازون، كما جعل الغرامات البيئية أسهل في التجاهل وشجع مؤيديه على مواصلة التعدين بشكل غير قانوني.

تضم غابات الأمازون نحو 14 بالمائة من طيور العالم و18 بالمائة من نباتات الأوعية الدموية

ولذا، فإن التعهد الجديد للرئيس المنتخب لولا ذو أهمية لملف المناخ، الذي يواجه تحديات عديدة بسبب تأثيرات الحرب الروسية -الأوكرانية، وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فـإن إعادة انتخاب لولا دا سيلفا تعني انتصار للبيئة، ليس فقط في البرازيل، ولكن على المستوى الدولي.

وتلعب غابات الأمازون دوراً هاماً في امتصاص كميات ثاني أكسيد الكربون الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب من الغلاف الجوي وتخزينه في جذور الأشجار والفروع والتربة. وحسب التقديرات، هناك 150 إلى 200 مليار طن متري من الكربون المحبوس في الأمازون. لكن هذا يمكن أن يتغير إذا استمرت إزالة الغابات، فقد تصبح الغابة مصدراً صافياً لانبعاثات الغازات الدفيئة، كما تعد الغابات أيضاً واحدة من أكثر الأماكن تنوعاً في العالم، إذ إن حمايتها تعد أساسية لدرء أزمة التنوع البيولوجي عالمياً.

الصورة
لويز إيناسيو لولا دا سيلفا (Getty)
أنشأت البرازيل في عهد لولا دا سيلفا السابق "صندوق الأمازون" (Getty)

بحسب التقارير، فإن 17 في المائة من غابات الأمازون المطيرة اختفت، ويقدر العلماء أنه إذا وصل هذا الرقم إلى 20 ـ 25 في المائة، فقد تجف أجزاء من النظام البيئي الاستوائي، وهو ما يؤدي إلى زيادة سرعة فقدان الغابات وتهديد ملايين الأشخاص والحيوانات التي تعتمد عليها.

لولا دا سليفا.. تاريخ حماية الغابات

تمكن لولا دا سليفا من وقف إزالة الغابات خلال فترة رئاسته السابقة، فعندما تولى السلطة في عام 2003، كانت إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية في أعلى مستوى لها منذ ثماني سنوات، على مساحة تزيد عن 25000 كيلومتر مربع، وكان عام 2004 الأسوأ. ثم بدأت إدارته - إلى حد كبير، في تنفيذ القوانين الحالية لحماية الأمازون، بما في ذلك تطبيق قانون يسمى قانون الغابات، وجعل مختلف الوكالات الحكومية تعمل بشكل تعاوني للحد من فقدان الغابات. وقد انخفضت إزالة الغابات بشكل كبير بين عامي 2004 و2012.

كما أنشأت البلاد خلال عهده السابق ما يعرف باسم "صندوق الأمازون"، ومن عام 2009 إلى عام 2019، تبرعت النرويج وألمانيا بأكثر من 1.2 مليار دولار للصندوق، والذي أصبح أحد أهم آليات التمويل لوكالات حماية البيئة في البرازيل.

"بطل الشعب" لولا دا سيلفا يعود من السجن إلى حكم البرازيل

لكن بولسونارو حل الهيئة الحاكمة للصندوق، والتي جمدت جميع عملياته وتوقف الدعم بشكل نهائي.

وبحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك  تايمز" عن أدريانا عبد النور، التي تدير منظمة بلاتفورما سيبو، وهي منظمة بحثية في البرازيل تركز على سياسة المناخ، فإن الرئيس المنتخب قد يلعب دوراً مع باقي الدول في أميركا الجنوبية للدفاع عن قضايا المناخ.

وقبل أشهر من الانتخابات، كان مستشارو دا سيلفا ينسقون في قضايا المناخ مع إندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية للمساعدة في الضغط على الدول الغنية للحصول على مزيد من التمويل لحماية الغابات.

كما يخطط الرئيس أيضاً إلى دعوة القادة في الدول المجاورة لقمة الأمازون في العام 2023، وهي إشارة إلى أنه يخطط لتعزيز منظمة معاهدة تعاون الأمازون، والتي يمكن أن تساعد في وضع استراتيجيات لحماية الغابات وجذب الاستثمار الأجنبي لمشاريع التنمية المستدامة.

المساهمون