ماذا تعرفون عن متلازمة اللهجة الأجنبية؟

05 مارس 2023
تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي قد يساعد على التشخيص (تزيانا فابي/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من ندرة الحالات الطبية التي تشير إلى فقدان الأشخاص لغاتهم الأصلية، وإتقانهم لغات جديدة بعد الخضوع لعمليات جراحية، إلا أن هذه الحالات موجودة وحقيقية، في وقت يغيب التفسير العلمي لها. وفي الآونة الأخيرة، سلّطت صحف عالمية الضوء على مرضى فقدوا القدرة على التواصل بلغاتهم الأصلية، منها ما نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية حول فقدان آبي فاندر لكنتها الأميركية والتحدث بالروسية بدلاً منها.

خضعت آبي فيندر لعملية جراجية، لكنها صُدمت عندما اكتشفت أنها فقدت صوتها، واختفت لهجتها الأصلية الأميركية. وبعد مرور أسبوع على العملية، بدأت تتحدث بلهجة روسية من دون أن يكون لها صلة بالبلد، وعجز الأطباء عن فهم ما حصل بالضبط.

وقال الأطباء إن فيندر مصابة بمتلازمة اللهجة الأجنبية، وهي حالة نادرة جداً، ولا تؤثر إلا على حوالي 100 شخص في جميع أنحاء العالم.

أعراض متلازمة اللهجة الأجنبية

ونشرت صحيفة "ذا كونفرزيشن" الأميركية بنسختها البريطانية، تفاصيل إصابة مريض في الخمسين من العمر، بمتلازمة اللهجة الأجنبية. وكان المريض يخضع لعلاج سرطان البروستاتا النقيلي، وتمكن من تطوير لهجة إيرلندية في وقت لم يكن له أي علاقة بإيرلندا. وبحسب الأوساط الطبية، كانت إصابة المريض بهذه المتلازمة لافته جداً، لأنها المرة الأولى التي يصاب فيها شخص بمتلازمة اللهجة الأجنبية وهو مصاب بسرطان البروستاتا.  

وتُعرّف مجلة Webmd الطبية متلازمة اللهجة الأجنبية، بأنّها اضطراب في الكلام الحركي. وتظهر المجلة أن هناك أسباباً عدة تقف وراء تطور هذا الاضطراب، منها وجود تلف في الدماغ ناتج عن سكتة دماغية، أو إصابة بالدماغ. ووصفت الحالة لأول مرة عام 1907 من قبل طبيب أعصاب فرنسي يُدعى بيير ماري. منذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عما يزيد قليلاً عن 100 حالة.

وبحسب الأوساط الطبية، فإن هذه المتلازمة لا تعني بتاتاً نسيان اللغة الأم. وفي حالات عدة، تبقى اللغة الأم كما هي، لكن لا يمكن للمريض التحدث بها بشكل واضح، وقد تتأثر اللهجة بسبب هذا الاضطراب، بمعنى أنه في حال كان المريض أميركياً، قد تصبح لكنته أقرب إلى البريطانية، واللغة اليابانية إلى الكورية.  

وفي حالات نادرة، قد تتسبب هذه المتلازمة في حدوث تغييرات مفاجئة تؤثر على اللغة الأم، وهو أمر لم يعرف سببه حتى الآن. وبحسب موقع Medical news الطبي الأميركي، قد يصاب المرضى بمتلازمة اللهجة الأجنبية عندما يتم التحدث بلهجة مرتبطة بدولة لم يعش فيها الشخص مطلقاً أو لغة لم يتحدثها مطلقاً. على سبيل المثال، قد يبدأ المتحدث باللغة الإنكليزية الذي لم يغادر الولايات المتحدة مطلقاً في التحدث باللغة الإسبانية.

أسباب متلازمة اللهجة الأجنبية

يُرجح أن يعاني الشخص من هذه المتلازمة في حال إصابة منطقة بروكا في الدماغ (منطقة تقع في الفص الأمامي في أحد جانبي المخ وغالبا ما تكون في الجانب الأيسر من العقل البشري، ووظائف هذه المنطقة مرتبطة بإنتاج الكلام). ولا يوجد تفسير حول الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذه المتلازمة.

ووفق موقع Medical news، يظهر على معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة اللهجة الأجنبية اضطرابات نفسية، وقد يكون لديهم انفصام في الشخصية أو اكتئاب، أو أنهم يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد (مرض من المحتمل أن يُعيق الدماغ والحبل النخاعي)  أو الخرف أو غير ذلك.

وفي بعض الحالات، قد يكون لدى الشخص الذي يسعى للحصول على رعاية نفسية طارئة أيضاً لهجة غير عادية، أو قد يطور أحد الناجين من إصابة في الرأس نمط حديث جديداً. وما من اختبار محدد لتحديد متلازمة اللهجة الأجنبية. لكن غالباً ما يجري الأطباء مجموعة متنوعة من الاختبارات، من بينها تحاليل الدم، تصوير الرنين المغناطيسي للدماغ، والبزل القطني (البزل النخاعي) وغير ذلك. كما يجري الأطباء اختبارات نفسية على المرضى.

وفي حال لم يتمكن الطبيب من العثور على سبب جسدي، يعزو الإصابة بمتلازمة اللهجة الأجنبية إلى اضطرابات نفسية.

 وعلى الرغم من أن متلازمة اللهجة الأجنبية ليست خطيرة، يحذر الأطباء من إمكانية أن تكون مؤشراً على وجود خلل في الدماغ، أو حالة صحية خطيرة، مثل ورم أو آفة في الدماغ، أو الخرف، أو مرض التصلب العصبي المتعدد. لذلك، يعمد الأطباء إلى علاج أسباب متلازمة اللكنة الأجنبية.

وقد يصف الطبيب دواءً لحالات مثل مرض التصلب العصبي المتعدد أو إجراء عملية جراحية أو الاثنين معاً. لكن تبقى محاولات علاج أسباب متلازمة اللهجة الأجنبية صعبة في حالات عدة، على الرغم من أن الأدوية يمكن أن تساعد في الحد من الأعراض. وفي معظم الحالات، يوصي الطبيب بعلاج النطق لمساعدة الشخص على استعادة لغته الأصلية في حال فقدها نهائياً.

المساهمون