مؤسسات نسويّة تطلق حملة "الحرية حق لكل النساء" في فلسطين التاريخية

23 نوفمبر 2021
إطلاق حملة مناهضة العنف ضد الفلسطينيات (العربي الجديد)
+ الخط -

أطلقت مؤسسات نسوية فلسطينية خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، حملة مناهضة العنف ضد النساء في كافة مناطق فلسطين التاريخية، تحت شعار "الحرية حق لكل النساء"، وبالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
وعقد المؤتمر الصحافي في وقت متزامن عبر تقنية الفيديو، في ثلاث مناطق فلسطينية، هي رام الله، والناصرة، وقطاع غزة، وسلطت المتحدثات الضوء على حجم الانتهاكات التي تتعرض لها الفلسطينيات، كما ركّزن على قضية الأسيرات القابعات في السجون الإسرائيلية، وعددهن 32 أسيرة، مطالبات بوضع قضاياهن على الأجندة الوطنية العامة لارتباطها بالعنف السياسيّ ضد النساء.
وقالت الناشطة النسوية سما عويضة، من منتدى مناهضة العنف ضد المرأة، في افتتاح المؤتمر: "هذه الحملة تأكيد لخطورة قضية العنف ضد النساء كقضية عالمية، والنساء الفلسطينيات مكون أساسي في فلسطين التاريخية، وكل الكيانات النسوية تعمل للقضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة، وفي هذا العام قررنا أن تركز الحملة على كون أمن النساء استحقاقا وطنيا حقوقيا، وذلك من خلال أمن النساء تحت الاحتلال، وتحديدا الأسيرات، وكذا حرية النساء في الحيز الفلسطيني".
بدورها، تطرقت عضو المجلس التشريعي والأسيرة المحررة، خالدة جرار، إلى العنف الذي يمارس بحق الأسيرات في سجون الاحتلال، وقالت إنه جرى خلال السنتين الأخيرتين تطوير أنواع القمع بحق الأسيرات، والذي يجسد العنف الممنهج بحق جميع الأسرى، والذي يبدأ منذ لحظة الاعتقال عبر مداهمة عشرات الجنود للمنازل بطريقة وحشية، مرورا بمعبر الشارون الذي تقبع فيه الأسيرات خلال فترة التحقيق في ظروف غير إنسانية، وصولا إلى الظروف الصعبة للنقل بـ"البوستة" مع تكبيل الأيدي والأرجل عند الذهاب إلى المحكمة أو إلى المشفى.

وأكدت ممثلة تحالف "أمل" لمناهضة العنف في غزة، بثينة صبح، أن "تزايد العنف تجاه المرأة يعود إلى غياب الإرادة لدى السلطة التي تقف عاجزة عن حماية النساء، ونصرة المعنفات"، داعية إلى إقرار تشريعات تحمي النساء، وفي المقدمة منها قانون حماية الأسرة. "نعيش كنساء ظروفا صعبة تحت الاحتلال الذي يمارس التمييز والقتل، وينتهك القانون الدولي، ونطالب بالحرية للأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، ونطالب العالم بالضغط على الاحتلال لاحترام حقوق الفلسطينيين جميعا".

ولفتت الأسيرة المحررة دارين طاطور، من الجليل، عن العنف السياسي الذي تمارسه المؤسسات الإسرائيلية ضد الأسيرات المحررات من فلسطيني الداخل، وعن نقص الأطر الحاضنة للأسيرات الفلسطينيات بالداخل. كما تحدثت الأسيرة المحررة نسرين أبو كميل من قطاع غزة، عن الوضع الصحي للأسيرات نتيجة ظروف الأسر.

وقالت إيمان جبور، مركزة الإعلام في تنظيم كيان بالناصرة: "وفق الإحصائيات، فإن هناك 14 ضحية عنف بالداخل الفلسطيني، و11 في الضفة الغربية، و11 في قطاع غزة، وجميعهن قتلن على أيدي زوج عنيف، أو جار أو قريب عنيف كونهن الحلقة الأضعف في المجتمع. العنف ضد النساء مركب ومتشابك، وله مستويات متعددة، ورغم أن كل منطقة تواجه تحديات وظروفا خاصة بها، لكن في النهاية تواجه النساء سلطات محلية وهيئات حاكمة، وكلتاهما لا توفران الأمن لهن".

وأشارت في كلمتها إلى "ائتلاف فضا" الذي تشكل في أبريل/نيسان 2020، بمشاركة 22 مؤسسة حقوقية فلسطينية، ردا على تفشي العنف خلال الطوارئ الصحية بسبب جائحة كورونا، ويهدف الائتلاف إلى تسليط الضوء على التحديات المشتركة التي تواجه المرأة بسبب قضية العنف في أنحاء فلسطين التاريخية.

وركزت المحامية ديالا عايش، على العنف الذي تعرضت له النساء اللواتي شاركن في المظاهرات المنددة باغتيال الناشط نزار بنات في رام الله، مؤكدة أنها شخصيا، وعشرات المشاركات، تعرضن للعنف على أيدي أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتمت مصادرة هواتفهن، والتحرش بهن، وسرقة حقائبهن، ونشر صورهن، مما منع كثيرات من الخروج في التظاهرات اللاحقة خشية تكرار الاعتداء عليهن.

المساهمون