مأساة مهاجري هايتي على حدود أميركا والمكسيك: مخاوف الترحيل تتصاعد

24 سبتمبر 2021
يعبر مئات الهايتيين يومياً نهر ريو غراندي على الحدود الأميركية-المكسيكية (جون مور/ Getty)
+ الخط -

تصاعدت مخاوف الترحيل، أمس الخميس، بين المهاجرين الهايتيين المخيمين في شمال المكسيك قرب الحدود مع الولايات المتحدة، بعد وصول مفاجئ لعشرات الشرطيين إلى الموقع. وتساءل المهاجرون الذين ينتظرون خائفين مما سيحدث، "هل سيقومون بترحيلنا أم طردنا من هنا؟".

ووصلت نحو 50 سيارة شرطة، في وقت مبكر الخميس، قرب حديقة في سويداد أكونيا حيث يقيم المهاجرون منذ أسبوع، ما أثار قلقاً لديهم.

وقالت امرأة من هايتي ذكرت أنّ اسمها صونيا: "ليس لدي شيء في بلدي. ماذا سأفعل؟".

وجاء هذا الانتشار للشرطة بعدما أعلنت سلطات الهجرة المكسيكية أنه ينبغي للأجانب العودة إلى الأماكن التي قدّموا فيها طلبات اللجوء لإنهاء العملية. وتسمح هذه الأوراق للمهاجرين بالبقاء بشكل قانوني في المكسيك وتجنّب ترحيلهم أثناء انتظارهم دخول الولايات المتحدة.

وتوقفت قافلة سيارات الشرطة على طول ضفتي نهر ريو غراندي، الذي يعبره مئات الهايتيين يومياً بين جانبي الحدود الأميركية والمكسيكية للحصول على الغذاء والإمدادات.

وقال شرطي، لوكالة "فرانس برس"، إنه لم يطلب من الشرطة سوى الانتشار في هذه المرحلة وعدم توقيف أي شخص. وأغلقت الشرطة بوابات الحديقة ومنعت دخول المزيد من الأشخاص والمركبات فيما حلّقت طائرة هليكوبتر فوقها.

وحتى الآن، لم يطرد المهاجرون من المخيم ولم يمنعوا كذلك من عبور نهر ريو غراندي، وبعضهم يحمل أطفالاً أو مقتنيات على ظهورهم.

وقال فرانسيسكو غاردونو، مفوّض المعهد الوطني للهجرة، لصحافيين "جئنا لتنسيق رعاية هؤلاء الأشخاص الذي هم في حالة ضعف. احترام هؤلاء الأشخاص أمر مضمون". وأضاف أنّ "حكومة المكسيك ستوفّر النقل الجوي والبري من أجل السماح للمهاجرين بالعودة إلى الدول التي غادروها أو لمواصلة إجراءاتهم أو دعم عودتهم الآمنة إلى بلدانهم الأصلية".

وسيجبر ذلك كثراً على العودة إلى مدينة تاباتشولا قرب الحدود مع غواتيمالا حيث ينتظر عشرات الآلاف من المهاجرين وثائق تسمح لهم بمتابعة مسارهم شمالاً.

وسافر العديد من الهايتيين براً من تشيلي والبرازيل اللتين وفّرتا لهم ملاذاً بعد زلزال عام 2010 الذي أسفر عن مقتل 200 ألف شخص في هايتي. وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، فإنّ 40% من المهاجرين الهايتيين قصّر.

وبدأت إدارة الرئيس جو بايدن إعادة الهايتيين جواً من مدينة ديل ريو الحدودية في تكساس، ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من أنّ الأشخاص الذين لديهم طلبات لجوء فعلية قد يكونون في خطر.

والخميس، استقال الموفد الأميركي الخاص إلى هايتي بعد شهرين على تعيينه في المنصب، احتجاجاً على قيام إدارة بايدن بطرد مهاجرين هايتيين من الحدود الأميركية-المكسيكية وإبعادهم إلى بلدهم.

وقال دانيال فوت، في رسالة استقالته، "لن أكون مرتبطاً بالقرار غير الإنساني وغير المجدي المتعلق بطرد آلاف اللاجئين الهايتيين والمهاجرين غير القانونيين إلى هايتي".

وقد تقطّعت السبل بما لا يقلّ عن 19 ألف هايتي قرب الحدود بين كولومبيا وبنما في انتظار مواصلة رحلتهم عبر غابة دارين التي ينعدم فيها القانون.

بعد الانتقادات... إدارة بايدن تمنع شرطة الحدود من استخدام الأحصنة

وبعد الانتقادات التي طاولت إدارة بايدن، مع انتشار صور أظهرت عناصر من شرطة الحدود على الأحصنة يفرقون المهاجرين الهايتيين، قالت الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أمس الخميس، إنّ الأحصنة لن تستعمل بعد الآن من قبل شرطة مراقبة الحدود في ديل ريو بولاية تكساس.

وأضافت ساكي أنّ وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس هو من اتخذ القرار، بعد أن وصف الصور التي أدّت إلى هذا التغيير بـ"الفظيعة والمرعبة". كما أوضحت ساكي أنّ إدارة بايدن اجتمعت بقياديين في مجال الحقوق المدنية، الأربعاء، لمناقشة الحادثة، مشددة على أنّ الإدارة تتابع التحقيق في الموضوع الذي أتت استقالة دانيال فوت كإحدى تبعاته. 

والصور التي أثارت ضجة على نطاق واسع وأدّت إلى اتخاذ هذا القرار هي للمصوّر بول راتجي، وهي تظهر شرطياً على ظهر حصان وهو يمسك بمهاجر يحاول عبور الحدود إلى الولايات المتحدة من سويداد أكونيا في المكسيك، الأحد الماضي. كما أظهرت فيديوهات أخرى عناصر شرطة يلاحقون المهاجرين على الأحصنة ويلوّحون بما بدا وكأنه سوط من جلد.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، أنه ستكون هناك "عواقب" للأفعال "المشينة" التي قام بها شرطيون التُقطت لهم صور على الخيل يطردون مهاجرين هايتيين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وقال الرئيس لصحافيين "إنه لأمر مشين... أعدكم بذلك، هؤلاء الناس سيدفون الثمن، سيُفتح تحقيق، ستكون هناك عواقب".

جاء كلام بايدن غداة تقديم الموفد الأميركي الخاص إلى هايتي استقالته بعد شهرين على تعيينه في المنصب احتجاجاً على قيام إدارة بايدن بطرد مهاجرين هايتيين من الحدود الأميركية-المكسيكية وإبعادهم إلى بلدهم.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون