مأساة في حلب.. أسرة سورية لم تمزقها الحرب فشردها الزلزال

10 فبراير 2023
انهيار مبان في سورية كانت قد تعرضت سابقاً لقصف من قوات النظام وروسيا (Getty)
+ الخط -

لم يترك مسعود دوبا منزله بسبب القصف على مدى سنوات في حي بستان الباشا على خط المواجهة في حلب بسورية، لكن زلزال يوم الاثنين أجبره هو وعائلته على الخروج، دون أن يعلموا متى سيسمح لهم بالعودة أو ما إذا كانت العودة ممكنة أصلاً.

وانضم دوبا (63 عاماً) وهو من مزارعي الزيتون والفستق إلى جانب زوجته وابنه وزوجة ابنه وأربعة أحفاد، الآن إلى ملايين السوريين الذين شُردوا خلال السنوات القليلة الماضية، وانتقلوا مؤقتاً إلى منزل أحد الأقارب.

وقال دوبا، وهو يقف قرب المبنى الذي يحوي ذكريات العمر وأصبح الآن خالياً تماماً من ساكنيه: "نحن كنا خط جبهة وكانت القذائف تنزل (تسقط) هنا على البنايات (الأبنية) ورغم كل هادا (هذا) ما طلعنا (لم نخرج)".

ويمنع شريط وضعته الشرطة باللونين الأحمر والأبيض الناس من الدخول. مع ذلك يمكن رؤية الملابس معلقة في حبل الغسيل وثقوب الرصاص على الجدران.

وفي أوقات القصف العنيف، اعتادت الأسرة على الذهاب إلى الطابق السفلي وقضاء ساعات مروعة في انتظار اتضاح الأمور على عكس كارثة يوم الاثنين التي كانت مفاجئة.

وقال دوبا: "أخذنا الأولاد وطلعنا (خرجنا) لقينا هذا البناء نزل أمام أعيننا نزل بشكل شاقولي (رأسيا)، ما نزلت يمين أو شمال نزلت شاقوليا سيارتي كانت هنا وانضربت، والحمد لله عيلتي كلها سليمة والأولاد كلهم سليمين".

والآن تقيم الأسرة التي تضم أطفالاً تتراوح أعمارهم بين عامين وعشرة أعوام مع أحد الأقارب في حي قريب، حيث يتدثرون بالبطانيات والملابس التي يقدمها الناس لهم لأنهم ممنوعون من دخول شقتهم مرة أخرى.

وسُمح بالفعل لسكان مبان أخرى في منطقتهم بالعودة. لكن مبناهم وهو الأقرب إلى المبنى الذي انهار، لم يُعلن بعد أنه آمن للسكن لذا يتعين عليهم أن يظلوا بعيدين عنه.

يُذكر أن زلزالاً ضرب فجر يوم الاثنين، جنوب تركيا وشمال سورية، وأسفر عن وفاة وإصابة المئات من السكان، فضلاً عن دمار كبير في المباني السكنية، وخاصة القديمة أو غير المجهزة لمواجهة الزلازل، إلى جانب انهيار مبان في سورية كانت قد تعرضت سابقاً لقصف من قوات النظام وروسيا.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون