ليبيا: الصيف يجدد مخاطر اللدغات

02 يوليو 2022
تظهر إصابات لدغات العقارب والأفاعي بحلول الصيف (حازم تركية/ الأناضول)
+ الخط -

عادت مخاطر مواجهة سكان الجنوب الليبي لدغات العقارب والأفاعي إلى الظهور مع بدء فصل الصيف الحالي، خصوصاً مع إعلان وفاة طفلين الأسبوع الماضي. وأوضحت الناطقة باسم مركز سبها الطبي (جنوب) حليمة الطاهري أن 15 طفلاً أصيبوا بلدغات عقارب، توفي اثنان منهم. وطالبت الأهالي بضرورة علاج هذه الإصابات في مستشفيات باستخدام أمصال خاصة، وليس بواسطة أعشاب ووصفات شعبية. أما الناشط المدني في جنوب ليبيا مسعود المقدمي فسأل في حديثه لـ"العربي الجديد": "هل يمكن أن يصمد طفل أصيب بلدغة سامة في مناطق الجنوب وقتاً كافياً للوصول حيّاً إلى مركز سبها الطبي، تمهيداً لتلقي المصل الذي قد لا يتوفر في غالبية مستشفيات هذه المناطق، أو ربما مجرد كميات قليلة لا تكفي لتغطية كل احتياجات موسم الصيف الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات؟".

والإثنين الماضي، طالب مدير فرع جهاز الإمداد الطبي بالجنوب عبد الله الوحش المراكز الصحية بإرسال ممثليها إلى مخازن فرع الجهاز بمدينة سبها لتسلم كميات من أمصال العقارب. وكان الوحش قد أكد في تصريحات صحافية أدلى بها في منتصف مايو/ أيار الماضي أن جهاز الإمداد الطبي بالجنوب سيطالب السلطات الصحية بتوفير مزيد من كميات أمصال العقارب كي تكفي الاحتياجات المطلوبة في كل مناطق الجنوب، ولفت إلى وجود نقص حاد في أمصال لدغات الأفاعي تحديداً. أما المقدمي فدعا إلى توضيح إذا كانت تصريحات الوحش "تمثل اعترافاً ضمنياً بعدم كفاية الكميات المتاحة من أمصال لدغات العقارب، ووجود نقص حاد في أمصال لدغات الأفاعي، علماً أن المعلومات المتوفرة لدي تشير إلى أن أمصال لدغات العقارب لم تصل إلا إلى بعض المدن الكبيرة فقط، فيما حرمت منها بالكامل القرى والأرياف التي تشكل العدد الأكبر من مناطق الجنوب".
وكانت لافتة إعادة نشطاء نشر شريط فيديو يظهر طفلة تصارع الموت بسبب لدغة عقرب داخل مستشفى في أوباري العام الماضي، للتذكير بالمخاطر التي يواجهها مواطنو الجنوب سنوياً من ارتفاع الإصابات بسموم العقارب التي تشهد نقصاً كبيراً في كميات أمصالها.

كميات أمصال اللدغات غير كافية (ماركو لونغاري/ فرانس برس)
كميات أمصال اللدغات غير كافية (ماركو لونغاري/ فرانس برس)

والعام الماضي أيضاً، أثارت صور أطفال متوفين داخل المستشفيات بسبب غياب الأمصال التي تعالج سموم العقارب احتجاجات على إهمال السلطات المخاطر التي يواجهها المواطنون، وعدم وضعها حداً للظاهرة المتكررة.
وشهدت منطقة وادي الآجال وحدها نحو 450 حالة لدغ العام الماضي، فيما يقدر الطبيب رمزي أبو ستة متوسط عدد الوفيات بلدغات في يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز 2021 بسبع حالات يومياً، استناداً إلى إحصاء خاص أجراه لعدد الوفيات المعلن عنها. ويقول لـ"العربي الجديد": "شكل هذان الشهران ذروة الأزمة، ثم تراجع العدد في شكل كبير بسبب الإفراج عن شحنة أمصال كانت حينها في ميناء طرابلس، وكذلك بسبب انخفاض درجات الحرارة في الأشهر التالية".
ونفذ عدد من أهالي ضحايا لدغات العقارب وقفات احتجاج في بعض المناطق الجنوبية حينها، وطالبوا السلطات بتوفير الأمصال المضادة للدغات بالمستشفيات والمراكز الصحية، في وقت كان المركز الوطني للرقابة على الأدوية والأغذية يحتجز شحنة من أمصال سم العقارب لتحليلها قبل أن يفرج عنها وينقلها إلى مستشفيات الجنوب.
واضطر تراخي السلطات في التعامل مع الأزمة المتكررة الأهالي إلى اللجوء إلى الوصفات الشعبية والأعشاب لمداواة المصابين باللدغات، فيما أطلق عدد من المتطوعين دورات تدريب عاجلة لتعليم الأهالي كيفية تقديم الإسعافات الأولية للمصابين.

صحة
التحديثات الحية

وإلى جانت اتهام السلطات الصحية في البلاد بعدم تطبيق تجارب ناجحة في معالجة الحالات وتوفير التوعية المطلوبة لمواجهة المخاطر التي تختلف حسب المناطق، ودعم المبادرات الخاصة التي تحاول إيجاد حلول للمشكلة، تواجه سلطات البلديات انتقادات في شأن تقاعسها عن الاضطلاع بدورها في إطلاق حملات لرش مبيدات يفترض أنها تتوفر في مخازنها في الأماكن العامة والمدارس والميادين للحدّ من انتشار وظهور العقارب فيها.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن بعض التجار يحاولون استغلال معاناة الناس بإطلاق دعايات عن وصول كميات من المصابيح القادرة على كشف وجود العقارب وحركتها، ما يجعل الناس يقبلون على شرائها.

المساهمون