لهذه الأسباب يجتاح فيروس كورونا الهند مجدداً

21 ابريل 2021
زيادة قياسية في الإصابات (Getty)
+ الخط -

شهدت الهند زيادة مرعبة في عدد الإصابات بفيروس كورونا في الأسابيع القليلة الماضية. واليوم، لقي ما لا يقل عن 22 مريضاً حتفهم في مستشفى عام بولاية ماهاراشترا في غرب الهند بعد نفاد الأكسجين بسبب تسرب في خزانه.

وقال سراج ماندهاري، المسؤول في مقاطعة ناشيك لرويترز: "حدث تسرب بخزان الأكسجين في أثناء إعادة ملئه، وأدى ذلك إلى وفاة 22 مريضاً"، مضيفاً أن المستشفى كان يعالج مرضى كوفيد-19.

وقال مسؤول الإطفاء، سانجاي بيراغي، إن خدمة الإطفاء تعاملت مع حادث التسرب في غضون 15 دقيقة، ولكن حدث انقطاع في الإمدادات في مستشفى ذاكر حسين في ناشيك، وهي مدينة في ولاية ماهاراشترا الأكثر تضرراً من الزيادة الأخيرة في الإصابات بفيروس كورونا في البلاد. وذكرت وسائل إعلام محلية أن أكثر من 170 مريضاً يحصلون على الأوكسجين في المستشفى، وفقاً للأسوشييتد برس.

وسجّل يوم الثلاثاء رقماً قياسياً جديداً آخر من الإصابات، بعد إحصاء 295041 إصابة جديدة، ارتفاعاً من حوالى 273000 إصابة عن اليوم السابق.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فقد أُغلِقَت العاصمة دلهي لمدة أسبوع اعتباراً من التاسع عشر من إبريل/ نيسان، وشددت ولاية ماهاراشترا، مركز الطفرة وموطن العاصمة المالية مومباي، القيود على المتاجر والمطاعم، ومراكز التسوق.

وفي غضون هذا الارتفاع في أعداد الإصابات، نصحت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض بعدم السفر إلى الهند، وفرضت المملكة المتحدة قيوداً على الوافدين من البلاد. فقد سجلت الهند أكثر من 15 مليون إصابة بفيروس كورونا، وهي الثانية بعد الولايات المتحدة، كذلك فإنها رابع أعلى دولة في عدد الوفيات بأكثر من 180.000 وفاة.

هذه التطورات في الهند، تطرح علامات استفهام عديدة عن أسباب عودة ظهور الفيروس التي وصفها رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، بأنها "مثل التعرض لعاصفة".

(Getty)

بحسب تقرير صحيفة الغارديان البريطانية، كانت الهند في بداية فبراير/ شباط الماضي، قد سيطرت بقوة على الفيروس، إذ لم يتخطّ عدد الإصابات أكثر من 10000 إصابة يومياً، وهو رقم منخفض بالنسبة إلى بلد يبلغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة.

لكن منذ ذلك الحين، ارتفع العدد عشرين ضعفاً، في الوقت الذي لم تكن فيه الحكومة مستعدة لذلك. إذ كان وزير الصحة، هارش فاردان، قد وصف واقع بلاده بأنه في مرحلة نهاية اللعبة، لكن الإصابات كانت قد بدأت بالفعل بالارتفاع تدريجاً.

أخبر برامار موخيرجي، خبير الإحصاء الحيوي في جامعة ميشيغان الذي كان يتتبع جائحة الهند، وكالة أسوشييتيد برس "أن الهند فشلت في التعلم من الطفرات الثانية أو الثالثة في دول، بما في ذلك البرازيل والمملكة المتحدة، لضمان استعدادها لموقف مماثل".

(Getty)

اكتشاف فيروس متحول

سبّب اكتشاف نوع جديد من فيروس كورونا في الهند قلقاً واسع النطاق، وألقي باللوم عليه باعتباره أحد العوامل الرئيسية التي تحرك موجة الإصابات. يُعرف المتغير باسم B.1.617 وقد مثّل إنذاراً، لأنه يحتوي على بروتينين سبايك. يُعتقد أن هذا المتغير المزعوم  والمعروف بـ "المتحولة المزدوجة" أكثر قابلية للانتقال من السلالات السابقة. على الرغم من أن العلماء لا يزالون غير متأكدين بالضبط من مدى خطورته، إلا أن الانتشار السريع للمتغير عبر ولاية ماهاراشترا، ومن ثم بقية البلاد يثير القلق.

بالإضافة إلى ظهور هذا المتغير، هناك تقارير متعددة تناولت تردي الوضع الصحي في البلاد، إذ لم يتمكن العديد من الأشخاص من العثور على أسرّة في المستشفيات، كذلك واجهت الدولة نقصاً حاداً في الإمدادات الطبية، وخاصة الأوكسجين. وقد أفاد مستشفى في بوراري على مشارف دلهي بفقدانه لقوارير الأوكسجين.

(Getty)

ولم تكن المختبرات مستعدة للارتفاع الحاد في الطلب على الاختبارات التي جاءت مع الزيادة.

وعلى الرغم من أن العديد من الدول أشادت بالهند لإغلاقها السريع العام الماضي، لكن كانت هناك انتقادات للحكومة، لسماحها بتخفيف القيود بسرعة كبيرة. إذ قاوم رئيس الوزراء الاقتراحات بوجوب إعادة تطبيق الإجراءات على مستوى البلاد، ما أثار انتقادات شديدة بسبب تنظيمه التجمعات دون تباعد اجتماعي مناسب. كذلك سُمِح للمهرجانات الهندوسية بالمضي قدماً، وأبرزها تجمع كومبه ميلا الضخم في هاريدوار الذي اجتذب ما يصل إلى 25 مليون شخص منذ يناير، بما في ذلك حوالى 4.6 ملايين الأسبوع الماضي وحده، مع تجاهل معظم الناس إرشادات فيروس كورونا.

(Getty)

وكانت الهند قد أطلقت برنامج تطعيم ضخماً، لكنه لم يكن كافياً لوقف انتشار الفيروس، أو السيطرة عليه. لكن البلاد واجهت عقبات بسبب نقص الإمدادات. وقالت الحكومة الأسبوع الماضي إن لديها أقل من 27 مليون جرعة باقية تكفي لتسعة أيام.

والهند منتج رئيسي للقاحات، لكنها اضطرت إلى تأخير تسليم اللقاحات للتركيز على الطلب المحلي. وحتى الآن، قدمت الهند أكثر من 130 مليون جرعة من اللقاحات في دولة يبلغ تعداد سكانها حوالى 1.4 مليار نسمة منذ منتصف يناير/ كانون الثاني.

 

 

المساهمون