رأى خبراء ونشطاء مناخ أن الهجمات وعمليات القتل التي يتعرض لها المدافعون عن البيئة في مواجهة التدمير المستمر للأراضي والموارد الطبيعية تهدف إلى إسكات أصواتهم وعرقلة جهود الحفاظ على البيئة.
فبينما لا تزال الظواهر الجوية القاسية المرتبطة بتغير المناخ والأضرار التي يلحقها الإنسان بالبيئة تعيث فساداً وتتصدر عناوين الأخبار، أُبلغ أيضاً عن مقتل ما لا يقل عن 177 مدافعاً عن الأرض والبيئة في أنحاء العالم خلال العام الماضي.
مقتل ما لا يقل عن 177 مدافعاً عن الأرض والبيئة في أنحاء العالم خلال العام الماضي
وارتفع إجمالي عدد القتلى من المدافعين عن البيئة خلال العقد الماضي إلى ألف و910، حسب ما أظهرت الأرقام الباعثة للقلق التي وردت في تقرير الأسبوع الماضي الصادر عن منظمة "غلوبال ويتنس Global Witness"، وهي منظمة دولية غير حكومية لمكافحة الفساد.
وأشارت لورا فورونيس، كبيرة مستشاري حملة المدافعين عن الأرض والبيئة في منظمة غلوبال ويتنس، إلى المستوى الحالي للأزمة البيئية والمناخية، والتي، على حد تعبيرها، "تزداد سوءاً"، مضيفة "أننا بالفعل عند نقطة تحول"، مؤكدة أنه لا يوجد فرق بين أزمة المناخ والأزمة الإنسانية، لأن "أحدهما يؤدي إلى الآخر".
ومضت فورونيس قائلةً إن "المدافعين عن الأرض والبيئة يتعرضون للهجوم بسبب نضالهم من أجل حماية الكوكب من أزمة المناخ، والحفاظ على الغابات والموارد الطبيعية الأخرى".
وشددت على أن "جميع الهجمات ضد المدافعين عن الأرض والبيئة لها الهدف نفسه، وهذا الهدف هو إسكاتهم. وبعبارة أخرى، فإن الهجمات تُرهب النشطاء لكي يتوقفوا، ولا يرفعون أصواتهم بعد الآن، ولا يقدمون شكاوى، ولا يعارضون التجاوزات بحق الأراضي، والموارد الطبيعية".
وإلى جانب الهجمات القاتلة، التي "تثير القلق بالفعل بما فيه الكفاية"، كشفت أن هناك هجمات وضغوطاً أخرى تجري ممارستها ضد نشطاء البيئة، وتتسبب في إجراء "تحول جذري" في حياتهم، رغم نجاتهم، موضحة "نحن نتحدث عن التهديدات، والترهيب، والعنف الجنسي.. ونتحدث على وجه الخصوص عن جرائم القتل، كما ورد في التقرير السنوي لهذا العام".
الدفاع عن الأمازون
وفي معرض الحديث عن الوضع المتدهور في غابات الأمازون المطيرة، قالت فورونيس إن الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية التي تعيش في تلك المناطق "تعيش بمفردها"، بينما تحاول الحفاظ على أراضيها ومواردها الطبيعية.
وأضافت: "عليهم أن يحاربوا التجاوزات من شركات التعدين والمصالح التجارية الزراعية وقطع الأشجار، وعندما يحاولون القيام بذلك يتعرضون للهجوم".
وتعد منطقة الأمازون واحدة من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للمدافعين عن البيئة، حيث وقعت 39 حالة قتل العام الماضي، أي ما يعادل أكثر من واحد من كل خمس حالات قتل (مرتبطة بحماية البيئة) في أنحاء العالم، وفقاً للأرقام الوارد في تقرير منظمة "غلوبال ويتنس".
وفيما يتعلق بالمسؤولية عن منع المزيد من الهجمات على نشطاء البيئة والمناخ، دعت فورونيس "الحكومات إلى توفير بيئة آمنة لهم حتى لا يضطروا إلى دفع حياتهم ثمناً لأداء مهامهم وعملهم".
تقرير مرعب
أما الطفلة الهندية ليسيبريا كانجوجام (12 عاماً) الناشطة في مجال البيئة والمناخ فقد وصفت التقرير بأنه "مرعب"، قائلة "هذه محاولة لإسكات أصواتنا".
وأضافت: "تجب محاسبة السلطات على فشلها في حماية المدافعين عن البيئة في أنحاء العالم"، مضيفة أن "التهديدات أو الاعتداءات لا تمنع الأشخاص الذين كرسوا أنفسهم لحماية البيئة من القيام بما يقومون به".
وحول أهمية العمل المنسق لحماية البيئة العالمية، دعت كانجوجام الناشطين الشباب إلى التقدم لدعم الضحايا لتعزيز الحركة البيئية العالمية، قائلة "إذا فازت المصالح الخاصة فإن هذا يعني أننا سوف نخسر كوكبنا.. وإن فوزنا يعني أننا سننقذ الأرض".
(الأناضول)