لماذا نشعر بالضيق عند الاستيقاظ باكراً؟

18 فبراير 2022
عندما ينام الإنسان تحدث العديد من حالات الارتخاء (Getty)
+ الخط -

في كثير من الأحيان قد يستيقظ المرء في فراشه، وهو يشعر بالتعب والكسل. حتى في مرات عديدة، قد يواجه أيضاً صعوبة من النهوض من الفراش، وهي مؤشرات تصفها ماري كلير كابيتا، أخصائية العلاج الطبيعي والأستاذة المساعدة في قسم علم الحركة في جامعة كونيتيكت بحسب تصريح لها لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بأنها أمور طبيعية، تحدث لجميع الأشخاص، خاصة إن كانت هذه الظاهرة لدقائق معدودة.

ووفق كابيتا، إن كان الشعور بالتصلّب في الصباح أمر طبيعي وعادة ما يتلاشى بسرعة، إلا أنّه قد يكون أمراً غير مريح في حال استمرّ طوال اليوم، وهو ما يطرح علامات استفهام عديدة حول أسباب هذه الظاهرة.

(Getty)
نواجه أحياناً صعوبة للنهوض من الفراش (Getty)

لماذا نشعر بالتصلب؟

بحسب تقرير الصحيفة الأميركية، ففي معظم الأحيان، يشعر الأشخاص بضيق عند الاستيقاظ نتيجة للتغيرات الليلية التي تحصل للأنسجة والمفاصل، ويرى خبراء الصحة أنّ المفاصل واللفافة، هما العاملان الأساسيان لهذا الشعور بالتعب.

تعرف اللفافة بأنها مَجموعة مِن النَسيج الضام، تقع إما أسفل الجِلد مباشرة وتعرف باللِّفَافَة السطحية (Superficial Fascia) أو تقع بشكل غائر تغطِي فيه العضلات والأوعية الدموية حيث تُشكل كغمد أو كغشاء حولها وتعرف باللفافة الغائرة أو العميقة (Deep Fascia).

بحسب أنطونيو ستيكو، أستاذ طب إعادة التأهيل في نيويورك، فإنّ هذه اللفافات عادة ما تتشكل مع طبقات متعددة، وتضمّ مادة تشحيم تشبه الهلام فيما بينها تسمح للطبقات بالانزلاق بسلاسة، ما يساعد على الشعور بالراحة. في مواقف معينة - مثلاً عندما تنخفض درجة حرارة جسمك، أو عندما يتراكم حمض اللاكتيك في العضلات - تصبح مادة التزليق التي تربط الأعضاء والمفاصل، أكثر سمكاً، ويمكن لطبقات اللفافة أن تنزلق بسهولة، ما يؤدي إلى الشعور بالتصلب.

وعندما ينام الإنسان، تحدث العديد من حالات الارتخاء، التي عادة ما تبقى لفترة طويلة (ثماني ساعات، على سبيل المثال) وتميل درجة حرارة الجسم إلى الانخفاض، ما يؤدي إلى ضعف في عمل اللفافة.

الشعور بالتعب لا يقف عند هذا الحدّ، إذ تساهم المفاصل أيضاً في الشعور بالتيبس في الصباح. في المفاصل السليمة، يعمل سائل كثيف على تليين الفراغ بين أطراف العظام المغطاة بالغضروف، لمساعدتها على التحرك بحرية وراحة. وبحسب الدكتورة كابيتا، إنه كلما بقي الإنسان لفترة طويلة من الوقت من دون أن يتحرك، يمتص الغضروف مادة التشحيم مثل الإسفنج، ما يجعل المفاصل صلبة.

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

كيف تشعر بتحسن؟

الخبر السار هو أنّ علاج التيبس في الصباح، سواء كان ذلك بسبب اللفافة أو المفاصل، يكمن من خلال ممارسة الحركات الرياضية البسيطة.

بحسب مدربة اللياقة البدنية أناستازيا باليان، فإنّ القيام بتمارين رياضية بسيطة يساعد في التخلّص من عملية التيبس التي يشعر بها المرء. تقول لـ"العربي الجديد"، "قد يشعر بعضهم بزيادة في تيبس العضلات، والكسل عند الاستيقاظ صباحاً، نظراً لارتخاء العضلات لأكثر من ثماني ساعات متواصلة، الأمر الذي يضعف معه مستويات الكولاجين التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي. ومن أجل استعادة مستويات الكولاجين، على الإنسان ممارسة التمارين الرياضية صباحاً، وبشكل دائم للتخلّص تدريجياً من هذه المشكلة".

ووفق باليان، يمكن لتحريك الذراعين والقدمين قبل النهوض من السرير، في أن تساعد على إعادة ضخّ مستويات الكولاجين في الجسم، وبالتالي يمكن أن تبدأ العضلات بالعمل وإن بدرجات بسيطة. بحسب باليان، تساعد هذه التمارين البسيطة، في تحريك الدورة الدموية، واستعادة النشاط البدني.

ما هي التمارين المطلوبة؟

ترفض باليان تقييد الأشخاص بتمارين معينة لمساعدة العضلات والمفاصل لاستعادة نشاطهم، وترى بأنّ أي تمارين صباحية كتحريك القدمين أو اليدين، وحتى القفز البسيط قد تكون كافية لكسر الشعور بالتيبس الصباحي.

في تقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، يضع خبراء الصحة واللياقة البدنية، قائمة ببعض التمارين التي يمكن ممارستها في السرير. بحسب الخبراء، بينما لا يزال الإنسان مستلقياً في السرير على ظهره، يمكن أن يبدأ بممارسة تمرين إطالة الجسم بالكامل، كما تفعل القطة عند الاستيقاظ لأول مرة، من خلال مدّ الساقين والذراعين على نطاق واسع وفي اتجاهين متعاكسين. بعد ذلك، يمكن البدء بثني أصابع القدم، أو مدّ الذراعين إلى الأعلى.

(Getty)
التمارين الصباحية كافية لكسر الشعور بالتيبس الصباحي (Getty)

ومن أجل إعادة السوائل إلى الأعلى، يمكن للإنسان ثني ركبتيه ومرفقيه وفكّهما برفق، أو لفّ المعصمين برفق من جانب إلى آخر.

بحسب الدكتورة كابيتا، إن لم تفلح هذه التمارين الرياضية بإزالة التعب والتصلّب، فعليه بممارسة رياضة المشي أو الركض في مكانه لدقائق معدودة، ومن ثم القيام بثني المفاصل المتيبسة.

إذا استمرّ تيبّس المفاصل لمدة تزيد عن ساعة بعد النهوض من السرير واستمرّ لأسابيع أو حتى شهور، فيجب استشارة مقدّم الرعاية الصحية، إذ يمكن أن يكون تصلّب المفاصل الذي يستمرّ لمدة ساعة أو أكثر مؤشراً مبكراً على التهاب المفاصل.

من جهة أخرى، تشير الدراسات إلى أنّ ممارسة رياضة اليوغا بانتظام يمكن أن تكون فعّالة في تقليل الانزعاج المرتبط بتصلّب المفاصل والعضلات وآلام الظهر المزمنة.

ينصح خبراء الصحة، بضرورة ممارسة الرياضة يومياً، إذ من شأن الرياضة أن تساعد مستقبلاً في تقليل الشعور بالتعب والضيق، وهو ما تثني عليه مدربة اللياقة البدنية أناستازيا باليان، إذ ترى أنّ اعتماد الرياضة كأسلوب حياة، مع نظام غذائي صحي، قد يساعد عملياً في الحفاظ على صحة الجسم، والعظام والمفاصل. وتنصح الجميع بممارسة الرياضة، وإن لفترة 20 دقيقة في اليوم، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعملون لفترات طويلة أمام شاشات الكومبيوتر.

(Getty)
ممارسة اليوغا تقلل من الشعور بالتعب والضيق (Getty)

ما هي أنواع التيبس؟

تختلف أنواع التصلّب والتيبس التي يشعر بها المرء في الصباح. فهناك أشخاص قد يعانون من تصلّب في الرقبة والكتفين، وقد يكون السبب في ذلك هو عدم وجود وسائد صحية للنوم، أو بسبب البقاء لفترات طويلة على جنب واحد، ولذا ينصح بتغيير وضعية اليوم، أو تبديل الوسائد.

وإذا كان المرء يستيقظ باستمرار مع تيبّس أسفل الظهر، فقد يحتاج أيضاً إلى التفكير فيما إذا كانت مرتبته صحية أم لا.

المساهمون