تتواصل عمليات التلقيح في لبنان لليوم الثالث على التوالي، بعد وصول الشحنة الأولى من لقاح "فايزر/بيونتيك" السبت الماضي، بهدف السيطرة على فيروس كورونا، وأكدت مصادر في وزارة الصحة، لـ"العربي الجديد"، أنه لم تسجَّل حتى الساعة أية عوارض مقلقة عند الذين تلقّوا الجرعة الأولى، وأن الوزارة ستنشر أسبوعياً تقريراً بالأعداد التي تلقّت اللقاح.
وقال الطبيب في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، عمر زمرلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ نحو ألف شخص تلقّوا اللقاح حتى الآن من العاملين في المستشفى، ومن كوادر القطاع الصحي المسجّلين، لافتاً إلى أنّ المستشفى بدأ اليوم تلقيح من هم فوق 85 سنة من المسجلين في المنصة الرسمية للقاح.
وشرح زمرلي أنّ "كلّ شخص يتلقى اللقاح عليه أن ينتظر نحو نصف ساعة لمراقبة حالته، وعليه الاتصال لاحقاً بالمستشفى عند شعوره بأية مشكلة، ولكن لغاية اليوم، لم نتلقَّ أي إفادة بظهور عوارض جانبية، باستثناء بعض الآثار غير المُقلقة مثل الصداع، أو الحرارة، والجرعة الثانية يجب أن تُعطى بعد 21 يوماً، وهي إلزامية لتحقيق الغاية المنشودة من اللقاح. الأشخاص المسجلون يحضرون تبعاً إلى المواعيد، ويفضَّل للشخص الذي يعاني من حساسية قوية مراجعة الطبيب قبل تلقي اللقاح، والمستشفى خصص ثلاثين شخصاً لمهمة التلقيح، ويتم دعمهم عند أي طارئ".
وقالت منسق قسم مكافحة العدوى في مستشفى دار العجزة الإسلامية، جومانة شاتيلا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "277 مريضاً من أصل 438 تلقّوا اللقاح، ومن لم يُطعَّم كان السبب هو العمر، أو مشاكل صحية تتعارض مع اللقاح، وهناك أهالٍ رفضوا اللقاح باعتبار أن موافقتهم مطلوبة واللقاحات غير إلزامية"، ولفتت إلى أنّ "متابعة المرضى تكون أكثر من مرّة في اليوم، والفترة الحساسة تصل إلى أربع ساعات، ولم تسجَّل أية عوارض جانبية مقلقة، باستثناء الوجع في مكان الحقنة، وأعمار الذين تلقوا اللقاح تبدأ من 50 سنة، وهناك شخص خضع للقاح عمره مائة سنة، والدفعة الأولى من اللقاحات انتهت، ونستكمل إعطاء الجرعة الثانية بعد ثلاثة أسابيع".
وانطلقت حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الناس على التسجيل في منصة اللقاح، والمطالبة بأن تكون العملية شفافة وفق الفئات المحددة، بالتزامن مع اعتراضات على الأولويات التي حُدِّدت لمن يتلقى اللقاح، مثل تخصيص أفضلية للإعلاميين.
وأكد نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فريد بلحاج، أنه "لا مجال للواسطة"، وضرورة تبني أقصى معايير الشفافية في إدارة عملية التلقيح بموجب الخطة الوطنية التي تستند إلى توصيات منظمة الصحة العالمية، والتي تعطي الأولوية للعاملين في المجال الصحي، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وينتظر لبنان وصول مزيد من جرعات اللقاح وفق مراحل، وتم تحديد أول خمس دفعات على النحو التالي: الأسبوع الأول 28080 جرعة، والأسبوع الثاني 31590 جرعة، والأسبوع الثالث 41120 جرعة، والأسبوع الرابع 32760 جرعة، والأسبوع الخامس 36270 جرعة.