لبنان يسجّل إصابة كوليرا أولى منذ عام 1993

أعلنت وزارة الصحة العامة في لبنان، مساء اليوم الخميس، تسجيل إصابة أولى بمرض الكوليرا في محافظة عكار شمالي البلاد، لافتة إلى أنّ حالة المصاب مستقرّة، وهو يتلقّى العلاج في المستشفى.

وأفادت الوزارة في بيان بأنّ هذه الإصابة التي سُجّلت في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري تُعَدّ الحالة الأولى في لبنان منذ عام 1993، تاريخ آخر تفشّ للكوليرا فيه.

ومن أجل ذلك، عقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض اجتماعاً تنسيقياً مع الشركاء المعنيين، حضره ممثلون عن منظمات دولية وعن نقابتَي الأطباء والتمريض وعن الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية، إلى جانب ممثلين عن وزارة الطاقة والمياه ووحدة إدارة الكوارث في مجلس الوزراء ومؤسسة الصليب الأحمر.

#وزارة_الصحة اعلنت تسجيل اول إصابة بالكوليرا في عكار والابيض ترأس اجتماعا تنسيقيا عرض خطة الوزارة للجهوزية والاستجابة للوباءhttps://t.co/oJgtiuEx5W pic.twitter.com/yR8l4qgtRS

— Ministry of Public Health - Lebanon (@mophleb) October 6, 2022

وفي الاجتماع التنسيقي، عُرضت خطة وزارة الصحة العامة للجهوزية والاستجابة للكوليرا، والتي كانت قد أُعدّت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وبالتوافق مع كلّ الشركاء المعنيين بالرعاية الصحية.

وتشمل الخطة تعزيز تقصّي الحالات ومحيطها عبر زيارات ميدانية، والكشف على مصادر المياه وشبكات الصرف الصحي وفحصها جرثومياً عند الحاجة، إلى جانب المباشرة في ترصّد جرثومة الكوليرا في الصرف الصحي عبر جمع عيّنات من المحافظات اللبنانية كافة من أجل الزرع الجرثومي.

كذلك، تتضمّن الخطة إصدار تعميم للمستشفيات والمراكز الصحية والعاملين الصحيين حول تعريف الحالات، بالإضافة إلى تأمين مخزون أوّلي من الأمصال والأدوية المطلوبة استعداداً لمعالجة الإصابات، إلى جانب تفعيل عمل مختبرات فحص المياه المتوفّرة في بعض المستشفيات الحكومية لتعزيز المراقبة الدورية على مياه الشرب.

وفي هذا الإطار، شُكّلت خلية أزمة تضمّ خبراء واختصاصيين للاستجابة لتفشّي الكوليرا المحتمل ومتابعة المستجدّات بصورة يومية.

صحة

التحديثات الحية

الكوليرا ينتشر في مناطق سورية جديدة: تحذيرات من المياه الملوثة

وذكّرت وزارة الصحة العامة بأنّ مرض الكوليرا تتسبّب فيه جرثومة تنتقل من خلال مياه الشرب أو تناول مواد غذائية ملوّثة أو من شخص إلى آخر عبر الأيدي الملوّثة. تجدر الإشارة إلى أنّ فترة حضانة المرض تمتدّ ما بين يومَين وخمسة أيام، وتشمل الأعراض إسهالاً مائياً غزيراً يتسبّب في مضاعفات قد تؤدّي إلى الوفاة في حال عدم المعالجة.

وأوصت وزارة الصحة العامة المواطنين باعتماد أساليب الوقاية، من بينها عدم شرب أو استعمال مياه غير مأمونة، عدم الشرب والأكل من الأواني نفسها مع الآخرين، غسل اليدَين بالماء والصابون على نحو منتظم قبل تحضير الأطعمة أو تناولها، وبعد استعمال المرحاض.

ومن التوصيات كذلك، الحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة الأغذية، وطهي الطعام بشكل جيّد جداً، وتناوله مباشرة بعد طهيه، ومراجعة الطبيب فوراً في حال ظهور إسهال مائي غزير.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن الوزير الأبيض قوله إنّه من المرجّح بشدّة أن تكون إصابة الكوليرا المسجّلة في لبنان قد أتت نتيجة تفشّ في منطقة حدودية سوريّة. يُذكر أنّ سورية تشهد تفشياً للكوليرا في محافظات عدّة منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وذلك للمرّة الأولى منذ عام 2009. وفيما تشير الجهات المعنية في المناطق السورية المختلفة إلى نحو مئات من الإصابات والحالات المشتبه في إصابتها، سُجّلت مساء أمس الأربعاء وفاة أولى مرتبطة بالمرض.