لبنان: رجل دين يهاجم سيدة وزوجها لارتدائها ثوب السباحة في صيدا

16 مايو 2023
في أحد شواطئ لبنان (Getty)
+ الخط -

هاجم رجل دين سيّدة على شاطئ صيدا، جنوب لبنان، بسبب ارتدائها لباس البحر وعمد إلى مضايقتها وتهديدها مع مجموعة شبّان بالتعرّض لها ولزوجها، في حال عدم مغادرتهما المكان بسرعة.

وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان بالحادثة التي تعرّضت لها السيدة التي كانت برفقة زوجها في عطلة الأسبوع على شاطئ صيدا من قبل شيخٍ، عبّر عن انزعاجه من ارتدائها لباس البحر، وطلب منها ترك المكان، قبل أن يعود برفقة حوالي 15 شخصاً، ويعمدون إلى رميهما بعبوات ماءٍ مملوءة بالرّمل بوجهيهما، بغية طردهما، وذلك بذريعة ارتداء السيدة لباس بحر لا يليق بتقاليد وعادات المدينة.

وعبّر الناشطون عن استنكارهم لما تعرّضت له السيدة بما يناقض مضمون الدستور اللبناني الذي يضمن ويكفل الحريات العامة للمواطنين، وعمدوا إلى نشر اسم الشيخ ويدعى عبد الكريم علو، إمام مسجد الفرقان في الهلالية - صيدا، مطالبين الأجهزة الأمنية بالتحرّك لتوقيفه، واتخاذ تدابير صارمة بحقّه، ولا سيما أنه هدّد السيدة وزوجها، وقام من دون وجه حقّ بمضايقتهما وطردهما من مكان عامٍ، ما ألحق بهما أذى جسدياً ونفسياً.

وحصلت الحادثة عندما قصدت ميساء حانوني، برفقة زوجها، المسبح الشعبي في صيدا، في عطلة نهاية الأسبوع، للسباحة في ظلّ الطقس المشمس الحار، وهي دأبت على ارتياده بشكل دائم منذ 5 سنوات، لكنها تعرّضت هذه المرة لاعتداء من قبل شيخ، اعترض على وجودها وارتدائها لباس البحر.

وقالت ميساء في تصريحات صحافية، إنها تعرضت وزوجها سامر للرشق بعبوات ماء مملوءة رملاً، من قبل شيخ وشخص برفقته يرجح أنه شيخ أيضاً، وأشارت إلى أنهما تعرضا للمضايقة والتهديد لإرغامهما على الرحيل، فما كان منهما إلا أن تركا المكان حفاظاً على سلامتهما الشخصية.

وأشارت ميساء إلى أنهما هُددا بترك المكان خلال 10 دقائق، وبعد انتهاء المدة، غادر الشيخ ومن معه، ومن ثم عادا مع حوالي 15 شخصاً، وحاصروهما، وبدأوا بمضايقتهما للمغادرة، وقالوا لها إنهم حضروا إلى هنا مع الشيخين فهما موجودان للنهي عن المنكر، لافتة إلى أنها لا تصدق ما حدث معها.

من جهته، قال رئيس بلدية صيدا، محمد السعودي، لـ"العربي الجديد"، إن "السيدة ميساء ابنة المنطقة، ومن الشخصيات المرموقة والمعروفة، إلى جانب زوجها، وهي مديرة "مول" في صيدا، ومن غير المقبول التعدي الذي طاولهما، خصوصاً أنه أتى من رجل دين".

وأشار السعودي إلى أن "الشيخ من مخيم عين الحلوة، وهويته معروفة، ويمكن للسيدة ميساء التي تعرّضت للاعتداء والقدح والذم، أن تتقدم بدعوى ضده، عند المراجع الأمنية القضائية المختصة، لكن البلدية، ليست الجهة المخولة بالتحرك واتخاذ أي إجراء في هذا الموضوع".

ولفت السعودي إلى أن "البحر للجميع، وعادة المسبح الشعبي يكون تحت إشراف البلدية، لكن لم يفتتح بعد باعتبار أن موسم الصيف لم يبدأ، وللجميع الحرية الشخصية بارتداء ما يريدونه، ونحن لا نمنع أحداً من ارتداء لباس السباحة، ويمكن لأي متضرر أو معتدى عليه أن نرسل له الشرطة، كما تجري العادة"، مشيراً في هذا السياق إلى أن الشرطة لم تكن موجودة في عطلة الأسبوع، نتيجة إضراب ينفذونه.

كذلك، يشير رئيس البلدية، إلى أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها، بل شهد العام الماضي مثيلاً لها، كما أن هناك حوادث تحصل أحياناً ربطاً بالمشروبات الروحية، ونحن نعلم أن هناك اعتبارات كثيرة وثقافات تختلف بين مدينة وأخرى.

المساهمون