لبنان: خشية من تفاقم ظاهرة "فرض الخوّات"

15 فبراير 2022
لجأ المتضررون إلى الأجهزة الأمنية لحلّ القضية (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

ترتفع وتيرة الحوادث الأمنية في منطقة البقاع، شرقي لبنان، على وقع الانفلات الأمني الخطير وتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية.

ولعلّ آخر "الإبداعات" فرض "الخوّات" (إتاوات) بقوة السلاح على المؤسسات، وهو ما تعرّض له مطعم "العبد الله" على طريق بعلبك - رياق الدولية قبل أيام.

وقام مجهولون بإطلاق النار على المطعم المذكور، مهدّدين بمواصلة اعتداءاتهم في حال لم يحصلوا على مبلغ قدره 200 ألف دولار أميركي "كاش" (نقداً).

وقد نشرت صفحة "وينيه الدولة" (متخصصة في الأخبار الأمنيّة) على "فيسبوك" تسجيلات صوتية لوقائع اتصالَين بين أحد المعتدين وعاملة في المطعم، وآخر مع محامي المؤسسة، حملا تهديدات وإنذارات كثيرة بتكرار الاعتداء على المطعم في حال عدم الحصول على المبلغ المطلوب.

وحاول محامي المؤسسة التفاوض مع المعتدي والتأكيد له أنّ حياة العاملين في المطعم في خطر جسدياً ومعيشياً كذلك في حال الإقفال، وأنّ المبلغ المطلوب غير منطقي ومبالغ فيه، ولا يمكن سداده، عارضاً على الرجل العمل في المطعم في مقابل راتب شهري لمواجهة الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة. لكنّ المعتدي رفض ذلك وأصرّ على موقفه والمبلغ المطلوب، لافتاً إلى أنّ لديه عشرين شريكاً في العملية سوف يتقاسمون المبلغ المطلوب (200 ألف دولار)، قبل أن يخفضه إلى 180 ألفاً، بيد أنّ المحامي رفض من جديد.

وقد هدّد المعتدي بتحويل المطعم إلى ساحة "حشيشة"، مكرّراً تحذيراته في ظل تذرّعه بأنّ "لبنان هيك بدو"، وأن الوضع دفعه إلى القيام بفعلته.

في سياق متصل، نفّذ عمّال وموظفو مؤسسات "العبد الله" وقفات احتجاجية، تنديداً بالتفلت الأمني والاستهداف المتواصل الذي تتعرّض له والتهديدات المستمرة من قبل مطلوبين يعمدون إلى فرض إتاوات.

وقال الوكيل القانوني لمؤسسات "العبد الله"، المحامي أشرف الموسوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه العصابة نفّذت تهديداتها مرّتَين، مطلقة النار على المطعم، وتوعّدت بحرق المؤسسات في المرّة الثالثة إذا لم نرضخ لمطالبها. من جهتنا، تواصلنا مع الجهات القضائية وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش التي بدورها داهمت مجموعة من الأشخاص، وأوقفت ثلاثة أُخلي سبيل واحد منهم في وقت لاحق".

كذلك، ينفي الموسوي أن تكون مؤسسات "العبد الله" قد عرضت مكافأة مالية لكلّ من يكتشف هويّة المعتدين، مؤكداً: "نحن لجأنا إلى الأجهزة الأمنية للكشف عن هوية الفاعلين وتوقيفهم ووضع حدّ لاعتداءاتهم المتكررة".

ويلفت الموسوي: "إنّنا كجهة قانونية نضغط حتماً لمعرفة من هو الرأس المدبر للعصابة، والمهمّ وقف النزيف الحاصل، وهذا النمط الجديد من الحياة الإرهابية عند العصابات المتمثّل في فرض الخوّة بقوة السلاح على مؤسسات فيها عشرات من العمال معرّضة حياتهم ورزقهم للخطر".

وعن "وجود غطاء حزبي أو سياسي على المجرمين والمطلوبين في المنطقة"، يقول الموسوي إنّ ذلك غير صحيح، مشيراً إلى أنّ "الأجهزة الأمنية تقوم بالملاحقات والمداهمات اللازمة".

المساهمون