استبعدت هيئة صحية مكلّفة بمتابعة الأزمة الوبائية في الجزائر أيّ قرار لفتح وشيك للحدود والرحلات الجوية إلى الخارج في الوقت الحالي، تخوفاً من انتقال السلالة الجديدة المتحوّرة لفيروس كورونا إلى داخل الجزائر.
وقال عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد الأزمة الوبائية الياس أخاموخ، اليوم الجمعة، في برنامج بثّته الإذاعة الحكومية، إنّ "فتح الرحلات الدولية غير وارد حالياً نظراً للحالة الوبائية التي تعيشها الدول الأخرى". وأشار إلى أنّ ذلك يأتي في سياق "استمرار الجزائر في العمل بمستوى من الإجراءات الصحية المشدّدة، ومواصلة الإجراءات الوقائية وعدم التراخي التي أثبتت نجاعتها حتى الآن". إذ تسجّل الجزائر معدلات متدنية من الإصابة بفيروس كورونا، فقد سجّلت 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا في الـ24 ساعة الأخيرة، وثلاث حالات وفاة جديدة، مقابل 151 حالة تعافٍ من الفيروس.
ويدعم وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد هذا الموقف، وهو كان قد أعلن أنّ قرار فتح الحدود قرار سيادي بيد رئيس الجمهورية، لكنه يعتقد أنّ الوقت مبكّر لفعل ذلك، ويقترح الإبقاء على غلق الحدود وتأجيل السماح بالرحلات الدولية، لكن هذا التوجّه يواجه اعتراضات كبيرة من قبل الجالية الجزائرية في الخارج، التي ترغب في الدخول إلى البلاد لزيارة أهاليهم.
وأكّد الياس أخاموخ أنّ السلطات طلبت في هذا السياق، "تأجيل مباراة نادي شباب بلوزداد وصان داونز الجنوب أفريقي، خوفاً من دخول سلالات جديدة إلى الجزائر، وهو ما فرض تعديلا في البروتوكول الصحي للفرق الزائرة إلى الجزائر والفرق المحلية العائدة من مباريات في الخارج بعد كل المباراة".
وأعلن عضو لجنة المتابعة أنه من المتوقع أن تستلم الجزائر مليون جرعة من لقاحات "سبوتنيك في" و"أسترازينيكا"، و 200 ألف جرعة هبة من الصين، نهاية الشهر الجاري، مشيراً أنّ مجموع كمية اللقاحات المتوقع استلامها حتى الثلاثي الثاني من السنة الجارية سيصل إلى حدود أربعة ملايين جرعة. وأشار إلى أنّ الجزائر ستعمل على استيراد كلّ اللقاحات التي أثبتت فعاليتها، بما فيها لقاح "فايزر".
وقال الياس أخاموخ إنّ ما يزيد عن 75 ألف شخص تلقوا اللقاح حتى الآن في الجزائر، وأثبتت اللقاحات نجاعتها ولم تسبّب أي مشاكل صحية. وأضاف أخاموخ: "لا وجود لمضاعفات خطيرة ولا حالات وفاة بعد تلقي اللقاح". وكشف أنّ المصالح الصحية تسجّل طلبات كثيرة للمواطنين الراغبين في تلقي اللقاح، موضحاً أنه في حال توفّرت اللقاحات مستقبلاً بكميات أكبر، فإنّه سيكون بإمكان المواطنين اختيار نوع اللقاح الذي يتلقونه.
وتعتزم الجزائر البدء قريباً في تصنيع اللقاح الروسي المضاد لكورونا "سبوتنيك في"، بالتعاون مع روسيا، حيث اختارت الحكومة لاحتضان مصنع إنتاج اللقاح منطقة قسنطينة، شرقي الجزائر، التي تحتضن مصانع لشركة صيدال الحكومية لصناعة الأدوية. وتفقّد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي كمال صنهاجي منطقة قسنطينة، قبل أيام، لتحديد الموقع الأمثل لبناء المصنع الذي يُفترض أن يشرع في إنتاج اللقاح في غضون ستة أشهر. وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد أعلن، أمس، في خطابه إلى الأمة، أنّ "الجزائر ستصنع لقاح كورونا بالتعاون مع شركائنا الروس، وسنفيد بذلك البلد وجيراننا في أفريقيا".