لا أسرّة للجرحى في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة

09 يونيو 2024
جرحى في مستشفى شهداء الأقصى (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مستشفى شهداء الأقصى في غزة يواجه تحديات هائلة بسبب تجاوز عدد الجرحى لقدرته الاستيعابية، مع نقص حاد في الإمكانيات الطبية والمستلزمات الضرورية، مما يخلق أزمة إنسانية متفاقمة.
- الطواقم الطبية تعمل تحت ضغط شديد في ظل نقص الأدوية والمعدات الطبية، وتعطل أحد المولدات الكهربائية الرئيسية يهدد حياة المرضى، خاصة الأطفال الخدج والمحتاجين للعناية المركزة.
- السلطات في غزة تطلق نداء استغاثة للمجتمع الدولي والمنظمات الأممية لتقديم دعم عاجل يشمل المستلزمات الطبية والمولدات الكهربائية، وتدعو لوقف الهجمات على المدنيين لتخفيف العبء عن النظام الصحي المنهك.

بعد مرور ساعات على المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، لا يزال مئات الجرحى الفلسطينيين ينتظرون إجراء عمليات لهم في مستشفى شهداء الأقصى الوحيد العامل في وسط قطاع غزة. وأمام غرف العمليات وفي ممرات المستشفى، يفترش الجرحى الأرض بانتظار دورهم في إجراء العمليات الجراحية وسط مشاهد مؤلمة، ويتعالى أنين المصابين ودموع ذويهم في ظل نقص الإمكانيات الطبية جراء الحرب.

أنين وحزن

وفي أروقة المستشفى الضيقة والممرات المكتظة بالمصابين، من بينهم أطفال ونساء، تتعالى أصوات النداءات ويعم المكان جو من الحزن والتوتر، وتملأ عيون الأطفال المصابين بنظرات الخوف، ويتشبثون بأيدي أمهاتهم وآبائهم الذين أصيبوا بإصابات متفاوتة، بينما تعمل الفِرَق الطبية بلا كلل وبكل طاقتها المحدودة، وتفوق أعداد المصابين الطاقة الاستيعابية للمستشفى. وخارج المستشفى، وأمام ثلاجات الموتى وقسم الاستقبال، تتناثر جثامين القتلى الذين فقدوا حياتهم جراء الهجوم الإسرائيلي، وترتفع أصوات الصراخ والبكاء من ذويهم، معبّرة عن حزنهم وألمهم الذي أصابهم جراء الفاجعة التي حصلت.

وأمس السبت، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة راح ضحيتها 210 قتلى وأكثر من 400 مصاب، بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات، بالتزامن مع توغل مفاجئ لآليات عسكرية شرقي وشمال غربي المخيم قبل تراجعها لاحقاً. وبإمكانيات محدودة بسبب الحرب ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، تعمل الطواقم الطبية داخل المستشفى، الذي أعلن، الأربعاء الماضي، تعطل أحد مولدي الكهرباء لديه بسبب عطل فني، ما ينذر بوقوع "كارثة إنسانية" قد تؤدي إلى وفاة عشرات الجرحى والمرضى والأطفال الخدج.

وقالت إدارة المستشفى في بيان: "نعلن عن خروج أحد مولدي الكهرباء عن العمل بسبب عطل فني، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية قد يروح ضحيتها عشرات الجرحى والمرضى والأطفال الخُدّج المُنوّمين في غرف العناية الفائقة وتحت أجهزة التنفس الصناعي التي تعمل على التيار الكهربائي".

غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
خوف من كارثة إنسانية (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

نداء استغاثة

في هذا السياق، يقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة: "حجم الإصابات الذي وصل لمستشفى شهداء الأقصى يفوق قدرتها الاستيعابية". يضيف: "نطلق نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية لإنقاذ المستشفى وإمداده بالمستلزمات الطبية والمولدات الكهربائية لضمان استمرار تقديم الخدمة". يتابع: "الوضع في مستشفى شهداء الأقصى كارثي وخطير بدرجة كبيرة، ونطالب بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين وضد أبناء شعبنا الفلسطيني".

ويلفت الثوابتة إلى أنه "خلال الأشهر الماضية، تعمد الاحتلال في حربه المدمرة إخراج النظام الصحي في قطاع غزة عن العمل بشكل كامل، وأخرج 33 مستشفى من أصل 35 عن الخدمة بشكل كامل، ما تسبب في كارثة إنسانية حقيقية".

وبعد الهجوم الإسرائيلي، قالت إدارة مستشفى "شهداء الأقصى" في بيان: "المصابون يفترشون الأرض، وتحاول الطواقم الطبية إنقاذهم بما يتوفر لديها من إمكانيات طبية بسيطة". أضاف البيان: "المستشفى يواجه نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، بالإضافة إلى توقف المولد الكهربائي الرئيسي".

وضع صحي كارثي

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن مستشفى شهداء الأقصى والمستشفى الأوروبي هما المستشفيان الحكوميان العاملان في غزة حالياً من أصل 35 قبل الحرب، فيما تقدم مستشفيات خاصة صغيرة خدمات رعاية أولية، إضافةً إلى مستشفيات ميدانية في منطقة المواصي، جنوب غربي القطاع. وسبق أن حذرت منظمات فلسطينية وأممية من استهداف الجيش الإسرائيلي الطواقم الطبية والمستشفيات داخل القطاع، إلا أنه تجاهل تلك التحذيرات وأخرج غالبية المستشفيات عن الخدمة بعد استهدافها وتدمير أجزاء واسعة منها.

(الأناضول)

المساهمون