تختلف تربية الأطفال في اليابان عن غيرها من المجتمعات. وبحسب موقع "برايت سايد"، تعد العلاقة بين الأم والطفل قوية في اليابان. وغالباً ما ينام الطفل إلى جانبها. وفي الماضي، كانت الأمهات يصطحبن أطفالهن معهن إلى كل مكان، ويستخدمن ما يشبه الحبل لربطهم بهن. كما أن العلاقة بين الأم والطفل عاطفية للغاية، إذ تقبل الأمهات كل ما يفعله أطفالهن.
وتنص القاعدة الأساسية على أنه قبل أن يبلغ الطفل الخامسة من عمره، يُسمح له بفعل ما يريد، الأمر الذي يمنح الأطفال شعوراً بأنهم جيدون. وتعكس أعمال الفنانين اليابانيين ما بين نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر هذه العلاقة، من خلال إظهار الأم وطفلها يستمتعان بالسمكة الذهبية، الأمر الذي يساهم في تكريس "Amae". وليس لهذه الكلمة نظير في اللغات الأخرى، لكن يمكن ترجمتها بأنها "رغبة المرء في أن يكون محبوباً أو الارتباط، وهي أساس العلاقات بين الأمهات والأطفال. وهذا يعني أنه يمكن للأطفال الاعتماد على والديهم وحبهم.
وبحسب نظام التنشئة الياباني، فإن الأطفال مثاليون قبل بلوغهم الخامسة، ومثل الخدم ما بين 5 و15 عاماً، ويُعتبرون متساوين مع أهلهم والأشخاص الآخرين بدءاً من عمر 15 عاماً. وتهدف هذه الطريقة إلى تربية أعضاء في المجتمع لا تكون مصالحهم الشخصية هي الأمور الأكثر أهمية. كما يسعى الأهل إلى تربية أشخاص قادرين على إيجاد أهدافهم وعدم التقليل من قيمتهم الشخصية.
إذاً، في المرحلة الأولى، يقدم الأهل حباً ورعاية كاملة لأطفالهم. وفي المرحلة الثانية، لا يتلاشى حبهم. وفي الوقت نفسه، يتعلم الطفل الالتزام بقواعد المجتمع ويحاول أن يجد هدفه في هذا العالم. ولأن ارتباط الأم بالطفل قوي حقاً، يحاول الطفل فعل كل شيء بشكل صحيح حتى لا يزعج والدته. وفي المرحلة الثالثة، يصبح الطفل عضواً كاملاً في المجتمع.
ولتعليم الطفل العيش في مجتمع جماعي، من المهم تعليمه رؤية واحترام مشاعر الآخرين واهتماماتهم. وتحترم الأمهات اليابانيات مشاعر أطفالهن: فهن لا يجعلنهم يشعرون بالخجل أو الإحراج، ويعلّمنهم أن يفهموا مشاعر الآخرين وحتى الجماد.