"الأمر صعب للغاية، ولا يمكنني وصفه".
"لقد أنهكتُ تماماً".
"يبدو الأمر وكأنّه مؤامرة كبرى ضد الأمهات".
"إنه تعذيب مطلق. أشعر بفقدان الأمل". (عبارات قالتها أمهات في إشارة إلى تأثير الإغلاق عليهن نتيجة تفشي كورونا).
كتبت الناشطة الحقوقية والنسوية البريطانية ناتاشا والتر، في صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالاً عن معاناة الأمهات خلال الجائحة، وهذا بعض مما جاء فيه:
تحدثتُ إلى كثير من الأمهات في ظروف مختلفة. أمهات يدرن أعمالاً. أمهات يتولين مناصب أساسية. أمهات يعملن في إطار عقود. أمهات يعشن في غرفة واحدة مع أطفالهن. أمهات يعشن في منازل من أربع غرف نوم. مع ذلك، هناك أوجه تشابه كبيرة في كيفية وصفهن الأشهر الـ 12 الماضية. ما زلت أسمع عن شعور بعضهن بالذنب، والغضب، والظلم، وأن لا أحد يستمع إليهن.
وقد شعرت مثلهن على الرغم من أنّني واحدة من أكثر الأمهات حظاً. لديّ طفل واحد فقط ما زال في المدرسة، ولدي شريك داعم. لكن عندما اختفت حياة ابني التعليمية والاجتماعية فجأة، وجدت نفسي متعثّرة. لم يكن في إمكاني توقع مدى صعوبة العمل، حين يتوجب عليّ أن أكون أماً وعاملة في وقت واحد وفي المكان نفسه. سُحِقَ نظام حياتي بضربة واحدة.
العديد من الأمهات اللواتي أعرفهن تضررن بشدة من آثار الإغلاق نتيجة لتفشي كورونا. جوليا مارغو تملك شركة وهي أم عزباء لثلاثة أطفال (4 و9 و12 عاماً). قبل تفشي الوباء، كانت تعمل بسلاسة تامة، وكان كل شيء منظماً بالنسبة لأطفالها ما بين المدرسة والحضانة ومساعدة والديها اللذين يعيشان في مكان قريب منها، إلّا أن الوباء دمر كل شيء. تقول: "أنا الآن أُدير شركة عالمية، وأنا الآن مقدمة الرعاية، والمعلمة الوحيدة، والمسؤولة عن تأمين الحياة الاجتماعية لثلاثة أطفال. هذا حمل ثقيل".
طلبتُ من جوليا أن تصف لي يوماً من أيامها منذ بدء الإغلاق. تقول: "أستيقظ عند الساعة السابعة صباحاً لأجهز لهم كل شيء. يرتدون ملابسهم وأتأكد من أنهم قادرون على استخدام أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أو تلك اللوحية، وأطبع الأوراق التي يحتاجون إليها، وأتناول طعام الفطور معهم. وبينما أفعل ذلك، أكون قد بدأت العمل بالفعل من خلال الرد على الاتصالات وقراءة رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها. وحين ينشغلون بالدراسة، أجري اجتماعاتي عبر تطبيق زوم. في أحد الأيام، كان لدي اجتماع مهم، واحتاجتني طفلتي البالغة من العمر أربع سنوات. اضطررت إلى مغادرة الاجتماع واللعب معها. أدركت منذ يومين أنني توقفت عن تناول الغداء. أحاول تخصيص وقت للعب معهم، والحفاظ على جو لطيف في المنزل. بمجرد أن يناموا، أتابع العمل حتى الثانية صباحاً".
عانت كل امرأة من هذا الوباء على طريقتها. لكن ما لم نعترف بالأرضية المشتركة بين العديد من النساء، فلن نتمكن أبداً من بناء مجتمع أكثر مساواة مع انحسار الوباء.