كورونا يفاقم أزمة أقسام الطوارئ في المستشفيات الأسترالية

16 يونيو 2021
مشاكل تنعكس على قدرة العاملين في مجال الرعاية الصحية (Getty)
+ الخط -

فاقمت أزمة فيروس كورونا، من حدّة الأزمات التي تعاني منها أقسام الطوارئ في المستشفيات الأسترالية، نتيجة نقص المواد الصحية الأساسية، والاكتظاظ بالمرضى.

ويصف تقرير لصحيفة "ذا غارديان" الوضع بالمأساوي. فعلى جوانب قسم الطوارئ، قد يصادف وجود مريض يعاني من كسر في الرقبة، إلا أنه مرمي على الأرض بانتظار الطبيب لساعات، فيما قد يعاني مريض آخر من نزيف حاد ويحتاج إلى إجراء الفحص اللازم له.

خلال الأسبوع الحالي، زاد عدد المرضى في أقسام الطوارئ داخل المستسفيات، وكانوا بمعظمهم ينتظرون إجراء عمليات قلب

يوم الإثنين الماضي، نشرت الكلية الأسترالية لطب الطوارئ (ACEM) مقالاً في المجلة الطبية الأسترالية ترى فيه أنّ القصص المأساوية تبرز الحاجة إلى التغيير، في ظل استنزاف العاملين في أقسام الطوارئ بانتظار عملية الإصلاح التي طال انتظارها.

يأسف رئيس فرع أستراليا الغربية للجمعية الطبية الأسترالية، الدكتور أندرو ميللر لهذا الواقع، ويقول: "من الصعب أن تكون جزءا من هذا النظام، وأن تتحدث عنه عندما تكون مرهقا بالفعل من العمل في نوبات إضافية".

خلال الأسبوع الحالي، زاد عدد المرضى في أقسام الطوارئ داخل المستسفيات، وكانوا بمعظمهم ينتظرون إجراء عمليات قلب، إلا أن نقص الأدوات والمرافق الصحية لتجهيز غرف العمليات، حال دون إجرائها.

يقول ميلر: "خلال مراحل العمل الطبي الخاصة بي، وخلال 25 عاماً، صادفت الكثير من الحالات، فقد ترى شخصاً يموت أمامك أو شخصاً مصاباً بسكتة دماغية ولا يتم علاجه بشكل صحيح، أو مريضاً يعاني من نوبة قلبية ويتم توصيله بجهاز عرض في الردهة دون أدنى معايير الخصوصية"، هذا الواقع بحسب ميلر، بات جزءاً من المنظومة الصحية.

ووفق ميلر، فإن الحديث عن هذا الواقع في المستشفيات، ورفع الصوت عالياً، سيجعلان الحكومات تأخذ القضية على محمل الجد، بهدف إحداث فرق في المعالجات الطبية.

وفق تقرير الكلية الأسترالية، فقد رفع الأطباء أصواتهم منذ سنوات، للمطالبة بتحسين الخدمات، لكن الاستجابات كانت غير كافية، ويرى التقرير أن النظام الصحي بات مثقلاً بشكل متزايد ومشتتاً ويعاني من خلل وظيفي.

رفع الأطباء أصواتهم منذ سنوات، للمطالبة بتحسين الخدمات، لكن الاستجابات كانت غير كافية

في شهادة أخرى لطبيب طوارئ يتمتع بخبرة 25 عاماً، أكد لصحيفة The Guardian Australia في مركزه الرئيسي في إحدى المستشفيات، أنّ العاملين في المستشفى كانوا يرون باستمرار "مرضى للغاية عالقين في غرف الانتظار، دون أي علاج، وزاد الوضع مع تفاقم أزمة فيروس كورونا. ووفق الطبيب الذي لم يكشف عن هويته، ففي الشهرين الماضيين، انهار الكثير من المرضى بسبب عدم علاجهم، فقد أحد المرضى الوعي بشكل أساسي بسبب كسور في الرقبة داخل قسم الطوارئ.

يضيف الطبيب: "هناك أشياء تحدث طوال الوقت في أقسام الطوارئ، وهي أمور غير مقبولة، لأنها ببساطة تنعكس على قدرة العاملين في مجال الرعاية الصحية، إذ يصبح الموظف غير قادر على أداء وظيفته بشكل صحيح، وبالتالي يصبح المرضى في موقع غير آمن".

بحسب شهادة الأطباء، فإن العوامل التي تؤدي إلى الاكتظاظ ونقص الموظفين معقدة، لكنها تفاقمت بسبب فيروس كورونا، إذ أثر ضعف الخدمات المجتمعية والدعم، ونقص الموظفين المدربين تدريباً كافياً والموارد في رعاية المسنين والتمويل، على قدرة المستشفيات لاستقبال المرضى.

المساهمون