ساهمت جائحة كورونا والأوضاع الاقتصادية الصعبة في انخفاض معدل الولادات في الأردن، كما عملت على تهميش خدمات الصحة الإنجابية والجنسية بسبب انشغال أنظمة الصحة في مكافحة الفيروس.
وقالت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان في الأردن عبلة عماوي، في ورقة أعدّها المجلس بمناسبة اليوم العالمي للسكّان لرصد آثار جائحة فيروس كورونا، إنّ "أعداد المواليد الأردنيين اتجهت إلى الانخفاض على امتداد 12 شهراً لسنة 2020، مقارنة بعام 2019".
ولفتت إلى أنّ العديد من التقارير والدراسات الدولية، على المستوى الإقليمي والمحلي، أظهرت أنه غالباً ما تتفاقم الحاجة إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية أثناء الأزمات وحالات الطوارئ والصراعات، وفي ظلّ انتشار جائحة فيروس كورونا.
وأضافت أنّ "النساء الحوامل يواجهن خطر التعرّض للمضاعفات التي تهدد الحياة بشكل متزايد، كما لا تستطيع الكثير من النساء الحصول على خدمات تنظيم الأسرة؛ ما يعرضهنّ إلى الحمل غير المرغوب فيه في ظروف خطيرة، وتتزايد الممارسات الضارة مثل زواج الأطفال، كما يؤدي انهيار نظم الحماية إلى زيادة في العنف القائم على النوع الاجتماعي في كثير من الأحيان، وإضافة إلى هذا، فإن أعباء رعاية النساء أطفالهن وغيرهم يجعل من الصعب عليهن العناية بأنفسهن".
بدورها تشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، في بيان أصدرته اليوم الأحد، إلى أنّ جائحة كورونا وتداعياتها المستمرّة منذ أكثر من عام، أسهمت بشكل أو بآخر إمّا في زيادة أعداد المواليد أو تراجعها في معظم دول العالم، ما يؤدي إلى تغييرات في معدلات الخصوبة. ولتجاوز هذه التداعيات، فإنه لا بد من تمكين النساء والفتيات تحديداً من الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والاستفادة منها، في كل الأوقات وفي مختلف الظروف، بما فيها الأزمات، كأزمة كورونا، والكوارث.
وأظهر التقرير الإحصائي السنوي لعام 2020، الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة الأردنية، انخفاض المواليد في الأردن بنسبة 10.5% خلال عام جائحة كورونا (2020)، فيما ارتفعت الوفيات بنسبة 9.4% وذلك مقارنة مع المواليد والوفيات لعام 2019.
وأظهر مسح العمالة والبطالة لعام 2020، الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، أن عدد السكان الأردنيين الذين أعمارهم 15عاماً فأكثر يبلغ 5.119 ملايين نسمة، من بينهم 2.541 مليون أنثى، بنسبة 49.6%، فيما بلغ عدد الذكور 2.579 مليون نسمة. وتشير "تضامن" إلى أنّ 2.032 مليون نسمة من الأردنيين عازبون وعازبات، و3.086 ملايين نسمة متزوجون ومتزوجات أو سبق لهم الزواج، من بينهم 755.8 ألف نسمة من الفئة العمرية 15-19 عاماً، ومنهم 12.1 ألفا متزوجون ومتزوجات (1869 ذكور و10235 إناث).
وبلغ متوسط العمر عند الزواج الأول في الأردن حتى نهاية 2019 حدود 29.2 عاماً لكلا الجنسين، إلاّ أنه أعلى عند الذكور (31.3 عاماً) وعند الإناث (26.6 عاماً).
وتعتقد "تضامن" أنّ ارتفاع متوسط العمر وقت الزواج الأول بالنسبة للإناث والذكور لا يشكل ظاهرة مقلقة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار معدلات توقع الحياة وقت الولادة. ولكنها من جهة ثانية تجد أنّ ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بين الذكور والإناث، والتغيّرات الديموغرافية والاجتماعية، ساهمت جميعها بشكل أو بآخر في عزوف الشبان والشابات عن الزواج.
وارتفعت عقود تزويج الأطفال خلال عام 2020، التي كان فيها أحد الزوجين أو كلاهما ضمن الفئة العمرية (15-18 عاماً) لتصل إلى 7964 عقداً لفتيات قاصرات و194 عقداً لفتيان قاصرين، وبنسبة 11.8% من مجمل عقود الزواج العادي والمكرّر، وكان هذا الارتفاع بنسبة 1.2% مقارنة مع عام 2019 والذي كانت فيه نسبة تزويج القاصرات 10.6بالمائة (7224 عقداً).