كلب للاحتلال الإسرائيلي ينهش طفلاً في حضن أمه بمخيم البلاطة

06 فبراير 2024
كلب الاحتلال يغرز أنيابه في جسد الطفل إبراهيم (فيسبوك/ الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال)
+ الخط -

لأكثر من خمس دقائق وكلب بوليسي يتبع لقوة خاصة اسرائيلية يغرز أنيابه في جسد الطفل إبراهيم جمال حشاش (3 أعوام)، من مخيم بلاطة، شرق نابلس، شمال الضفة الغربية، ولم يتركه إلا وقد قضم جزءا من مؤخرته وأدماه، ما جعل الطفل يفقد الوعي من الألم وشدة الرعب، في جريمة تضاف لجرائم كلاب الاحتلال ضد أطفال فلسطين.

كلب إسرائيلي يهاجم الطفل في حضن أمه

القصة بدأت في ساعة مبكرة من صباح الرابع من الشهر الجاري، عندما علمت أماني حشاش بأن جيش الاحتلال اقتحم مخيم بلاطة ويوجد على مقربة من بيتهم، فطلبت من أطفالها أن يلتفوا حولها، في الوقت الذي وضعت فيه أصغرهم إبراهيم في حضنها، وهو المكان الذي اعتقدت أنه الأكثر أمنا له.


 تقول أماني لـ"العربي الجديد": "كنت قد هيأتهم للذهاب للمدارس، لكن اقتحام الاحتلال للمخيم ومداهمتهم للبيت الذي يجاورنا، دفعاني لعدم السماح لهم بالخروج من البيت، وأن نجتمع معا في إحدى الغرف، وفي هذه اللحظة خلع جنود الاحتلال باب بيتنا وأدخلوا كلبا ضخما علينا وبقوا هم في الخارج، فبدأ الصغار بالصراخ خوفا منه، لكنه فورا هاجم طفلي إبراهيم وعضه في مؤخرته وغرز أنيابه في جسده".

الطفل الفلسطيني إبراهيم ينزف فاقداً للوعي

 مرت لحظات عصيبة جدا، كانت صادمة لأماني وأطفالها، فهذه أول مرة يواجهون حدثا كهذا، الأم التي وصفت كلب الاحتلال بأنه "وحش" بكل ما تحمله الكلمة من معنى نظرا لضخامته، فشلت في تخليص طفلها، بعدما جره الكلب إلى خارج الغرفة، ولم يتركه إلا بعد أن تدخل جنود الاحتلال، الذين أخذوا الطفل معهم لخارج المنزل وأجبروا الأم على العودة.
هنا ازداد الوضع سوءا، فهي لا تعلم مصير إبراهيم، وعندما حاولت أن تطل برأسها سمعت صوت إطلاق الرصاص باتجاهها فعادت مسرعة.
وبعد نحو ربع ساعة من الانتظار، مرت على العائلة وكأنها الدهر، عاد جندي ومعه الطفل. تصف الأم المشهد قائلة: "كان إبراهيم لا يتحرك وقد عملوا لحفظ حرارة جسده على لفه بـ"القصدير"، فاعتقدت أنه قد استشهد، فبدأت بالصراخ مجددا وأنا أبكي ومعي أطفالي، لكن الجندي أبلغني بأنه فاقد الوعي، وقد تم حقنه بإبرة، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

خلال وقت قصير سمح الاحتلال لسيارة اسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بدخول المنطقة ونقل الطفل للمستشفى. 
هناك جرى تنويمه لتقليل حركته قدر الإمكان نظرا لمكان الإصابة الحرج ولمحاولة تخفيف آلامه، ولاحقا أخضع الأطباء الطفل لعمليتين جراحيتين، لكنه سيمكث في المستشفى لأسبوعين على الأقل.

أحمد: "رأيت أمي تمسك أخي بيد وتضرب رأس الكلب بالثانية

أحمد حشاش -شقيق إبراهيم- والذي كان يحمل بيده بنطال أخيه وعليه بقع كبيرة من الدماء غير مصدق لما جرى، وأن إبراهيم قد نجى من الموت المحقق، يقول لـ"العربي الجديد": "نحن معتادون على اقتحام الاحتلال بيتنا، فقد كانوا يبحثون سابقا عن أخي الكبير سليمان، والذي اعتقلوه لاحقا، لكن هذه أول مرة يستخدمون كلبا شرسا إلى الحد الذي كاد أن يقتل فيه أخي الصغير ابن السنوات الثلاث".
ويضيف أحمد: "رأيت أمي تمسك أخي بيد وتضرب رأس الكلب بالثانية، لكنه كان قويا جدا، فوقعت أرضا وسحب هو إبراهيم إلى الخارج نحو الجنود، فلحقناه كلنا وحاولنا مجددا إنقاذه من بين أنيابه، ولم نفلح. وأنا صراحة خشيت من الاقتراب أكثر لأن الكلب كان يصدر أصواتا مخيفة وهو ينهش جسده".



يقول أحمد: "شاهدنا العديد من مقاطع الفيديو عن استخدام الاحتلال للكلاب في اعتداءاته على أبناء الشعب الفلسطيني، وكان يدعي أنها مدربة جيدا سواء لضبط المخدرات أو السلاح أو حتى من يبحثون عنه، لكنه هذه المرة استفرد بطفل وكاد أن يقضي عليه. 

كلاب الاحتلال لمهاجمة الفلسطينيين 

وتستخدم قوات الاحتلال الكلاب البوليسية لمهاجمة الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، ضمن سياسة ممنهجة، خلال اقتحامها المناطق الفلسطينية. 
ووثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال خلال العام 2023، أربع حالات لأطفال هاجمتهم الكلاب البوليسية، وهم طفل (13 عامًا)، في طولكرم، وطفلة (14 عامًا)، في جنين، إضافة لطفلين شقيقين (8 و12 عامًا)، في طوباس.
ووفق بيان صدر عن الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال، فإنه "نظرًا لسياسة الإفلات من العقاب وعدم المساءلة التي تحظى بها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، فإن جنودها يمارسون كافة أنواع الانتهاكات ضد الأطفال الفلسطينيين، في سياسة تعتبر الأشرس والأبشع على المستوى الدولي، أبرزها القتل".

 وتشير الحركة إلى أنّه في حال تجاوز عدد الأطفال الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 12100 شهيد (حسب وزارة الصحة)، فإن هذا العدد مرشح للارتفاع لأن أكثر من 8000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض، فيما بلغ عدد الأطفال الشهداء في الضفة الغربية خلال العام ذاته 121 طفلا، 81 منهم منذ السابع من أكتوبر، و40 استشهدوا قبل هذا التاريخ، وفق ما وثقته "الحركة العالمية".

المساهمون