- محمد يونس في رفح يحاول إحياء روح العيد بصناعة الكعك رغم النقص الشديد في الإمكانات والظروف الصعبة، مع قلة الاهتمام من السكان بسبب الحرب.
- الفلسطينيون يسعون للاحتفال بعيد الفطر رغم الظروف القاسية، مع تقليص مظاهر الفرحة واستمرار الحياة الصعبة، وهناك دعوات للعالم للنظر برحمة ووقف الحرب.
يحل عيد الفطر هذا العام وسط حرب مدمرة يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في المرافق الحيوية والمستشفيات وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
ورغم أجواء الحرب المتواصلة لم تختف مظاهر العيد تماماً في القطاع، حيث يعمل عدد محدود من مشاغل الحلوى في صناعة الكعك بمدينة رفح جنوبي القطاع، بحيث تمكن الناس من الاحتفال بالعيد وتبادل التهاني رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها.
ولتلبية رغبات السكان خلال عيد الفطر، قرر الفلسطيني محمد يونس فتح مشغله في مدينة رفح والبدء في صناعة كعك العيد، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع ونقص الإمكانات.
وتُعتبر رفح حالياً من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، بعد إجبار جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من سكان شمال ووسط وجنوب القطاع، على النزوح إليها، حيث يوجد فيها حالياً نحو 1.4 مليون فلسطيني، حسب بيانات أممية وفلسطينية. ويقيم الفلسطينيون النازحون بمخيمات مؤقتة في مدينة رفح، التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون و300 ألف نسمة، وذلك نتيجة للأوضاع الصعبة التي يواجهونها جراء الحرب، وفقاً لمسؤولين حكوميين في غزة.
فرحة منقوصة في غزة
ويعرض يونس في أحد أسواق المدينة المكتظة بالنازحين الكعك في متجره، وسط قلة الرغبة بشرائه من قبل السكان، الذين يعانون من ويلات الحرب والنزوح.
وكان يأمل يونس أن يخلق أجواء من الفرح والبهجة من خلال تحضيره للكعك، ولكن تأثرت هذه الأجواء بشكل كبير بسبب الحرب، حيث تحولت إلى حزن وفقدان، مضيفاً: "آمل أن يعم الأمن والسلام وينتهي الصراع، وتعود أجواء العيد كما كانت في السنوات السابقة".
ويقول يونس: "نحن نعمل جاهدين في إعداد الكعك والمعمول استعداداً لعيد الفطر، بهدف جلب الفرحة لسكان المدينة الذين يعانون من آثار الحرب بأشياء بسيطة"، مضيفاً: "إن الاهتمام بالكعك والمعمول قليل جداً بسبب الظروف الصعبة جراء الحرب وقلة الأموال لدى السكان"، مشيراً إلى أن العام الماضي شهد إقبالاً كبيرًا على المشتريات، حيث كان المشغل يعمل بكامل طاقته ويضم أكثر من 50 عاملاً، لكن اليوم لا يوجد اهتمام ولا مواد خام، ويعمل المشغل بطاقة 15 عاملاً فقط، موضحاً أن السكان يعانون من تبعات الحرب والتشرد والنزوح.
بدورها، قالت فلسطينية نازحة من مدينة غزة إلى مدينة رفح: "في السنوات السابقة، كنا نتمكن من تجهيز كل ما يلزم لعيد الفطر، لكن اليوم، نحن مضطرون للتركيز على الضروريات بسبب نقص الأموال والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها بسبب الحرب".
وأضافت: "توجهت إلى السوق للبحث عن ملابس للأطفال ومستلزماتهم من أجل إضفاء الفرحة على قلوبهم، بالرغم من الظروف القاسية التي نمر بها بسبب الحرب، لكن الأسعار مرتفعة بشكل مبالغ فيه"، مشيرة إلى أنها عانت من جروح وتدمير منزلها خلال الأيام الماضية نتيجة الحرب.
وتعبّر الفلسطينية عن أملها في أن ينظر العالم بعين الرحمة نحو أهالي قطاع غزة، ويتم وقف الحرب المدمرة.
ويحل عيد الفطر في أغلب الدول العربية والإسلامية يوم الأربعاء، وسط توقعات بتقليص مظاهر الفرحة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويعاني الفلسطينيون ظروفًا معيشية صعبة وشبه انعدام للحياة، مع دخول الحرب الإسرائيلية شهرها السابع، حيث تم نزوح ما يقرب من مليوني فلسطيني من منازلهم ومناطقهم السكنية إلى مناطق أخرى نتيجة للقصف الإسرائيلي العنيف، وذلك في بحث مستمر عن الأمان المفقود.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي عشرات آلاف الشهداء المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
(الأناضول، العربي الجديد)