كاهن فلسطيني: عيد الفصح يحمل رسالة تعزية إلى غزة والاحتلال يقيّد وصولنا إلى القدس

03 مايو 2024
الاحتلال يقيّد حركة المسيحيين في القدس، الثالث من مايو 2024 (مصطفى الخاروف/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المسيحيون الفلسطينيون يحتفلون بأحد القيامة وسط قيود إسرائيلية تحول دون وصولهم لكنيسة القيامة في القدس، مع تركيز الاحتفالات على الصلوات داخل الكنائس بسبب الأوضاع الصعبة في قطاع غزة.
- الأب عيسى ثلجية يشير إلى أن عيد الفصح هذا العام يحمل رسالة تعزية وأمل للفلسطينيين في غزة، مؤكداً على الصلاة من أجل السلام وإيجاد طوق نجاة للمتألمين.
- إسرائيل تمنع معظم المسيحيين في الضفة الغربية من الحصول على تصاريح لزيارة القدس، فيما يتجنب السياح الأجانب المنطقة بسبب الحرب المستمرة على غزة، مما يؤثر على الاحتفالات الدينية.

بعد غدٍ الأحد، يحتفل الفلسطينيون المسيحيون الذين يتّبعون التقويم الشرقي بأحد القيامة أو عيد الفصح الذي يختتم الأسبوع الأخير من الصوم الكبير أو أسبوع الآلام. وقد أفاد راعي أبرشية طائفة الروم الأرثوذكس في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة الأب عيسى ثلجية بأنّ الإجراءات الإسرائيلية تقيّد وصولنا إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة. ولفت إلى أنّ عيد الفصح هذا العام يحمل "رسالة تعزية" إلى قطاع غزة الذي يستهدفه الاحتلال الإسرائيلي بحرب مدمّرة منذ نحو سبعة أشهر.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول تناولت استعدادات المسيحيين للاحتفال بسبت النور غداً ثمّ أحد القيامة بعده، قال الأب ثلجية: "نحن اليوم نعيش في أكثر أسابيع السنة قداسة"، فيما يقترب عيد الفصح الذي يحلّ الأحد المقبل. وعند سؤاله عن احتفالات عيد الفصح الذي اقترب، أجاب أنْ "لا احتفالات بالعيد هذا العام بسبب الظروف الصعبة التي يمرّ بها شعبنا الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة"، مضيفاً أنّ الطقوس سوف تُحصَر في الكنائس وبالشعائر الدينية، ونحن لا نسمّيها احتفالات إنّما صلوات".

وأكد الأب ثلجية أنّ "الإجراءات الإسرائيلية في هذا العام قيّدت وصول الفلسطينيين إلى مدينة القدس"، الأمر الذي سوف يحول دون مشاركتهم في "إحياء القيامة". وأشار إلى أنّ "المسيحيين ينتظرون هذه المناسبة ليتوجّهوا إلى كنيسة القيامة والصلاة فيها، لكنّ التدابير الإسرائيلية الأمنية والأوضاع السياسية الصعبة حالت دون ذلك. فقد منعت إسرائيل التصاريح عن مسيحيي الضفة الغربية بمعظمهم"، الأمر الذي كدّر احتفالاتهم هذا العام.

ولفت راعي أبرشية طائفة الروم الأرثوذكس في بيت لحم إلى أنّ "مسيحيي فلسطين، في عيد الفصح هذا العام، يصلّون من أجل إحلال السلام، وإيجاد طوق نجاة للمتألّمين والجرحى الذين يعيشون وسط ظروف صعبة، خصوصاً في قطاع غزة". وأوضح أنّه في "هذا الأسبوع العظيم، نستقبل النور في كنيسة القيامة في القدس فينطلق منها إلى العالم كله، ويكون نوراً في الظلمة ورسالة سلام". وعن رسالة عيد الفصح هذا العام، بيّن الأب ثلجية أنّها "رسالة تعزية" للفلسطينيين الذين يعانون في قطاع غزة، "بسبب القتل والدمار. كذلك هي رسالة أمل وحياة جميلة وسلام".

وكانت الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الغربي أو الغريغوري قد احتفلت بأحد القيامة أو عيد الفصح في 31 مارس/ آذار الماضي، وقد اقتصر إحياؤه على الشعائر الدينية فقط، ولا سيّما أنّ المظاهر الاحتفالية لا تتناسب مع المأساة التي يعيشها الفلسطينيون المحاصرون والمستهدفون في قطاع غزة. يُذكر أنّ نحو ألف مواطن فلسطيني من المسيحيين يعيشون في قطاع غزة من مجموع سكان القطاع البالغ نحو 2.3 مليون نسمة، يتبع نحو 70 في المائة منهم طائفة الروم الأرثوذكس، في حين يتبع الباقون منهم طائفة اللاتين الكاثوليك.

وتمنع إسرائيل الفلسطينيين المسيحيين من سكان الضفة الغربية المحتلة من الوصول إلى القدس، في حين يتجنّب السياح الأجانب التوجّه إلى المنطقة بسبب حرب الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وقد سبق أن وثّقت تسجيلات فيديو تداولها ناشطون على مواقع تواصل اجتماعية، اعتداء إسرائيليين على مسيحيين، من بينهم رجال دين، والبصق على بوابات كنائس.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون