دشّنت قطر "ميثاق الأسرة"، اليوم الاثنين، وذلك تحت شعار: "الأسرة ثروة وطن"، في خطوة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وجرى التوقيع على جدارية ضخمة انطلقت من أماكن عدة، مثل حديقة متحف الطفل في "إكسبو 2023 الدوحة للبستنة"، وساحة الحكمة في مشيرب، ومركز وفاق.
ويمثل ميثاق الأسرة في قطر الإطار القانوني الذي يحكم العلاقات الأسرية في البلاد، ويركز على حقوق وواجبات الأفراد داخل الأسرة، ويسعى لتحقيق التوازن والعدالة في هذه العلاقات.
ويشمل الميثاق العديد من الجوانب، مثل الحقوق المالية والاقتصادية للأفراد، وكذلك الحقوق التربوية والصحية، وحماية حقوق الطفل والمرأة، وتعزيز قيم العدالة والاحترام المتبادل داخل الأسرة.
وأكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة في قطر، مريم بنت علي بن ناصر المسند، أهمية توقيع الميثاق، الذي يعتبر خطوة حاسمة نحو تقوية الروابط الأسرية وتحقيق التنمية المستدامة، لا سيما أن الأسرة هي محضن الأفراد، لا بالرعاية فقط، بل الأهم من ذلك بغرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الأبناء.
وقالت المسند إن الميثاق يركز على مجموعة من المبادئ والقيم، التي تنظم العلاقات الأسرية، وتحمي حقوق الأفراد داخل الأسرة، مشيرة إلى أن الميثاق سيضمن لكل فرد من أفراد الأسرة، الحق في اللغة والهوية، فيما يشمل أيضاً واجب الأسرة تجاه المجتمع، والواجبات تجاه الأبناء والآباء، والحق في التربية الوطنية، والحق في حماية الطفولة والأمومة، والحق في التنمية البشرية، وفي التعبير والحوار، وفي الرعاية الوالدية، والموروث القيمي والأخلاقي والديني، والاحترام المتبادل، وواجب خدمة المجتمع والوطن.
يعزز الميثاق قيم التعاون داخل الأسرة في قطر
ويمنح الميثاق، وفقاً لبيان وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، حقوقاً متساوية، ويفرض واجبات تعزز القيم والتعاون داخل الأسرة، مع التركيز على بناء أساس قوي قائم على الاحترام والتفاهم المتبادل، ويشير إلى أهمية الأسرة كوحدة أساسية في المجتمع، والتي تعتبر مصدراً للقيم والتربية، وبالتالي تسهم في بناء وتطوير الوطن ككل.
ويعد الميثاق بمثابة دستور للعائلة، ووثيقة تحدد القيم والمبادئ، التي تحكم علاقات العائلة وتفاعلاتها في المجتمع، ويصنف كاتفاق رسمي بين أفراد العائلة لإدارة التوقعات، وتحديد عملية صنع القرار والمسؤوليات داخل الشركة العائلية.
ومن شأن الميثاق، أن يكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يضع قطر في مقدمة الدول، التي تبادر بمثل هذه المبادرات، التي تعزز مكانة قطر الدولية والوطنية، وفق بيان لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة القطرية.
ويمكن أن يتم دعوة دول الخليج والمجتمع العربي والدولي فيما بعد للانضمام إلى هذا الميثاق، الذي تقوده قطر على مستوى الأسرة والمجتمع والأمن المجتمعي، ليكون الوثيقة الأهم للمجتمع المحلي للاسترشاد بمبادئ ومثل عليا، تنير الطريق نحو تحقيق التماسك الأسري ومواصلة التنمية الاجتماعية، باعتبار الأسرة هي النواة لها.
ولفت البيان إلى أن هذا التعهّد يعكس التزام الأبناء والآباء وجميع أفراد الأسرة بما هو منصوص عليه في الميثاق "بالمحافظة على الأسرة متماسكة قوية، ملتزمة بالقيم الدينية والأخلاقية واللغة العربية، وتنشئة الأبناء على حب الوطن وخدمة المجتمع، ليصبحوا مساهمين في نهضته وتقدمه، محافظين على وحدته، مساهمين بفعالية في بناء بيئة أسرية تعزز وتحترم الحقوق والواجبات، وتسمو بالتقدم والنمو الشخصي لأفراد الأسرة كنواة أساسية للمجتمع".