قدمت مؤسسة قطر الخيرية مساعدات صحية طارئة لمنشآت الرعاية الصحية في المناطق التي تواجه احتياجات إنسانية بمحافظة إب وسط اليمن، من خلال دعم مركزين صحيين بمديرية المشنة، بالإضافة إلى تدريب 24 من العاملين فيها، ضمن المشروع الطارئ الممول من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
وأوضحت المؤسسة، في بيان، أن تقديم الخدمات الصحية الطارئة للمجتمع المضيف والنازحين في محافظة إب جاء كأولوية ملحة نظراً لشدة الاحتياج الإنساني في هذه المناطق التي يسكنها نحو 21 ألف نسمة ما بين نازحين وأسر المجتمع المضيف.
وشملت مجالات تدريب العاملين في مركزي اللحج وصحة الأسرة الوقاية من العدوى والصحة الإنجابية والترياج (نظام فرز حالات كورونا والأوبئة) بالإضافة إلى الدعم النفسي.
وأفاد مدير مركز صحة الأسرة أمين السيد، بأن المساعدات جاءت لتلبي حاجة المركز الذي يعاني من نقص في الأدوية والأجهزة والأثاث، ما تسبب في نقص الخدمات المقدمة للمرضى، مضيفاً أن المركز يستقبل الأسر الأشد فقراً من النازحين والمجتمع المضيف، بسبب عدم قدرتهم على الذهاب إلى المستشفيات لكلفتها الباهظة، بينما يتلقى المرضى هذه الخدمة في المركز مجاناً. وشدد على أهمية استمرار هذا المشروع لما له من أثر واضح على المستفيدين في المنطقة.
وأكد متدربون على استفادتهم الكبيرة من الدورات، كونها تمثل إضافة نوعية لهم في المجال المعرفي، ولها بالغ الأثر في تحسين الخدمات التي يتلقاها المرضى.
وتقول النازحة عزيزة غبوش: "كنا نتردد على مركز اللحج الطبي من دون أن تكون الخدمات الأساسية متوفرة. ونتيجة هذا المشروع، أصبح يقدم خدمات أفضل بكثير بالمقارنة مع السابق ونتلقى الخدمات العلاجية في المركز مجاناً".
وتقول ليلى الدعيس من سكان منطقة لحج إن المركز يقدم خدماته الطبية للنازحين الذين تعد حالتهم المادية صعبة للغاية، مشيرةً إلى أن قطر الخيرية توفر الأدوية للمرضى الوافدين على المركز بشكل مستمر.
يشار إلى أن قطر الخيرية وقعت أخيراً اتفاقيتي شراكة مع مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باليمن لتنفيذ مشروعين في القطاع الصحي، يؤمن أحدهما الخدمات الصحية الطارئة للنازحين والقرى المحيطة بهم في محافظتي "حجة والحديدة"، والثاني للنازحين وسكان القرى بمحافظة إب.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد مرور أكثر من ست سنوات ما زالت الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأكبر على مستوى العالم، في ظل وجود أكثر من 20 مليون شخص يعولون على المساعدات الإنسانية، و5 ملايين شخص على حافة المجاعة.
وبحسب الإحصائيات، يوجد أكثر من 4 ملايين نازح داخلياً في اليمن، وقد اضطر قرابة 40 ألف شخص للفرار داخل مأرب منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، ويمثل ذلك نحو 70 في المائة من حالات النزوح في هذه المحافظة الواقعة جنوب شرق البلاد منذ بداية العام. وتستضيف مأرب زهاء 120 ألف نازح.