أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة بأنّ 180 نازحة فلسطينية في مراكز الإيواء تضع مواليدها يومياً وسط ظروف "غير آمنة وغير إنسانية"، فيما تهدّد مخاطر صحية عدّة مئات آلاف الأطفال النازحين، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
أضاف القدرة، في مؤتمر صحافي عقده اليوم الاثنين أنّ "ثمّة 50 ألف امرأة حامل في مراكز الإيواء بلا غذاء ولا رعاية صحية" ملائمَين. وعن الأطفال النازحين، شرح أنّ "نحو 900 ألف في تلك المراكز يعانون من خطر التجفاف والمجاعة وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم".
وعن الأوضاع الصحية والإنسانية عموماً في مراكز الإيواء، قال القدرة إنّها "بلغت مستويات كارثية مفجعة"، متحدّثاً عن "أكثر من 1.8 مليون نازح يتعرّضون لمخاطر المجاعة والبرد القارس وتفشّي الأمراض والأوبئة".
من جهة أخرى، قال القدرة إنّ "70 في المائة من مرضى المصابين بالفشل الكلوي يتعرّضون لمخاطر صحية كارثية نتيجة القصف والنزوح وصعوبة وصولهم إلى خدمات غسل الكلى، خصوصاً في شمال قطاع غزة".
وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي "تعمّد تدمير مستشفيات شمالي قطاع غزة، وترك بذلك 800 ألف نسمة فيها بلا خدمات صحية".
وحذّر القدرة من أنّ "الجرحى والمرضى والنساء الحوامل والأطفال الرضّع في مناطق شمالي غزة يتعرّضون للموت المحقّق".
المنظومة الصحية في قطاع غزة مستهدفة
وطالب القدرة "كلّ الوكالات الأممية بالعمل الفوري لتشغيل مجمّع الشفاء الطبي (في مدينة غزة) بصورة عاجلة، ومستشفيات شمالي قطاع غزة (عموماً) من أجل إنقاذ حياة الجرحى والمرضى".
ويوم الخميس الماضي، كانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت أنّ مئات الجرحى يفارقون الحياة نتيجة عدم توفّر الخدمات الصحية في مجمّع الشفاء الطبي، إلا أنّها لفتت إلى عودة محدودة إلى العمل في قسم غسل الكلى في المجمّع منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ويأتي ذلك وسط تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها على مستشفيات قطاع غزة والطواقم الصحية فيه، من ضمن العدوان المدمّر الذي تشنّه على القطاع المحاصر لليوم الثمانين. وأكد القدرة أنّ الاحتلال الإسرائيلي ما زال "يعتقل 99 كادراً صحياً على رأسهم مدراء مستشفيات في شمال غزة هم محمد أبو سلمية وأحمد الكحلوت وأحمد مهنا".
وعن استهداف المنظومة الصحية عسكرياً، شرح القدرة أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت 141 مؤسسة صحية، وأخرجت 23 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة". وأكمل أنّ "الانتهاكات الإسرائيلية ضدّ المنظومة الصحية أدّت إلى استشهاد 311 كادراً صحياً وتدمير 102 سيارة إسعاف".
وطالب القدرة "المؤسسات الأممية بالانتقال من موقع توصيف الواقع الكارثي للنازحين والتحذيرات من خطورته إلى إيجاد آليات فاعلة وعاجلة تضمن تدخّلها الإنساني لمنع الكارثة والمجاعة".
من جهة أخرى، أعلن القدرة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 20 ألفاً و674 شهيداً إلى جانب 54 ألفاً و536 جريحاً، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
(الأناضول، العربي الجديد)