قرية إندونيسية تغرق ببطء بسبب تغيّر المناخ

24 يوليو 2023
بقايا منازل في قرية تمبولسلوكو المغمورة بالمياه في جاوا (باي إيسمويو/ فرانس برس)
+ الخط -

في إندونيسيا، أصبحت حقول الأرز الخصبة في قرية تمبولسلوكو بجزيرة جاوة مجرد شبكة ممرات حجرية على سطح المياه التي اجتاحتها، في مثال على الكارثة التي قد يسببها تغيّر المناخ في المجتمعات الساحلية.

ويعيش أكثر من 200 شخص في هذه المنطقة الساحلية حالياً، رغم أن حياتهم تغيّرت بشكل كبير بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر، وتآكل السواحل، والاستخراج المفرط للمياه الجوفية. كما أن إزالة أشجار المانغروف لإنشاء برك صيد في تسعينيات القرن العشرين جعلت الساحل أكثر عرضة للفيضانات.

ويتذكر سولكان (49 عاماً)، وهو مدرّس إندونيسي، صوراً قديمة لفرقة موسيقية ومجموعة تلاميذ يبتسمون لدى وقوفهم على طريق اختفى الآن تحت المياه العكرة، ويتحدث أيضاً عن أنه أجبر على نقل روضة الأطفال التي يملكها إلى موقع أكثر ارتفاعاً.

وباشر سكان في تمبولسلوكو رفع الأرضيات الخشبية لمنازلهم باستخدام تربة لإبقائها جافة مع اشتداد حدة الفيضانات. ويقول سولارسو: "رفعت أرضية منزلي ثلاث مرات بمجموع 1.5 متر منذ عام 2018. وبالنسبة لي لا مستقبل للقرية التي أعيش فيها لأنها ستختفي في أقل من خمس سنوات. ولا أستطيع البناء أو فعل أي شيء".

يتوقع أن تختفي القرية خلال أقل من خمس سنوات (باي إيسمويو/ فرانس برس)
يتوقع أن تختفي القرية خلال أقل من خمس سنوات (باي إيسمويو/ فرانس برس)

من جهته، يقول الأستاذ في جامعة ديبونيغورو، ديني نوغروهو سوجيانتو، إن المياه غطت مسافة 5 كيلومترات داخل تمبولسلوكو.

وتشير دراسات علمية إلى أن المنطقة المحيطة بتمبولسلوكو تغرق بمعدل 20 سنتيمتراً سنوياً، أي ضعف المعدل المسجل عام 2010، وهو "الأعلى على الإطلاق"، كما يقول سوجيانتو، مضيفاً إنها "كارثة بطيئة قيد الحدوث".

ويُعد القرويون الذي يعيشون على ساحل جاوة أوائل ضحايا حال الطوارئ المناخية وفقاً للباحثين الذين يقدّرون أن جزءاً كبيراً من مدينة جاكرتا مهدد بالغرق بحلول عام 2050.

وتقول خواريا، وهي ربة منزل باتت تواجه صعوبات في التسوّق واصطحاب أطفالها الثلاثة إلى المدرسة بسبب الطرق المغمورة بالمياه: "أصبحت الحياة أصعب، وفي كل مرة تجتاح فيها المياه منزلي، أتمنى لو أستطيع الانتقال".

حياة صعبة جداً وسط المياه (باي إيسمويو/ فرانس برس)
حياة صعبة جداً وسط المياه (باي إيسمويو/ فرانس برس)

وفي موقع آخر رُفعت مقبرة القرية إلى أرضية أعلى لتنجب غمرها، وأنشأ قرويون سداً باستخدام إطارات، كما موّل السكان ممراً حجرياً لربط منازلهم ببعضها كي يستطيعوا الوصول إلى قبور أحبائهم. ويقول شوارول تاميمي: "الحياة رتيبة. يكره الشباب البقاء في منازلهم التي تغمرها المياه غالباً".

ويطالب سوجيانتو الحكومة بتعزيز وصول السكان إلى المياه الجارية لتقليل الاعتماد على المياه الجوفية، وتطبيق طريقة الردم بالرمال لملء التآكل. وقال: "إذا لم نرمم الساحل الأصلي لن نستطيع حل المشكلة بشكل دائم".

وتقدر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ التابعة للأمم المتحدة بأن ارتفاع الحرارة درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية قد يرفع مستويات سطح البحر 43 سنتيمتراً بحلول القرن المقبل.

(فرانس برس)

المساهمون