تتعاون الفلسطينية عِيدة أبو حشيش من قرية "أم النصر" في شمالي قطاع غزة، مع زميلتها أمل أبو غزال في صناعة دمى تعليمية وتربوية يدويًا من أدوات صديقة البيئة، في مشروع صغير تحتضنه جمعية زينة التعاونية للمشغولات الحرفية، ويشغل عددا من القرويات لتوفير دخل ثابت يعينهن على أعباء الحياة.
وتركز الدمى والمجسمات التي تصنعها النساء على التعليم العملي للأطفال في المراحل الأولى من حياتهم، وتعتمد على الألوان الزاهية والملامح الطفولية كي تناسب رغبات صغار السن، وخصوصا خلال فترة الحجر المنزلي المفروض نتيجة توقف العملية التعليمية بسبب تفشي فيروس كورونا، وقد سبق استخدام تلك الألعاب في عدد من رياض الأطفال.
وتسعى النساء المُشارِكات في العمل، واللواتي شاركن في عدة دورات تدريبية لتعلم الخياطة وصناعة الدمى التعليمية، إلى تقديم منتجاتهن بشكل متقن وإبداعي بهدف تغيير واقعهن المعيشي الذي حرم عددا منهن من الالتحاق بالتعليم أو العمل، إذ يعمل معظم أهالي قرية "أم النصر" في رعي الأغنام والزراعة.
وتؤكد المدير التنفيذي لجمعية زينة التعاونية للمشغولات الحرفية، حنين السماك، أن الجمعية احتضنت مشروع الألعاب التعليمية والتربوية لمساعدة القرويات على توفير دخل مالي يعينهن على أعباء حياتهن اليومية، وتمكينهن اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، مع التركيز على أهمية تلك الألعاب في التنمية العقلية للأطفال، مضيفة لـ"العربي الجديد"، أن "العمل يمر بعدة مراحل، إذ تتم حياكة الدمى والعرائس التي تدخل فيها الأقمشة داخل مصنع الخياطة، ويتم صناعة القطع الخشبية لمختلف أشكال الحيوانات والأشكال الهندسية داخل المنجرة التي تديرها قرويات أم النصر".
وقالت عيدة أبو حشيش لـ "العربي الجديد"، إنها لم تتمكن من إكمال تعليمها بعد إتمام المرحلة الابتدائية لعدم وجود مدارس للمراحل الإعدادية والثانوية في قريتها، إلى جانب العادات والتقاليد التي تقيد من حرية النساء في الحركة، مشيرة إلى أنها بدأت تعلم الخياطة وصناعة الدمى التعليمية بهدف كسر روتين حياتها، وصناعة شئ يشعرها بقدرتها على العطاء، فضلا عن تحقيق دخل يعينها على توفير المتطلبات الأساسية.
وقالت زميلتها أمل أبو غزال، إنها بدأت العمل بعد دورات حصلت عليها مع 20 سيدة، اكتسبن فيها الخبرات والمهارات اللازمة لصناعة الدمى التعليمية، وتختص أبو غزال بقص وتنسيق قطع القماش، ويسهم المشروع في تحسين دخلها اليومي لدعم أسرتها المكونة من ثمانية أفراد، وأوضحت لـ"العربي الجديد"، أنها سعت إلى العمل رغم الاستهجان المجتمعي بسبب الأوضاع الاقتصادية القاسية.
وتتنوع أصناف الألعاب التعليمية التي تصنعها القرويات من الأدوات صديقة البيئة، إذ يصنعن الدمى والعرائس والألعاب الخشبية التي تساعد الأطفال على معرفة الأشكال الهندسية بأحجامها وأشكالها المتنوعة، فضلا عن تجميع القطع الخشبية لتكوين رسم واضح على قطع خشبية لتشكيل لوحة تم رسمها مُسبقًا بالحرق على الخشب، كما يقمن بصنع مجسمات لأعضاء جسد الإنسان، والمجموعة الشمسية، وألعابًا توضح الأرقام والألوان والأحجام، والهرم الغذائي الذي يضم دليل الأطعمة الصحية وعناصرها الغذائية.