أفاد تقرير دولي نُشر الثلاثاء، بأن قرابة نصف سكان العالم يعانون من نظام غذائي سيئ يرتبط بتناول طعام أكثر أو أقل من المعدل، ما يضرّ بصحتهم وبالكوكب.
وأظهر تقرير "غلوبال نوتريشن ريبورت" (تقرير التغذية العالمي) الذي يستند إلى بيانات من منظمات مثل الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف أن 48% من البشر يأكلون أكثر أو أقلّ من المعدّل اللازم.
ولن يحقّق العالم ثمانية من تسعة أهداف غذائية حددتها منظمة الصحة العالمية بحلول العام 2025 على المعدّل الحالي، علما أن التقليل من الهزال عند الأطفال والتأخر في النمو والبدانة لدى البالغين أصبحا ضرورة.
Our 2021 Global Nutrition Report shows poor diets and malnutrition remain unacceptably high across the world - this is a crisis we cannot ignore. We need a step change in action. Read at https://t.co/Vkw4BqTXwX #Nutrition4all #NutritionYearofAction pic.twitter.com/DYD4nbRNKF
— Global Nutrition Report (@GNReport) November 23, 2021
ويشير التقرير، إلى أن نحو 150 مليون طفل عمرهم دون الخمس سنوات يعانون من تأخر النمو، فيما أكثر من 45 مليون طفل يعانون من الهزال ونحو 40 مليونا يعانون من وزن زائد.
ويلفت التقرير أيضاً إلى أن أكثر من 40% من الرجال والنساء (2,2 مليار شخص) يعانون من وزن زائد أو بدانة.
وقالت رئيسة مجموعة الخبراء المستقلين الذين أنجزوا التقرير ريناتا ميشا لوكالة فرانس برس: "ارتفعت نسبة الوفيات التي لا يمكن تفاديها والتي يتسبّب بها نظام التغذية السيئ بـ15% منذ العام 2010"، ما يشكّل اليوم "25% من نسبة الوفيات عند البالغين".
وتابعت: "تُظهر نتائجنا العالمية أن تغذيتنا لم تتحسّن خلال السنوات العشر الأخيرة، وباتت تشكّل اليوم تهديدًا كبيرًا على صحة الناس وعلى الكوكب".
ولا تستهلك الشعوب كميات الأطعمة المفيدة الموصى بها مثل الفاكهة والخضر، بحسب التقرير الذي لفت إلى أن الدول ذات الدخل المحدود تستهلك أقل كميات من هذه الأغذية.
ويزداد استهلاك الأطعمة المضرّة للصحة - مثل اللحمة الحمراء والألبان والمشروبات المحلّاة - في الدول ذات الدخل المرتفع أكثر حيث تُسجّل أعلى نسب البدانة.
وتوصّل التقرير إلى أن الطلب العالمي على الغذاء تسبّب بنحو 35% من انبعاثات غازات الدفيئة عام 2018.
ويشير التقرير إلى أن "المنتجات الحيوانية لديها تأثير على البيئة أعلى من تأثير المنتجات النباتية".
ودفعت جائحة كوفيد-19 نحو 155 مليون شخص إضافي نحو الفقر المدقع، إلى جانب تأثيرها على الأنظمة الغذائية والصحية، بحسب التقرير.
يونيسف: أطفال لبنان لا يحصلون على ما يكفيهم من الطعام
وفي سياق متصل، قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير صدر اليوم الثلاثاء، إن أكثر من نصف الأسر في لبنان لديها طفل واحد على الأقل لا يحصل على ما يكفيه من الطعام منذ حلول أكتوبر/ تشرين الأول 2021 وسط "تدهور كبير في الظروف المعيشية".
وذكر التقرير أن الأطفال تضرروا بشدة من الأزمة الاقتصادية العميقة في البلاد والتي تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا التي جعلت حوالي ثمانية من كل عشرة أشخاص فقراء وتهدد فرص حصول 700 ألف طفل على تعليمهم، منهم 260 ألف طفل لبناني.
وأدت الأزمة متعددة الأوجه، التي تعود جذورها إلى فساد وسوء إدارة على مدى عقود، إلى تعطل توفير خدمات أساسية مثل الكهرباء والمياه.
وقال التقرير إن ما يقرب من نصف الأسر لم يكن لديها ما يكفي من مياه الشرب بحلول أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وإن ثلثها أشار إلى أن تكلفتها كانت عاملا رئيسيا.
وقالت يوكي موكو، ممثلة يونيسف في لبنان: "يجب أن يكون الحجم المذهل للأزمة بمثابة جرس إنذار".
وأشار التقرير إلى أن أقل من ثلاث أسر من كل عشر تلقت مساعدة اجتماعية، مما دفعها إلى اتخاذ "إجراءات يائسة".
وأوضح التقرير أن نسبة الأسر اللبنانية التي ترسل أطفالها إلى العمل زادت سبعة أمثال، إلى سبعة بالمائة بين إبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأول.
وحكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بطيئة في تنفيذ برامج الأمان الاجتماعي، ومنها برنامج ممول من البنك الدولي بقيمة 246 مليون دولار أقره مجلس النواب في مارس/ آذار وخطة بطاقات تموينية بقيمة 556 مليون دولار دعمها المجلس في يونيو/ حزيران.
وقالت موكو: "هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدم تعرض أي طفل للجوع أو المرض أو (إرساله) للعمل بدلا من تلقيه التعليم".
(فرانس برس، رويترز)