كشف ملابسات جريمة قتل طفلة سورية وإغراق جثتها بعد الاعتداء عليها بولاية كلس التركية
تتصاعد ردود الفعل في الشارع التركي بعد كشف الملابسات الأولية لمقتل الطفلة السورية غنى مرجمك (9 سنوات)، بولاية كلس التركية، وإغراقها في بئر بمنزل القاتل، مساء الأربعاء، بحسب ما يقول رئيس تجمع المحامين الأحرار في تركيا غزوان قرنفل، لـ"العربي الجديد".
وتحوّلت جنازة الطفلة السورية، ظهر الخميس، إلى تظاهرة طالب خلالها السوريون والأتراك معا بإنصاف أهل القتيلة وإنزال عقوبة الإعدام بالقاتل.
وبحسب قرنفل، طالب سوريون وأتراك بولاية كلس، اليوم الخميس، بـ"تطبيق حكم الإعدام، وهو مطلب محق وعادل، ولكن تركيا ألغت العقوبة"، مقترحاً أن يطالب أهل الضحية بأقصى العقوبات، لأن الجريمة بشعة ولا يمكن النظر إليها على أنها جريمة عادية ضمن مجتمع كبير.
وتوجّه سوريون وأتراك غاضبون، اليوم الخميس، نحو مركز احتجاز القاتل للتأكيد على ضرورة محاسبته بأقصى العقوبات، ما دفع مدير الأمن في المنطقة أحمد كورت للنزول والتحدث مع الأهالي لتهدئتهم، حيث وعدهم بمعاقبة القاتل.
ونقلت مصادر متطابقة تفاصيل الجريمة بعد عثور فرق الشرطة التركية على جثة الطفلة السورية غنى مرجمك مرمية في بئر ماء داخل منزل مجاور لمنزل أسرتها في حي أوكشلار بمدينة كلس، جنوبي تركيا، مساء الأربعاء.
وأكد قريب الطفلة مجد رضوان، لـ"العربي الجديد"، أن الطفلة غنى مرجمك خرجت من المدرسة يوم الثلاثاء الساعة الثانية والنصف ظهرا ولم تعد، ما تسبب بالقلق لأهلها، خاصة بعد سؤال زميلاتها والمُدرّسة والتأكيد على خروجها باتجاه منزلها، ليقدم أهلها على تحرير محضر بمركز الشرطة مساء أول من أمس.
ويتابع قريب الطفلة أن كاميرات المراقبة دلّت على دخول الطفلة في شارع مغلق دون أن تخرج منه، ما زاد الشك بالقاتل (حسين ب.)، لما له ولأسرته من سوابق جنائية، ولدى تفتيش المنزل مساء أمس تم اكتشاف الجثة.
ويؤكد رضوان أن "الجثة التي دفنت ظهر الخميس مهشمة الأسنان، وأن الطفلة تعرضت لاعتداء جسدي من القاتل"، مطالباً بإنزال أقصى العقوبات بالقاتل.
وكانت مصادر قد أكدت أن القتيلة غنى من ريف حلب السورية، فُقدت قبل يومين أثناء عودتها من المدرسة برفقة زميلاتها اللواتي أكدن أنها عادت معهن إلى الحي. وعقب الإبلاغ عن اختفائها، نفّذت فرق الشرطة عمليات بحث واسعة في المنطقة، ليتأكد بعد مراجعة كاميرات المراقبة أن الطفلة دخلت حيّها وأنها اختفت قرب منزلها، أمام منزل المشتبه فيه "حسين ب."، الذي توارى عن الأنظار بعد الجريمة، ليتم بعد تفتيش المنزل العثور على الجثة وقد رُبط عنقها بحبل، فيما رُبط طرفها الآخر بحجارة لإغراق الجثة في ماء البئر الذي يبلغ عمقه 12 متراً.
ويؤكد الناشط بحقوق الإنسان المتابع لقضايا اللاجئين بتركيا طه الغازي، لـ"العربي الجديد"، إلقاء القبض على المشتبه فيه بعد مطاردته بأحد أحياء كلس وتوقيفه للتحقيق ومعرفة الأسباب الحقيقية للجريمة التي هزت المدينة والأوساط التركية اليوم الخميس، بعد كشف تفاصيلها.
ويلفت الغازي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الجريمة "نكراء وعن عمد ومخطط لها، حتى قبل صدور نتائج التحقيق"، لأن المشتبه فيه ربط الحجارة بظهر وعنق المغدورة لإغراقها بالمياه، في محاولة لطمس معالم جريمته، والتي رجح الغازي أن تكون "دنيئة"، مطالبا الهيئات السورية بـ"إثارة القضية والمطالبة بعقوبات قاسية لخلق رادع لدى بعض الأتراك لوقف الجرائم العنصرية، لأن شعورا يتعاظم لدى بعض الأتراك بأن جرائمهم بحق السوريين لن تلقى عقابا، كجريمة حرق ثلاثة سوريين واعتراف القاتل بأنه أحرقهم لأنهم سوريون، وغيرها من الجرائم".
ويشدد على أنه "من المتوقع زيادة المشاعر العنصرية بحق السوريين خلال الانتخابات، وقد نرى ذلك حتى بالنسبة للأطفال وطلاب المدراس، لذا لا بد من وقفة سورية وتركية للمطالبة بتطبيق القانون وإلغاء حالة بدأت تتفشى، وهي استسهال الاعتداء على السوريين وحقوقهم، والسكوت أو التراخي في تطبيق القانون. للأسف يتحول ذلك الشعور بإمكان الإفلات من العقاب إلى حقائق، ويزيد وتيرة الإجرام بحق أهلنا اللاجئين".