قبرص تدعو الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في "مناطق سورية الآمنة" لإعادة المهاجرين

22 سبتمبر 2023
يمثّل السوريون نحو 40% من المهاجرين الذي تقدّموا بطلبات لجوء في قبرص هذا العام (فرانس برس)
+ الخط -

 

دعت قبرص رسمياً الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم المناطق السورية التي يمكن إعلانها آمنة وخالية من الصراع المسلح، حتى تتسنّى إعادة المهاجرين السوريين إلى وطنهم في نهاية المطاف، بحسب ما ذكرت وزارة الداخلية اليوم الجمعة.

وكان وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس إيوانو المسؤول الوحيد الذي أثار هذه القضية في خلال الاجتماع غير الرسمي الذي عُقد في إسبانيا، في يوليو/ تموز الماضي، مع نظرائه في دول الاتحاد الأوروبي.

وأفادت وزارة الداخلية وكالة أسوشييتد برس بأنّ أيّ دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي لم تتّخذ موقفاً رسمياً بشأن إعادة تقييم المنطقة الآمنة.

وتتصدّر قبرص طلب إعادة التقييم، إذ تبيّن أنّ قربها من المنطقة جعلها حالياً الوجهة الأولى للمهاجرين السوريين.

وتفيد قبرص، التي يعيش نحو مليون نسمة من السكان في الجزء الجنوبي منها المعترف به دولياً، حيث يُطلَب اللجوء، بأنّ المهاجرين يشكّلون حالياً 6 في المائة من سكانها، وهي نسبة أعلى من أيّ نسبة أخرى في دول الاتحاد الأوروبي.

وتُصنَّف سورية التي مزّقتها الحرب على مدى السنوات الـ12 الماضية "دولة غير آمنة"، إذ يشكّل العنف العشوائي خطراً حقيقياً على سلامة مواطنيها. وهذا الخطر يجعلهم مؤهلين للحصول على "الحماية الدولية" التي تمكّنهم من العيش والعمل في بلدان ثالثة.

وتقترح قبرص أن يقوم الاتحاد الأوروبي في البداية بإعادة تقييم الأوضاع على الأرض في سورية، أو في مناطق معيّنة منها، لمعرفة إذا كانت قد تغيّرت بصورة كافية بالنسبة إلى السوريين من أجل إعادة توطينهم في بلادهم بطريقة آمنة.

ويمكن تحديد الجوانب العملية لإجراء عمليات الإعادة إلى الوطن في مرحلة لاحقة.

وذكرت وزارة الداخلية القبرصية أنّ أحد الاحتمالات هو البدء في إعادة السوريين الذين يتحدّرون من المناطق التي أُعلنت آمنة.

تجدر الإشارة إلى أنّ السوريين يمثّلون نحو 40 في المائة من 7369 مهاجراً تقدّموا بطلبات لجوء في قبرص، منذ بداية عام 2023 وحتى نهاية أغسطس/ آب الماضي.

وتفيد وكالة الاتحاد الأوروبي لشؤون اللجوء بأنّ لا "خطر حقيقياً" على المدنيين من العنف العشوائي إلا في منطقة واحدة فقط من مناطق سورية البالغ عددها 13، وهي طرطوس.

وفي أربع مناطق أخرى، تشمل اللاذقية ودمشق وحمص والقنيطرة، لا يصل العنف العشوائي إلى "مستوى مرتفع".

من جهتها، توضح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّها "لا تسهّل ولا تشجّع العودة" إلى سورية حالياً، لكنّها تشير إلى أنّ للاجئين الحقّ في العودة إلى أوطانهم "في الوقت الذي يختارونه بأنفسهم".

(أسوشييتد برس)

المساهمون