- رأفت صالحة كشف عن أرقام مروعة تعكس حجم الكارثة، بما في ذلك 13800 طفل قتيل وأكثر من 75577 مصابًا، محذرًا من التداعيات الكارثية للمجاعة التي حصدت أرواح 34 فلسطينيًا، منهم 31 طفلًا.
- ميس عبد الهادي وجميل سرحان شددا على الأثر الهائل للحرب على الأطفال والحاجة لتحرك دولي عاجل، مطالبين بإنهاء الحرب وفتح تحقيق دولي لملاحقة المسؤولين عن الجرائم ضد الأطفال.
دعا حقوقيون وممثلون عن أطفال غزّة، اليوم الجمعة، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والهيئات الدولية المختلفة للتدخّل من أجل وقف حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على القطاع للشهر السابع على التوالي، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم لمحاكمات دولية.
وشارك عدد من الأطفال إلى جانب ممثلين عن مؤسسات حقوقية في مؤتمر صحافي عقد أمام مستشفى الكويت التخصصي بمدينة رفح جنوبي القطاع، بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يتزامن مع استمرار الحرب منذ شهر أكتوبر الماضي. ورفع الأطفال المشاركون في المؤتمر لافتات تطالب بوقف الحرب فوراً، وتوفير الأمان لهم غزة لعيشوا بحرية كباقي أطفال العالم، في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لهم على مدار أشهر الحرب المتواصلة.
في الأثناء، قال مدير مكتب شمال غزة في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" رأفت صالحة: إن إجمالي الأطفال الذين قضوا منذ بداية الحرب بلغ 13800 طفل وأكثر من75577 مصاباً، فيما لا يزال أكثر من 8100 مواطن من بينهم أطفال ونساء في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
وأضاف صالحة في كلمته خلال المؤتمر الصحافي، أنّ العدوان الإسرائيلي المستمر على أطفال فلسطين طاول كامل منظومة حقوق الطفل، خاصة الحقوق الأساسية كالحق في الحياة والبقاء والنمو والصحة والماء والغذاء والدواء والتعليم. وأشار الحقوقي الفلسطيني إلى أن المجاعة التي سبق أن حذرت الأمم المتحدة منها ومختلف المؤسسات الحقوقية حصدت أرواح 34 فلسطينياً في غزة منهم 31 طفلاً، محذراً من التداعيات الكارثية على استمرار حالة التجويع.
ودعا إلى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً، لإنقاذ حياة المدنيين، وإلزام الاحتلال بتوفير الحماية المدنية الكاملة لأطفال القطاع وتمكينهم من التمتع بحقوقهم الواردة في القانون الدولي، وتوفير العلاج الطبي والنفسي.
وبحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، فإن قوات الاحتلال تقتل حوالي 4 أطفال كل ساعة في قطاع غزة، ويعيش 43,349 طفلاً من دون والديهم أو من دون أحدهما، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل للشهر السابع على التوالي.
بدورها، أكدت الطفلة ميس عبد الهادي رئيسة مجلس أطفال فلسطين في غزة، أن الأطفال يعيشون حالة من الموت على مدار الشهور المتواصلة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع وحالة الإبادة التي ينتهجها الاحتلال. وقالت في كلمتها خلال المؤتمر: إن المطلوب هو أن تتحرك الهيئات الحقوقية والأممية وتحديداً الجمعية العامة للأمم المتحدة بكل ثقلها لوقف الحرب على غزة وإغاثتها والعمل على إعادة الأمل إلى أهلها.
وأضافت الطفلة، أن الاحتلال يتعمد استهداف الأطفال وعائلاتهم ويدمر مدارسهم وبيوتهم، ليجعل الحياة غير صالحة أبداً في القطاع، وهو ما يتطلب تحركاً من الجميع لإنهاء هذه الحرب وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه، مشددة على أنه رغم الموت والدمار المتواصل في كل لحظة فإن أطفال غزة متمسكون بالحياة وبأمل العيش في أمان بعيداً عن القتل والإبادة والتجويع.
وتُظهر المعطيات الصحية الصادرة عن منظمة يونيسف، أن نحو 20 ألف طفل وُلدوا في ظل العدوان الإسرائيلي منذ اندلاعه على قطاع غزة، وهناك حوالي 60 ألف امرأة حامل في القطاع بمعدل 180 حالة ولادة يومياً يواجهن تحديات كثيرة.
من جانبه، ذكر نائب مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان لقطاع غزة، جميل سرحان، أن كل ربع ساعة تشهد إما استشهاداً وإما إصابة طفل فلسطيني، وهو ما يعكس أن الاحتلال يعمل بعامل زمني واضح المعالم على استهدافهم.
وقال سرحان لـ "العربي الجديد": إن ما بين 38 إلى 39% من الأطفال هم ضحايا للحرب الإسرائيلية المتواصلة للشهر السابع على التوالي، وهو ما يعكس أن الاحتلال يستهدف الأجيال الفلسطينية الصاعدة ضمن ما يقوم به من جرائم. ودعا إلى ضرورة فتح تحقيق عاجل عبر المحاكم الدولية والجنائية وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين، مشدداً على ضرورة التحرك الفوري والعاجل من أجل وقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة.