موائد رمضانية خالية في مخيم جباليا... نفد الحساء وحضر الزعتر والماء

24 مارس 2024
نازحون في مخيم جباليا يأملون الحصول على حصتهم الغذائية (محمود عيسى/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في مخيم جباليا بقطاع غزة، يعاني مئات النازحين، بما في ذلك الأطفال والنساء، من نقص حاد في الطعام، حيث يأملون في الحصول على وجبة إفطار مجانية خلال رمضان، وسط معاناة من عدم كفاية الكميات.
- الوضع الإنساني يزداد سوءًا بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة والقيود المفروضة منذ 17 عامًا، مما أدى إلى نزوح نحو مليوني فلسطيني وشح في الغذاء، الماء، الدواء، والوقود.
- الأمم المتحدة و"أونروا" تحذران من انتشار الجوع في غزة، مؤكدين على الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية وضرورة وقف إطلاق النار فورًا لإنقاذ الأرواح ومنع المجاعة.

في مخيم جباليا يصطف مئات النازحين الفلسطينيين، من بينهم أطفال ونساء، قبيل أذان المغرب، أمام قِدر كبيرة من الحساء، متطلعين إلى الحصول على وجبة الإفطار المجانية، التي تُقدَّم إليهم في إحدى مدارس النزوح في مخيم جباليا شماليّ قطاع غزة.

يقف الأطفال أمام القِدر، وفي أعينهم بريق أمل الحصول على الطعام، بينما يحملون بأيديهم الأواني البلاستيكية الفارغة، بحثًا عن شيء يروون به جوعهم ويروون به أحلامهم.

الصورة
يأمل النازحون في الحصول على حساء مجاني في مخيم جباليا (محمود عيسى/الأناضول)
يأمل النازحون الحصول على حساء مجاني في مخيم جباليا (محمود عيسى/الأناضول)

ورغم طول الانتظار، لم يستطع الفلسطيني أحمد شبات (33 عاماً) برفقة عدد كبير من النازحين الحصول على حصتهم من حساء الخضار، فالكميات محدودة لا تكفي لتلبية احتياجات الجميع.

مخيم جباليا.. حضر الصائمون وغاب الطعام

حالة العجز والحيرة التي شعر بها شبات، تتضاعف مع عدم قدرته على الحصول على الطعام اللازم لأطفاله، الذين ينتظرونهم في أحد صفوف المدرسة، بعدما نزح من بيت حانون برفقة عائلته التي تتألف من ثمانية أفراد، بمن فيهم والداه، في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي.

وتعاني عائلة شبات من سوء التغذية، نتيجة ندرة الطعام في فترة شهر الصيام، ومع عدم تمكنهم من الحصول على حصتهم من  حساء الخضار، اضطروا إلى تناول فطور مكون من القليل من الزعتر والماء.

الصورة
يأمل النازحون في الحصول على حساء مجاني في مخيم جباليا (محمود عيسى/الأناضول)
عدد الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف وصل إلى 27 فلسطينياً (محمود عيسى/الأناضول)

يقول شبات: "الوضع في شمال قطاع غزة مأساوي، حيث لا يوجد طعام كافٍ للنازحين"، مضيفاً: "أماكن النزوح في مخيم جباليا مكتظة بالسكان الذين لا يستطيعون توفير الطعام"، لافتاً إلى أن "الكثير من الأسر لم تتمكن من الحصول على الطعام لهذا اليوم، لأنه غير كافٍ للأعداد الكبيرة من النازحين التي توافدت".

واضطر العديد من الصائمين الذين كانوا ينتظرون، إلى العودة إلى أسرهم بأيديهم خاوية، بسبب نفاد الطعام بشكل كامل، ما أحبط آمالهم بعد انتظارهم لساعات.

بدوره، يقول فايز فضل: "لم نتمكن من الحصول على الطعام لإطعام أسرتنا هذا اليوم، مثل كثيرين من النازحين"، مضيفاً: "نتمنى أن تنتهي الحرب قريباً ونعود إلى منازلنا، لأن الناس يموتون جوعاً"، آملاً أن تصل المساعدات إلى شمال قطاع غزة لوقف المجاعة التي تحدث.

الصورة
يأمل النازحون في الحصول على حساء مجاني في مخيم جباليا (محمود عيسى/الأناضول)
سكان غزة على شفا المجاعة (محمود عيسى/الأناضول)

ووفقاً لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن عدد الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف وصل إلى 27 فلسطينياً، بمن فيهم رُضَّع.

وفي 10 مارس/ آذار الماضي، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأن "الجوع في كل مكان بقطاع غزة"، مشددة في منشور على حسابها عبر منصة إكس، على أن "الوضع في شمال غزة مأساوي حيث تُمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة".

وقالت الأونروا إنه "مع اقتراب رمضان، فإن وصول المساعدات الإنسانية عبر قطاع غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار ضروريان لإنقاذ الأرواح"، مؤكدة أن "الجوع في كل مكان بغزة".

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة، ولا سيما محافظتا غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شحّ شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.

 

وخلال شهر رمضان، تواصل إسرائيل حربها المدمرة ضد قطاع غزة، رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، سبّبت الحرب الإسرائيلية كارثة إنسانية غير مسبوقة ودماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالى 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

 

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون