فيضانات إيطاليا تحصد المزيد من الأرواح وإجلاء المحاصرين جراء السيول

19 مايو 2023
تسببت الفيضانات في سقوط قتلى وانهيارات أرضية شديدة (أنطونيو ماسييلو/Getty)
+ الخط -

ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات التي ضربت منطقة إميليا رومانيا الزراعية والسياحية الغنية في شمال إيطاليا الجمعة، لتبلغ 14 قتيلاً، بحسب ما أفادت السلطات المحلية.

ويواصل المسعفون إجلاء أشخاص حاصرتهم السيول في منازلهم، في حين بدأت الأمطار تتساقط من جديد بعد أكثر من 24 ساعة على توقفها.

في رافينا، أصدرت السلطات أوامر "بالإخلاء العاجل والفوري" لأحياء وشوارع عدة صباح الجمعة وناشدت السكان "عدم التنقل إلا في حالات الضرورة".

وقال متحدث باسم المنطقة لوكالة "فرانس برس"، إن "عدد القتلى ارتفع الى 14" الجمعة، بعدما سجلّت الحصيلة السابقة 13 قتيلاً، إذ عثر على جثة رجل غرق في منزله في فاينزا.

وفي هذه البلدة الواقعة في مركز الفيضانات، التقى مراسلو الوكالة، الجمعة سكاناً مذعورين يبذلون جهوداً لإزالة أكوام الوحول وتنظيف الأثاث والأجهزة المنزلية.

وأمضى قرابة نصف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وعددهم 15 ألف شخص من كل أنحاء المنطقة، ليلتهم في مراكز إيواء محلية أقيمت في فنادق أو نواد رياضية. ووزعت على آخرين وجبات طعام ساخنة أُعدت في مطابخ نقالة نُشرت في الكثير من المدن.

وكانت لوغو من بين الكثير من البلدات التي أفادت عن "تراجع كميات" الغذاء والماء.

وقالت البلدية للمواطنين في منشور على فيسبوك: "ندرك أنكم متعبون وخائفون وقلقون ... حالة الطوارئ لم تنته بعد ... حافظوا على الهدوء وأصبروا قدر الإمكان".

وبدا أن الوضع يستقر في أماكن أخرى مع انحسار المياه ببطء. وعمل السكان وعمال الطرق بجد لتنظيف المنازل والشركات والشوارع التي اجتاحها الوحل والحطام. وأعيد فتح طرق أمام حركة المرور كانت غمرتها السيول.

وقُدّرت الأضرار المادية بمليارات اليورو.

ويعد هذا الفيضان بمثابة كارثة جديدة للمنطقة التي دمرها زلزال عام 2012 وشهدت فيضانات أخرى منذ أسبوعين.

وقال مسؤول المنطقة ستيفانو بوناتشيني في حديث تلفزيوني صباح الجمعة "إنه زلزال جديد".

وتُعتبر منطقة إميليا رومانيا "بستان إيطاليا" ويعود ازدهارها إلى زراعة الفاكهة والخضار وأيضاً إلى السياحة وصناعة السيارات مثل "فيراري".

وقال بوناتشيني "سنعيد بناء كل شيء. لكن قطاع الأغذية الزراعية والخضار بحاجة إلى تعويض بنسبة 100 بالمائة. عانينا من الجفاف والصقيع وحالياً من هذه الفيضانات الهائلة".

وأضاف "بالنسبة للسياحة لحسن الحظ لم تطاول الأضرار الساحل" الأدرياتيكي الشرقي.

وأوضح الإيطالي الحائز جائزة نوبل في الفيزياء جورجيو باريزي أن هذه الفيضانات تعود إلى "تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة" و "علينا التأقلم".

وقال في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، "نحن بحاجة إلى انتقال حقيقي في مجال الطاقة".

وأكد ستيفانو بوناتشيني أن خطة التعافي بعد الوباء التي تستفيد منها إيطاليا من خلال تخصيص 190 مليار من تمويل أوروبي، "فرصة جيدة" لتسريع هذا الانتقال.

وستدرج الحكومة على جدول أعمال مجلس الوزراء الثلاثاء "تعليق المواعيد النهائية للضرائب والمساهمات" للشركات المتضررة من سوء الأحوال الجوية في إميليا رومانيا.

وأدّت هذه الفيضانات إلى إلغاء سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في إميليا رومانيا، والذي كان من المقرّر أن يجري الأحد، وذلك بسبب الارتفاع المقلق في مستوى نهر بالقرب من الحلبة.

وأعلن منظمو الجائزة عن التبرع بمليون يورو (1,1 مليون دولار) لجهود الإغاثة، غداة إعلان فيراري عن تعهد مماثل.

(فرانس برس)

المساهمون