فلسطينيو الداخل يجمعون غرامة المحكمة للمعلم محاميد بالعملة المعدنية

28 ديسمبر 2021
جمع الغرامة بالعملة المعدنية نكاية في مستوطن (تويتر)
+ الخط -

لا يُعدم فلسطينيو الداخل الحيل لمقاومة الاحتلال ومحاكمه، وبعضها بسيط لكن يحمل معاني كبيرة، ومنها التضامن مع المعلم الفلسطيني، جمال محاميد، صاحب مطبعة "الهدى" في مدينة أم الفحم، والذي ألزمته المحكمة بدفع تعويض مالي لمستوطن إسرائيلي في القدس المحتلة.

بدأت القصة عندما رفض محاميد طلب المستوطن يئير كوهاتي، وهو من أنصار حركة اليمين الديني "عائدون إلى الهيكل"، بطباعة منشور لصالح الحركة الاستيطانية، إذ قال صاحب المطبعة الفلسطيني للمستوطن: "أي هيكل، وأي بطيخ، هذا المسجد الأقصى، وهو لنا، للفلسطينيين".
قام المستوطن برفع دعوى ضد محاميد بزعم التمييز في تقديم الخدمات، مطالبا بتعويض قيمته 33 ألف شيكل (الشيكل يساوي 0.32 دولار أميركي)، مدعيا أنه تعرض للاستهزاء، ورغم أن المحكمة سجلت أنها لا تستطيع تجاهل عدم حسن النية في طلب العمل من المطبعة القائمة في أم الفحم، خاصة أن القدس مليئة بالمطابع، إلا أنها غرمت المعلم الفلسطيني بحجة خرق قانون عدم التمييز في تقديم الخدمات.
وأقر محاميد خلال الرد على الدعوى برفضه عرض العمل، مؤكدا أن موقفه ثابت، فقررت المحكمة إلزامه بدفع 3000 شيكل، وإضافة 500 شيكل كمصروفات.

وانطلقت في مدينة أم الفحم أولا، ثم في بقية بلدات الداخل الفلسطيني، حملة لجمع مبلغ الغرامة المالية، والتي تعمد القائمون عليها جمعها بالعملة المعدنية "الأغورات"، وانتشرت الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي ردا على قرار المحكمة، كما انتشرت صور لأكياس تضم مئات الأغورات.

وقال جمال محاميد لـ"العربي الجديد": "وصلتني الدعوى في شهر سبتمبر/أيلول 2020، وكان (المستوطن) قد أرسل طلب عرض سعر لطباعة 2000 منشور، وطبعا استفزني محتوى المنشور الذي يدعو إلى اقتحام المستوطنين لجبل الهيكل، فرفضت. المحكمة قالت إن الرفض غير قانوني لأن المطبعة تقوم بخدمات للجميع، لكنهم أرادوا التصعيد بإرسال طلب طباعة إلى مطبعة عربية عمدا، وفي أم الفحم وليس القدس".

وأطلق مبادرة جمع مبلغ الغرامة عبد الحليم محاميد، والذي قال لـ"العربي الجديد": "تربطني علاقة طيبة مع جاري جمال، مالك المطبعة، وهو رجل وطني، وما قام به موقف مشرف، وقرار إلزامه بدفع الغرامة ظالم، لذلك قمنا بجمع المبلغ حتى لا يشعر أنه وحيد، وقررنا تجميع المبلغ بالأغورات، وتم جمعه فعليا خلال ساعات، حتى أننا جمعنا مبلغا أكبر من المطلوب، والمتبرعون من أم الفحم، ومن البلدات المحيطة، ومن بلدات الجليل".

وقال محمود أديب اغبارية، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم: "هذا موقف نفتخر به، ولا شك أن مثل هذه القضايا يجب دعمها بالتضامن مع إنسان وطني قرر الانحياز لشعبه على حساب المصالح الاقتصادية، وهذا أمر يميز أم الفحم". 
وفي قضية مماثلة سابقة، رفض فيها معلم للغة العربية إعطاء دروس لمواطن إسرائيلي بعد أن تبين أنه يعمل في أحد الأجهزة الأمنية، وقام الإسرائيلي برفع دعوى تعويض أيضا بزعم التمييز لأسباب قومية.

المساهمون