فصائل المعارضة السورية تجبر سكان المخيمات شمال إدلب على النزوح من جديد

12 أكتوبر 2022
مخيمات نازحين سوريين في أعزاز (بكير قاسم/الأناضول)
+ الخط -

شهدت مخيمات النازحين في ريف محافظة إدلب الشمالي شمال غربي سورية حركة نزوح واسعة لمئات من العوائل بسبب الاشتباكات التي تدور بين "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، وفصائل تنضوي تحت مظلة "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من أنقرة.

"الخوف يُسيطر على قلوبنا، والحالة التي نعيشها اليوم تشبه أول نزوح لنا من قرانا إلى المخيمات"، بهذه الكلمات وصف الشاب مهند التامر المشهد في مخيم "سفوهن" الواقع بين الحدود التي افترضتها فصائل المعارضة السورية شمالي محافظة إدلب بين مناطق سيطرة الجيش الوطني و"هيئة تحرير الشام".

التامر قال لـ"العربي الجديد" إن "حالة نزوح يشهدها مخيم سفوهن إلى مخيمات أخرى تقع في قرية قاح، جراء الاشتباكات الدائرة بين تحرير الشام، وفصائل الجيش الوطني". وأفاد بأن "حركة النزوح عشوائية هدفها الوحيد هو الهرب من الموت، بعض العائلات خرجت مشياً على الأقدام، لعدم وجود مركبات تنقلها إلى مكان أكثر أمانا".

من جانبها، روت أم محمد تفاصيل حال مخيم "دير بلوط" قبل خروجها منه، وقالت إن "دبابات وعربات مصفحة تمركزت على مقربة منه، وبدأت أصوات الرصاص والقذائف تملأ المكان، وعربات محملة بعناصر مسلحين وملثمين تتقدم باتجاه قرية المحمدية، وكان الخيار الأفضل هو الخروج والتوجه لنقطة بعيدة عن مواقع الاشتباكات خوفا من الموت أو الإصابة".

بدوره، أوضح محمد الإسماعيل أنه اتخذ من الأراضي الزراعية القريبة من بلدة أطمة والبعيدة من مواقع الاشتباكات مأوى للجلوس ريثما تنتهي الصراعات بين الفصائل بمخيمه، مشيرا، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى أنه خرج برفقة عائلته بثيابهم فقط، متمنيا أن تنتهي تلك الصراعات "في أقرب وقت"، وأضاف: "رغم كل قساوة ظروف النزوح التي نعيشها في مخيماتنا، عادت الفصائل لتجبرنا على نزوح آخر".

وفي السياق نفسه، قال محمد حلاج، مدير "منسقو استجابة سورية"، إن "أكثر من 800 عائلة تركت خيامها بشكل مؤقت في عدة مخيمات قريبة من مواقع الاشتباكات التي دارت بين طرفي النزاع في مناطق ريف إدلب الشمالي، وريف حلب الشمالي، إضافة إلى استهداف بعض المخيمات، والتي سببت سقوط ضحايا وإصابات من النازحين، الأمر الذي دفع العديد من العائلات إلى النزوح أيضاً إلى أماكن آمنة".

وأشار الحلاج إلى أن "عمليات الاقتتال بين الفصائل العسكرية ضمن المناطق السكنية وبالقرب من مخيمات النازحين هي انتهاك للقوانين الدولية الرامية لحماية السكان المدنيين في مناطق النزاعات، من خلال استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها أثناء عمليات الاقتتال".

وفي وقت سابق، قالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات اندلعت فجر اليوم الأربعاء، بين فصائل من "الفيلق الثالث" في الجيش الوطني و"هيئة تحرير الشام" في المنطقة الممتدة بين مخيمي دير بلوط والمحمدية شمال غربي حلب، وأدى الاشتباك إلى مقتل امرأة في مخيم المحمدية، وأربعة مدنيين في مخيم دير بلوط بمنطقة جنديرس بناحية عفرين.

وتأتي الاشتباكات على خلفية الاقتتال الفصائلي الأخير الذي نجم عن قضية مقتل الناشط "أبو غنوم" على يد خلية أمنية تابعة لـ"فرقة الحمزة".

المساهمون