أُوقفت المناضلة الفلسطينية مريم أبو دقّة، ليل الأربعاء الخميس، في العاصمة الفرنسية باريس، بعد ساعات من التصديق على ترحيلها، بحسب ما علمت وكالة فرانس برس من مصادر في الشرطة ومحاميتها.
وكان مجلس الدولة الفرنسي قد أعطى الضوء الأخضر، أمس الأربعاء، لترحيل القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تصنّفها إسرائيل والاتحاد الأوروبي "إرهابية". وبذلك ألغت أعلى سلطة قضائية إدارية في البلاد في فرنسا قراراً سابقاً أصدرته المحكمة الإدارية في باريس يقضي بتعليق أمر ترحيل أبو دقّة الصادر عن وزارة الداخلية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت محاميتها جولي غونيديك لوكالة فرانس برس إنّ أبو دقّة أُوقفت ووُضعت تحت نظام "الاعتقال الإداري"، موضحة أنّ المناضلة سوف تُوضَع الآن قيد الإقامة الجبرية أو في مركز احتجاز. أضافت: "سوف نطعن في القرار".
وتابعت غونيديك أنّ لدى أبو دقّة تذكرة سفر محجوزة للعودة إلى مصر، بتاريخ 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، علماً أنّ الحجز قائم منذ شهرَين، أي قبل وصولها إلى فرنسا.
وأبو دقّة كانت "سوف تعود (بعد مصر) إلى منزلها وعائلتها في غزة"، وفقاً لما أفاد به "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية" اليساري الراديكالي في بيان مندّد بقرار ترحيل المناضلة الفلسطينية.
وفي قراره الصادر أمس، ربط مجلس الدولة الفرنسي قرار ترحيل أبو دقّة بالوضع الحالي في قطاع غزة، وأفاد بأنّ "وجود قيادية في منظمة تبنّت هجمات ضدّ مدنيين إسرائيليين على الأراضي الفرنسية (اليوم)، بهدف التعبير (عن الرأي) حول النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، قد يثير اضطرابات خطرة في النظام العام".
يُذكر أنّ أبو دقّة قالت في مؤتمر صحافي، أوّل من أمس الثلاثاء، إنّه "من المفترض أن نموت من دون أن نتألم ومن دون أن نعبّر عن هذا الألم"، وذلك على خلفيّة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وكانت أبو دقّة، البالغة من العمر 71 عاماً، قد حصلت على تأشيرة دخول إلى فرنسا لمدّة 50 يوماً، في القدس، في بداية أغسطس/ آب الماضي، من أجل التوجّه إلى فرنسا حيث كان من المقرّر أن تشارك في مؤتمرات مختلفة حول النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ووصلت أبو دقّة إلى فرنسا في سبتمبر/ أيلول الماضي، وشاركت في مؤتمرَين على الرغم من التضييق عليها بعد حملات هدفت إلى حظر نشاطها العام، كما شاركت في تحرّك من أجل إطلاق سراح جورج إبراهيم عبد الله، المعتقل اللبناني في السجون الفرنسية منذ 40 عاماً.
وفي 16 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أُوقفت أبو دقّة في مدينة مرسيليا، جنوبي فرنسا، قبيل توجّهها إلى مدينة تولوز، بناءً على أمر من وزير الداخلية جبرالد دارمانان على أن يُصار إلى ترحيلها.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)