غياب الكهرباء يفاقم أزمات سكان قرى وبلدات ريف إدلب

06 يناير 2023
يتطلعون للتخلص من إزعاج مولدات الكهرباء والأعطال الناجمة عنها (العربي الجديد)
+ الخط -

يشكو عدد من سكان قرى وبلدات ريف إدلب، شمال غربي سورية، من عدم وصول الكهرباء لمناطقهم عبر الشبكات، ويتطلعون للتزود بها قريباً كونها ستخفف الكثير من الأعباء عنهم، وتخلصهم من إزعاج مولدات الكهرباء والأعطال الناجمة عنها.

محمد العلي، المهجر من ريف حمص الشمالي، يوضح خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه "عند غياب الشمس لا تكفي ألواح الطاقة سوى لإنارة المنزل. أيضا هناك مشكلة استبدال البطاريات التي تزيد من التكاليف، إذ تستهلك بسرعة كوننا لا نعرف مدى جودتها وكثير منها تكون مغشوشة وفيها قطع من الزجاج".

ويتابع العلي، الذي يقيم في منزل مستأجر بالقرب من مدينة الدانا، شمال إدلب، ويعاني من أزمة في توفير الكهرباء خاصة في فصل الشتاء، أن "وصول الكهرباء رغم كلفتها أفضل من معاناتنا مع ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات وتوصيلاتها والمخاطر المترتبة عليها".

الصورة
الكهرباء في إدلب (العربي الجديد)
الكهرباء ستحل عدة مشاكل (العربي الجديد)

بدوره، قال سليم الطويل، وهو من أهالي بلدة معرشورين ويقيم في بلدة كفر يحمول، شمال إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن لديه محلا لبيع المنظفات وحفاضات الأطفال، وهو بأمس الحاجة للكهرباء، حاله حال السكان وأصحاب المحلات التجارية، مشيراً إلى أنه في الضباب لا توفر لنا ألواح الطاقة الشمسية الإنارة وتبقى البطاريات ضعيفة، وجود الكهرباء يمكننا من تشغيل غسالة في المنزل، إضافة إلى بعض الأدوات الكهربائية التي نسيناها في الأصل مع غياب الكهرباء".

ويتابع "لا يوجد كهرباء كون ألواح الطاقة لا تعمل والبلدة فقيرة للغاية ولا يوجد فيها عمل".

الصورة
الكهرباء في إدلب (العربي الجديد)
وجود الكهرباء يسهل عليهم متطلبات الحياة (العربي الجديد)

إلى ذلك، يؤكد حسين الفارس، الذي يمتلك محلاّ للقصابة (الجزارة) ببلدة كفر يحمول، أن وجود الكهرباء يسهل عليه العمل، فهو يضطر لتشغيل المولد لديه من أجل عمل ماكينات فرم اللحم بشكل دوري، وتابع "لا نعرف من المسؤول عن متابعة قضية الكهرباء، وتوجهنا بعدة نداءات للمجلس المحلي بهذا الخصوص لكن لا توجد إجابة".

ولا يقتصر غياب الكهرباء على مشاكل الإنارة أو تشغيل الأدوات الكهربائية إنما غيابها يعيق مصادر دخل كثيرين، بحسب مالك المسعود، الذي قال: "باب رزقي هو مطعم صغير للفول والحمص والفلافل، وهذا يتطلب مني العمل في الصباح الباكر، حتى قبل شروق الشمس، وتجهيز الحمص وغيره من متطلبات المطعم يحتاج مني تشغيل المولد عند فتحه باكرا، وهذا ما يسبب لي الكثير من الإحراج مع الجيران، فدائما ما يشتكون من صوت المولد والدخان المنبعث منه، ولا يسعني سوى الاعتذار منهم. ألواح الطاقة والبطاريات غير مجدية بالنسبة لي ولا يمكن أن تشغل ماكينات طحن الحمص والفلافل".

وبعد انقطاع دام سنوات جراء الحرب والقصف في الشمال السوري، عاد التيار الكهربائي إلى مدينة إدلب وريفها في سنة 2021، بعدما أبرمت المؤسسة العامة للكهرباء التابعة للمعارضة السورية اتفاقا مع شركة غرين إنيرجي Green Energy لجلب الكهرباء من الأراضي التركية.

المساهمون