غوتيريس يحذّر من غرق مناطق المحيط الهادئ بسبب تغير المناخ

22 اغسطس 2024
الأمين العام للأمم المتحدة عند أحد شواطئ ساموا، 22 أغسطس 2024 (ماناوي فاولالو/ فرانس برس)
+ الخط -

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من مخاطر الغرق التام الذي يهدّد مناطق المحيط الهادئ بسبب تنامي تغير المناخ والاحتباس الحراري. وأوضح غوتيريس، اليوم الخميس، في تصريحات أدلى بها من مدينة أبيا عاصمة ساموا، أنّ "ثمّة مناطق في المحيط الهادئ معرّضة لأن تُمحى بسبب الأعاصير وموجات الحر في المحيطات وارتفاع منسوب مياه البحر الناجم عن التغير المناخي".

ولفت غوتيريس إلى التهديد الكبير الذي تمثّله مستويات منسوب مياه البحر المرتفعة والآخذة في التزايد في ساموا بالمحيط الهادئ، وفي غيرها من الدول الجزرية الصغيرة النامية، مشدّداً على أنّ "هذه التحديات تتطلب تحركاً دولياً قوياً". يُذكر أنّه استهلّ في ساموا جولته المقرّرة في جزر المحيط الهادئ، واصفاً المنطقة بأنّها "أظهرت مرونة هائلة وقيادة في مواجهة أزمة المناخ".

وبيّن المسؤول الأممي أنّ مستقبل الجزر يتوقّف على الحدّ من ظاهرة الاحترار المناخي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي، وهو الهدف الذي اتّفقت نحو 200 دولة على العمل من أجل تحقيقه في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في باريس في عام 2015. ودعا غوتيريس الدول الغنية إلى احترام التزاماتها بتمويل عواقب تغير المناخ في البلدان النامية، وإلى اتّخاذ إجراءات دولية لمكافحة الصيد الجائر والتلوث بالبلاستيك في المحيط الهادئ خصوصاً.

كذلك، حذّر غوتيريس من أنّ الدول الجزرية في المحيط الهادئ "تقف في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، وتواجه ظواهر مناخية متطرّفة من أعاصير مدارية عنيفة إلى موجات حر قياسية في المحيطات". تجدرالإشارة إلى أنّ دول المحيط الهادئ لا تساهم إلا بنسبة 0.02% من انبعاثات الكربون العالمية، في وقت تُوجَّه أصابع الاتهام بالدرجة الأولى إلى الدول الصناعية الكبرى.

وفي منشور له على موقع إكس اليوم الخميس، كتب الأمين العام للأمم المتحدة: "تأثّرت بشدّة بلقائي المجتمعات عند ساحل ساموا، التي اضطرّت إلى نقل بيوتها إلى الداخل"، مشيراً إلى أنّ "مستويات سطح البحر ترتفع بمعدّل لم نشهده منذ 3000 عام على أقلّ تقدير". وشدّد غوتيريس، في تدوينته التي تضمّنت أيضاً كلمة مسجّلة له، على أنّه "في حال لم نعكس اتجاهات تغير المناخ هذه، فسوف نشاهد هذه المأساة في مناطق ساحلية أخرى حول العالم".

يُذكر أنّ غوتيريس كان قد عبّر، في يوليو/ تموز الماضي، عن قلقه من تغير المناخ المتسبّب في الحر الشديد الذي يهدّد العالم، في وقت لا تتحرّك فيه الحكومات كفاية لاتخاذ الخطوات اللازمة من أجل الحدّ من تبعات ذلك. ودعا إلى مواجهة الحقائق، مبيّناً أنّ "درجات الحرارة القصوى لم تعد ظاهرة ليوم واحد أو أسبوع واحد أو شهر واحد... الأرض صارت أكثر سخونة وأكثر خطورة على الجميع، في كلّ مكان".

(قنا، العربي الجديد)