غزة: فريق "فور يو" يوزع الطرود الغذائية على الفقراء

07 مايو 2021
ارتفاع نسب البطالة والفقر دفعا حجازي ونجم لتأسيس فريق تطوعي (محمد الحجار)
+ الخط -

 

تنشط الطبيبة النسائية هيا حجازي من قطاع غزة في المبادرات الخيرية لإغاثة بعض الأسر الفقيرة والمحتاجة برفقة زميلتها معلمة اللغة الإنكليزية إيمان نجم، فقد أسستا معاً قبل نحو عامين فريق "فور يو" الذي يقوم بأنشطة إنسانية عدة، كان آخرها توزيع نحو ألف طرد غذائي للعائلات الفقيرة في القطاع المحاصر، خصوصاً في شهر رمضان.

وأسست حجازي في مجمع الشفاء الطبي، فريقاً من المتطوعين معظمهم من العاملين في القطاع الطبي، يقدمون نشاطات اجتماعية وإنسانية على مدار العام، خصوصاً خلال فترة الأعياد. كما يقوم الفريق بنشاطات اجتماعية مع الأطفال المرضى، وكبار السن في المستشفيات، ويقدم المساعدات في فصل الشتاء وخلال العام الدراسي، إضافةً إلى توزيع المساعدات الغذائية في ظل جائحة كورونا. وفي شهر رمضان، يقدم الفريق وجبات إفطار للأهالي، وكسوة العيد التي تستهدف العائلات الفقيرة، وكون الفريق بمعظمه من الطاقم الطبي، فهو يقدم أيضاً مساعدات ومستلزمات طبية.

عمل تطوعي في غزة 3 (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

وكانت حجازي ونجم تشاركان بأعمال تطوعية ومساعدات خيرية، بشكل فردي في المناسبات، لكن ارتفاع نسب البطالة والفقر في قطاع غزة، دفعهما لتأسيس فريق تطوعي، بهدف رفع الحرمان قدر المستطاع عن الأهالي، خصوصاً أنهما يصادفان عائلات كثيرة بحاجة إلى مساعدات بسيطة، والتي يمكن تأمينها من خلال جمع التبرعات، وتقديم الخدمات الطبية اللازمة من قبل الفريق التطوعي.

وتخبر حجازي تجربتها خلال سنواتها التطوعية الأربع لـ"العربي الجديد"، قائلةً: "صادفنا فئة كبيرة من الناس خلال عملنا في المستشفيات والمجمعات الطبية، غير قادرة على توفير تكلفة العلاج، ومن منطلق إنساني بدأنا بالتحرك من أماكن عملنا لمساندتهم عبر توفير العلاج، وتأمين سعر الكشف الطبي والتحاليل الطبية اللازمة، كذلك لوازم طبية مختلفة، ثم توسعت مبادرتنا لنتحول إلى فريق يقدم المساعدات في شهر رمضان".

عمل تطوعي في غزة 2 (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

ووزع الفريق خلال رمضان الجاري نحو ألف طرد غذائي للعائلات الفقيرة، من جميع محافظات قطاع غزة، وقدم وجبات إفطار، ويعتزم إطلاق حملة كسوة العيد لتستهدف 500 طفل.
يعتمد الفريق على الدعم المحلي والخارجي، كما تشير عضو الفريق نور أبو سيدو، عبر التواصل مع رجال أعمال محليين وأطباء. ومن خلال نشاطهم الخيري المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ يصل إليهم بعض التبرعات الخارجية، مع حرصهم الدائم على عدم تصوير الفقراء المستهدفين ضمن المساعدات الغذائية أو الأدوية، خصوصاً أنّ 90 بالمائة من المتابعين لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يرسلون لهم مناشدات مباشرة وغير مباشرة لعائلات فقيرة أخرى.

وتشير أخصائية التحاليل الطبية، أبو سيدو، إلى أنّ المساعدات الغذائية الرمضانية كانت تستهدف ألف عائلة لكنهم تلقوا مناشدات كثيرة، كانت أكبر من المساعدات المقدمة، فحاولوا تقديمها للعائلات الأشد فقراً. ونشط الفريق بحسب أبو سيدو، خلال أزمة كورونا بلا توقف، كذلك وفر القرطاسية لمئات التلاميذ، رغم إغلاق المدارس.

عمل تطوعي في غزة 4 (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، يعتمد الفريق على الأطباء ومستودعات الأدوية، والعيادات الطبية الخاصة، لتأمين حاجيات المرضى الفقراء. وبالإضافة إلى الطاقم الطبي يضم الفريق باحثين اجتماعيين للتأكد من صحة المناشدات التي تصل إليهم من العائلات الفقيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما تشير أبو سيدو. وتؤكد أنّ الظروف القائمة تدفع نساء كثيرات من العائلات الفقيرة إلى طلب مساعدات عاجلة لعائلاتهن، وما يشجعهن على ذلك هو أنّ غالبية العاملين في الفريق من العنصر النسائي.

بدورها، تقول معلمة اللغة الإنكليزية، إيمان نجم، لـ"العربي الجديد" إنهم يتلقون مناشدات لأبسط الحاجيات المتوفرة لدى عائلات كثيرة، مثل الطعام وحليب الأطفال والحفاضات وبعض المستلزمات الطبية". تضيف: "استطعنا تأسيس طاقم للفريق من باحثين ومتطوعين، كذلك شبكنا علاقة مع لجان الزكاة لمحاولة الوصول إلى عائلات بحاجة ماسة للمساعدات". وتلفت نجم إلى أنهم استطاعوا خلال هذا العام توفير الدعم لتجهيز البلاط لبعض المنازل المعدومة كما تصفها، وكذلك وضع النايلون على أسقف بعض البيوت في المناطق المهمشة لمنع تسرب المياه خلال فصل الشتاء. كما يسعى الفريق خلال الفترات القادمة لإطلاق حملات لترميم منازل فقراء بعد انتهاء أنشطته في شهر رمضان.

المساهمون