غزة: تهجير 100 ألف فلسطيني من دير البلح في يومين

24 اغسطس 2024
مهجرون في دير البلح، 21 أغسطس 2024 (سعيد جرس/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **نزوح السكان وتدمير مراكز الإيواء:** نزح نحو 100 ألف فلسطيني من دير البلح بقطاع غزة بسبب القصف وأوامر الإخلاء الإسرائيلية، مما أدى إلى خروج 20 مركز إيواء عن الخدمة.

- **تأثير التهجير على الإغاثة الإنسانية:** التهجير القسري يعوق عمليات الإغاثة ويؤثر على عمل 17 مؤسسة صحية وعمليات التطعيم ضد شلل الأطفال، مع إخلاء مدينة دير البلح.

- **تقليص المناطق الإنسانية الآمنة:** قلّص جيش الاحتلال الإسرائيلي المناطق الإنسانية الآمنة في غزة من 230 كيلومتراً مربعاً إلى 35 كيلومتراً مربعاً، مما زاد من معاناة السكان المدنيين.

أعلنت بلدية دير البلح وسط قطاع غزة، اليوم السبت، نزوح نحو 100 ألف فلسطيني من شرق المدينة خلال اليومين الماضيين، جراء القصف وأوامر الإخلاء الإسرائيلية. وقالت، في بيان مقتضب، إنّ "100 ألف فلسطيني نزحوا من شرق المدينة خلال اليومين الماضيين، وخرج 20 مركز إيواء عن الخدمة بسبب القصف وأوامر الإخلاء الإسرائيلية".

وتجبر إسرائيل الفلسطينيين في غزة باستمرار على النزوح من مكان إلى آخر بموجب أوامر إخلاء تصدرها منذ بداية عدوانها على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أصدرت إسرائيل بين 1 يوليو/تموز الماضي و21 أغسطس/آب الجاري، 16 أمر إخلاء، في حين هجّرت قسراً نحو 213 ألف فلسطيني من بداية أغسطس وحتى 16 من الشهر ذاته. ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فإنّ تسعة من كل عشرة أشخاص في قطاع غزة تعرّضوا للتهجير بسبب الهجمات الإسرائيلية. كما تشير إلى أنّ معظم الفلسطينيين في غزة يضطرون للانتقال مرة واحدة على الأقل شهرياً.

وكانت منظمات إغاثية دولية قد أعلنت أنّ استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بتهجير المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة يعيق عمليات الإغاثة، ولم يبق للمدنيين مكان للجوء إليه. وأوضحت في بيان مشترك من لندن، أنّ مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، التي تتوفر فيها البنية التحتية والمستودعات لتخزين المواد الإغاثية الأساسية في غزة، سيتم إخلاؤها إجبارياً بأمر من إسرائيل. أضافت أنّ سكان غزة وعمال الإغاثة الإنسانية في دير البلح تعرّضوا للتهجير القسري مرات عدة من قبل، وأنّ مستودعات الإغاثة فيها مشمولة أيضاً في هذه الممارسات الإسرائيلية.

قصف على مخيم النصيرات بدير البلح، 22 أغسطس 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
قصف على مخيم النصيرات في دير البلح، 22 أغسطس 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

وذكرت المنظمات أنّ ما تسمى "أوامر الإخلاء" التي أعلنتها إسرائيل تعرقل عمليات المساعدات الإنسانية لعدد كبير من المنظمات غير الحكومية. ولفتت إلى أنّ التهجير القسري الذي قامت به إسرائيل لسكان دير البلح وخانيونس (جنوب) خلال الفترة من 8 إلى 17 أغسطس الجاري، أثّرت على عمل 17 مؤسسة صحية، مؤكدة أنّ عمليات التطعيم الحيوية ضد شلل الأطفال ستتأثر أيضاً بهذه الممارسات.

يشار إلى أنه تم التوقيع على البيان المشترك من قبل 27 منظمة إغاثة دولية معظمها مقرها في أوروبا والولايات المتحدة، بما في ذلك منظمة إنقاذ الطفولة، وأوكسفام، والإغاثة الإسلامية العالمية، وأنيرا، ويوورلد، والمعونة الكنسية النرويجية.

المناطق "الآمنة" في قطاع غزة.. من 230 إلى 35 كيلومتراً مربعاً فقط

واليوم السبت، أعلن الدفاع المدني في غزة، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قلّص المناطق "الإنسانية الآمنة" في القطاع منذ بدء الحرب من 230 إلى 35 كيلومتراً مربعاً، ما يعادل 9.5% فقط من إجمالي مساحته. وأوضح، في بيان، أنه "مع بداية الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023، دفع الاحتلال مئات آلاف المواطنين المدنيين في شمال القطاع للنزوح إلى المناطق الجنوبية، بادعائه أنها مناطق إنسانية آمنة".

وذكر أنّ تلك المناطق "كانت مساحتها 230 كيلومتراً مربعاً أي 63% من مساحة القطاع، وتشمل أراضي زراعية ومرافق تجارية واقتصادية وخدماتية تصل مساحتها إلى 120 كيلومتراً مربعاً".

ومطلع ديسمبر/كانون الأول 2023، عند اجتياح محافظة خانيونس (جنوب)، "قلص الاحتلال الإسرائيلي تلك المناطق إلى 140 كيلومتراً مربعاً بنسبة 38.3% من إجمالي مساحة القطاع، تشمل مساحات زراعية ومرافق اقتصادية وتجارية وخدماتية"، وفق البيان.

ولاحقاً، وتحديداً في مايو/أيار 2024، وعند اجتياح محافظة رفح (جنوب)، "قلص الاحتلال الإسرائيلي المنطقة الإنسانية إلى 79 كيلومتراً مربعاً بنسبة 20% من مساحة القطاع، وبقيت أيضاً تشمل أراضي زراعية ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية". ومنتصف يونيو/حزيران الماضي، زاد جيش الاحتلال الإسرائيلي تقليص "المنطقة الإنسانية" لتصل إلى "60 كيلومتراً مربعاً بنسبة 16.4% من إجمالي مساحة القطاع، تشمل طرقات وشوارع وخدمات وحمامات زراعية ومقابر وغيرها من الأراضي التي لا يمكن أن تكون مناطق إيواء آمنة".

ومنتصف يوليو/تموز الماضي، استمر تقليص مساحة تلك المناطق لتصل إلى "48 كيلومتراً مربعاً بنسبة 13.15% من إجمالي مساحة قطاع غزة، وتتضمن أيضاً مساحات ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية"، بحسب الدفاع المدني.

ومؤخراً، خلال أغسطس الجاري، قلّص جيش الاحتلال الإسرائيلي "المناطق الإنسانية الآمنة" إلى "35 كيلومتراً مربعاً بما يعادل 9.5% من إجمالي مساحة القطاع، شملت تقريباً 3.5% مساحات زراعية وخدماتية وتجارية".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون