أعادت "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سورية، السبت، حظر التجول العام في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في حين قررت حكومة النظام السوري إيقاف المدارس، والجامعات واتخذت وزارات قرارات بتخفيض نشاطاتها بسبب انتشار فيروس كورونا بشكل أكبر في البلاد.
وقالت "الإدارة الذاتية" في بيان، نشرته على معرفاتها الرسمية، "يُفرض حظر تجول جزئي على كافة مناطق شمال وشرق سورية، من الساعة الرابعة عصراً و لغاية السادسة صباحاً اعتباراً من 6 نيسان ولغاية 12 نيسان 2021".
ومنعت "الإدارة الذاتية" في قرارها التجمعات في صالات الأفراح وخيم العزاء ودور العبادة وغيرها، و أغلقت كافة المدارس والمعاهد والجامعات ابتداءً من السبت 3 نيسان، كما قررت إغلاق جميع المطاعم والمقاهي و الأسواق الشعبية، و اقتصار عمل المطاعم على الطلبات الخارجية خارج أوقات الحظر، و إغلاق المعابر الحدودية باستثناء الحالات الإنسانية والمرضى والطلاب والحركة التجارية.
وفرضت "الإدارة" بحسب التعميم الصادر عنها على من يخالف ارتداء الكمامة غرامة مالية، واستثنت من قرار الإغلاق الأفران والمشافي والصيدليات ومحال المواد الغذائية.
ويأتي هذا القرار عقب تصاعد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في مناطق شمال وشرق سورية، حيث سجلت هيئة الصحة التابعة لـ "الإدارة الذاتية" في آخر حصيلة، صدرت عنها، أربع وفيات و73 إصابة بالفيروس، ليرتفع إجمالي ما أعلنت عنه الإدارة الذاتية، منذ بدء انتشار الوباء، إلى 9383 إصابة توفي منها 364 حالة وشُفي 1280.
وأفادت مصادر محلية في الرقة لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على هذا القرار، بأن إعادة حظر التجول في هذه الوقت ستسبب خسائر كبيرة خاصة للفلاحين، الذين يستعدون لبدء تسويق محاصيلهم الزراعية والوصول للأراضي لرعايتها، مضيفاً أن الأسواق ستتأثر بشكل كبير خاصة إذا مدد القرار لأسابيع إضافية.
في حين وصف صهيب زكريا، من بلدة الشحيل التابعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد"، القرار بأنه "شكلي" لأن الالتزام بقرارات الحظر السابقة لم يطبق في مناطق دير الزور، ولا يوجد بحسب قوله عدد إصابات كبير في المنطقة حتى يتم فرض هذا القرار، مضيفاً "الأوضاع الاقتصادية السيئة للأهالي تدفع الناس لعدم الامتثال لهذا القرار".
تعليق الدراسة
وفي سياق متصل، أصدرت وزارة التربية التابعة للنظام السوري قراراً أنهت بموجبه دوام مرحلة رياض الأطفال وصفوف مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول حتى الرابع الأساسي بشكل كامل، كما علّقت الوزارة دوام الطلاب من الصف الخامس حتى الثامن، اعتباراً من الخامس من إبريل/ نيسان بسبب تفشي وباء كورونا.
كما علّقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي دوام الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد لمدة أسبوعين، اعتباراً من 5 حتى 17 الشهر الجاري.
و أصدرت وزارة السياحة قراراً علّقت فيه الدوام في المعاهد التقانية للعلوم السياحية والفندقية في المحافظات، ومركز التدريب السياحي والفندقي ومراكز التدريب السياحي والفندقي الخاصة في المحافظات أيضاً من 5 حتى 17 الشهر الجاري لذات السبب.
كما علّقت وزارة الصناعة الدوام في الجهات التابعة لمديرية التدريب المهني والتأهيل المعاهد التقانية، مجمعات مراكز التدريب المهني التابعة لها، من 5 نيسان الجاري حتى إشعار آخر.
واتخذت وزارات أخرى في حكومة النظام قرارات مشابهة بسبب انتشار الجائحة بشكل أكبر خلال الأيام الأخيرة، واكتظاظ مشافي النظام السوري وتفعيل خطة الطوارئ في كل من دمشق وطرطوس.
وأشارت مصادر في العاصمة دمشق لـ "العربي الجديد" أن هذه القرارات، رغم أنها متأخرة كثيراً، إلا أنها يجب أن تطبق بالسرعة القصوى، لا سيما مع الإعلان عن عشرات الإصابات في المدارس والاكتظاظ الموجود فيها بسبب عدم وجود أي قواعد للتباعد الاجتماعي.
وأشار الناشط الإعلامي في الساحل السوري، أبو يوسف جبلاوي، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إلى أنّ هذه القرارات يجب أن ترتبط بتخفيف الازدحام على الأفران ومحطات الوقود، وإلا ستبقى بلا أي فائدة، ودعا إلى إيجاد آليات جديدة لتوزيع الخبز، تحديداً كون مئات الأشخاص يصطفون يومياً في طوابير طويلة دون أي قواعد للتباعد.
وفي سياق متصل بموضوع كورونا نقلت وكالة الأنباء الحكومية سانا، السبت، عن رئيس الوزراء في حكومة النظام، حسين عرنوس، قوله إن لقاح كورونا سيصل إلى سورية من الصين وروسيا و منظمة الصحة العالمية "خلال أيام"، مشيراً إلى أنه سيتم إعطاء اللقاح "وفق نظام واضح"، دون مزيد من التفاصيل.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري في آخر حصيلة صدرت عنها، أمس الجمعة، تسجيل 125 إصابة جديدة بفيروس كورونا ووفاة 14 من الإصابات المسجلة بالفيروس.
وبلغ إجمالي حصيلة كورونا التي أعلنت عنها حكومة النظام منذ انتشار الفيروس 19146 إصابة و12977 حالة شفاء و1288 وفاة.