عادت موجة الحرائق خلال اليومين الماضيين إلى مناطق متفرقة من الجزائر، في بجاية شرقي البلاد، وفي عنابة والطارف أقصى الحدود الشرقية قرب تونس، تزامناً مع حرائق في منطقة جندوبة التونسية على الحدود مع الجزائر.
واندلعت سلسلة حرائق في غابات منطقة الطارف، وتبذل فرق الإطفاء جهودا للسيطرة على حرائق شبت في أعالي جبال المنطقة المعروفة بغاباتها الكثيفة القريبة والمتاخمة لمنطقة جندوبة التونسية التي تعاني هي الأخرى من اندلاع حرائق مماثلة، واستدعى الوضع الاستعانة بحوامات إطفاء تابعة للجيش لإخماد حريق آخر، حيث كانت السلطات قد قامت في وقت سابق بإنجاز مهبط للحوامات قرب سد يتواجد في المنطقة، للمساعدة على تسهيل تدخل وسائل الدعم الجوي في عمليات الإطفاء.
وقال الإعلامي ونيس مالك الذي يتابع التطورات في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن هبوب الرياح ضاعف من متاعب فرق الإنقاذ، بسبب زيادة سرعة انتقال ألسنة اللهب، حيث باتت تهدد القرى الجبلية، مشيرا إلى أن فرق الإطفاء منعت وصول النيران إلى محطة اتصالات لاسلكية تتواجد في أعالي جبال الزيتونة .
وفي السياق، تحاول فرق الإطفاء في منطقة عنابة شرقي الجزائر، منذ الليلة الماضية، إخماد حريق شب في غابة بوغنطاس، حيث اتسعت رقعة الحريق باتجاه المناطق الآهلة بالسكان، ما دفع إلى الاستعانة بطائرات إطفاء تابعة للجيش، لإخماد الحريق، خاصة بعدما حاصرت بعض منازل السكان في المنطقة، دون أن تعلن السلطات عن خسائر في الأرواح.
وزادت الرياح القوية في سرعة اقتراب النيران من المناطق السكنية، بعدما أتت على العشرات من الهكتارات الغابية والمحاصيل الزراعية، وأعلنت مديرية الغابات لولاية عنابة أن الحريق مفتعل ويدخل في إطار الفعل الإجرامي، بحسب ما توفر لها من معطيات، خاصة بعدما تم العثور في مكان اندلاع الحريق على عدد من العجلات المطاطية وقارورة بلاستيكية، حيث تباشر فرقة من الدرك الوطني تحرياتها للتوصل إلى الفاعلين.
وفي السياق، أوفدت الحكومة الجزائرية وزير الداخلية إبراهيم مراد، إلى ولاية بجاية لتفقد وضع المنكوبين الذين تضرروا من الحرائق التي عرفتها المنطقة خلال الأيام الأخيرة، حيث التقى عدداً من المواطنين واطلع على آلية التكفل بهم وبالتعويضات التي قررها تبون لمصلحتهم، حيث كانت حرائق مهولة قد شهدتها المنطقة قبل أسبوعين، وأدت إلى وفاة 34 شخصا.