استمع إلى الملخص
- المحامي مرتضى علم خواه كشف أن الخاطفين استولوا على ممتلكاته وحدث خلاف بينهم حول ملكية سيارات، مما أدى إلى تقديم معلومات للسلطات وتحرير الأسرة. تعرضت الأسرة لتعذيب مستمر، مما أدى إلى وفاة حماته.
- أثارت الحادثة تساؤلات حول غياب متابعة السلطات والأقارب، حيث استغل الخاطفون الرسائل النصية لإيهام الأقارب بأن الأسرة خارج البلاد.
صُدم الشارع الإيراني أخيراً بخبر مروّع مفاده أنّ أفراد أسرة أُخذوا رهائن في منزلهم على مدى 29 شهراً من دون علم أيّ كان، وذلك في مدينة رشت شمال غربي البلاد، وقد وُصف ذلك بأنّه "أغرب وأطول عملية خطف صامتة". وقد تمكّنت الشرطة الإيرانية من تحرير أفراد الأسرة من الخاطفين قبل ستّة أشهر، لكنّ الموضوع بقي قيد الكتمان في إيران حتى تسرّب الخبر قبل أيام إلى وسائل إعلام محلية، ولاقى تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشف المحامي الإيراني مرتضى علم خواه لوسائل إعلام في إيران أنّ ثلاثة أشخاص، رجلان شقيقان وامرأة، أخذوه مع ثمانية أفراد آخرين من أسرته "رهائن"، طوال 29 شهراً. وأفراد أسرته هم زوجته، وأولاده الثلاثة البالغون من العمر سبعة أعوام و14 عاماً و19 عاماً توالياً، وشقيق زوجته وشقيقتها ووالداها.
وأكد المدّعي العام لمدينة رشت مهدي فلاح ميري صحّة الواقعة، موضحاً أنّه بعدما علم الجهاز القضائي والشرطة بها، حُرّر أفراد الأسرة من قبضة مختطفيهم بسرعة، خلال ساعة، لكنّه لم يكشف تاريخ ذلك، في حين تشير وسائل إعلام في إيران إلى أنّ عملية تحرير الأسرة جرت قبل ستة أشهر. وأضاف فلاح ميري أنّ المرأة التي شاركت في عملية اختطاف الأسرة، التي وصفها بأنّها ثريّة، كانت على معرفة بأفرادها وتواصل معهم منذ 12 عاماً، وهي كانت تشارك مع والدة المحامي (مرتضى علم خواه) في طقوس دينية.
وأشار فلاح ميري إلى أنّ خليّة الخطف هذه سبق أن ارتكبت جريمة مشابهة، احتجزت في خلالها صاحب مصنع في غرب طهران قبل سنوات، فصدرت بحقّ أعضائها أحكام بالسجن لمدّة 15 عاماً، لكنّ هؤلاء تواروا عن الأنظار. وعن طريقة تحريرهم، قال المدّعي العام إنّ شخصاً أخبر القضاء بأنّه يشكّ في حادثة اختطاف أناس في منزل مجاور، وأضاف أنّ تحقيقات ميدانية انطلقت بعد ذلك الإخبار وتبيّنت صحته وأُلقي القبض على الخاطفين وحُرّر المخطوفون.
في المقابل، يسرد المحامي مرتضى علم خواه، الذي تعرّض مع أسرته للخطف، رواية مختلفة عن طريقة علم السلطات بالواقعة. وقد أخبر وكالة "ركنا" الإيرانية للأنباء أنّ الخاطفين، بعدما تمكّنوا بالتهديد والتعذيب من تسجيل جميع ممتلكاته بأسمائهم وبيعها وتقاسمها، اختلفوا في ما بينهم حول ملكيّة ثلاث سيارات، الأمر الذي دفع أحدهم إلى رفع شكوى لدى القضاء ضدّ شريكه، علماً أنّه شقيقه كذلك. وأضاف علم خواه أنّ مقدّم الشكوى طلب منه أن يتولّى قضيته في المحكمة، وقد هدّده بقتل كلّ افراد أسرته في حال ارتكب أيّ خطأ وكشف عن عملية خطفهم، وتابع أنّه خلال مراجعته العدلية لمتابعة الشكوى استغلّ غفلة الخاطفين للحظة وقدّم "معلومات" عن وضعه، الأمر الذي أدّى إلى كشف العملية وتحريره مع أفراد أسرته في وقت لاحق.
وبيّن علم خواه أنّه تعرّض مع أفراد أسرته الثمانية لتعذيب متواصل، لا سيّما للضرب، خلال 29 شهراً، الأمر الذي أدّى إلى وفاة حماته، وقد دُفنت سرّاً بحضور الخاطفين من دون أن يعلم بذلك أحد. ولفت إلى أنّ الخاطفين كانوا قد خطّطوا لقتل جميع أفراد الأسرة عبر تزويدهم بحبوب قاتلة أو فتح أنبوب الغاز للإيحاء بأنّهم أقدموا على الانتحار جماعياً. وأكمل علم خواه أنّهم، في فترة اختطافهم، طالبوا مراراً الخاطفين بالإفراج عنهم في مقابل كلّ أموالهم وممتلكاتهم، لكنّ هؤلاء رفضوا ذلك وصاروا يهدّدون بقتلهم بعدما تمكّنوا من بيع كلّ ممتلكاتهم.
واليوم الاثنين، ذكرت وكالة "نور نيوز" الإيرانية أنّ ثمّة غموضاً وتساؤلات حول عملية الخطف هذه، لجهة عدم متابعة الجهاز التعليمي والتربوي مسألة ترك أولاد الأسرة مدرستهم، إذ كان يتوجّب رفع تقرير بشأن ذلك إلى السلطات المعنية. كذلك، فإنّ أيّ متابعة لقضية اختفاء الأسرة ككلّ لم تجرِ من أقارب المخطوفين. وقد برّر علم خواه الأمر قائلاً إنّ الخاطفين كانوا، طوال فترة احتجازهم، يردّون على اتصالات الأقارب برسائل نصيّة تبيّن أنّهم خارج البلاد.