عملية البتاوين: إطاحة شبكات مخدرات واتجار بالبشر في بغداد

26 ابريل 2024
خلال الإعلان عن عملية البتاوين بالعاصمة العراقية بغداد، 25 إبريل 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- السلطات الأمنية العراقية بقيادة وزارة الداخلية نفذت عملية أمنية كبيرة في منطقة البتاوين ببغداد لمكافحة الجريمة المنظمة، مما أسفر عن اعتقال أكثر من 300 شخص.
- العملية تميزت بدهم وتفتيش شقق ومحال تجارية، وتعكس تحولاً في استراتيجية السلطات نحو منع الجريمة ومهاجمة بؤرها، مع التأكيد على استمرار هذه الجهود.
- المجتمع المدني والناشطون أبدوا دعمهم للعملية، مشيرين إلى أهميتها في تطهير بغداد والمحافظات من الشبكات المشبوهة وتعزيز الأمن والاستقرار في العراق.

نفّذت السلطات الأمنية العراقية عملية البتاوين في العاصمة بغداد، وقد اعتقلت في المنطقة المشبوهة أكثر من 300 متورّط في قضايا مخدرات واتجار بالبشر وغير ذلك. وأشارت مصادر أمنية إلى أنّ العملية سوف تستمرّ أياماً عدّة، إلى حين تطهير المنطقة من شبكات الجريمة المنظمة في العراق.

وتنفّذ قوى كبيرة تتألّف من مئات ضباط وعناصر من وزارة الداخلية العراقية، منذ أمس الخميس، عملية أمنية واسعة النطاق في منطقة البتاوين في بغداد، هي الأولى من نوعها منذ سنوات عدّة، علماً أنّ عمليات الدهم والتفتيش شملت شققاً سكنية ومحال تجارية في المنطقة كلها. وتُعَدّ منطقة البتاوين من المناطق المشبوهة في العاصمة العراقية، إذ إنّها تؤوي عشرات من عصابات الجريمة المنظمة، كذلك هي مركز خطر لتعاطي المخدرات وترويجها في العراق.

وأفاد المتحدّث باسم وزارة الداخلية وخلية الإعلام الأمني في العراق العميد مقداد ميري، في بيان أصدره اليوم الجمعة، بأنّ عدد الأشخاص الذين أُلقى القبض عليهم في عملية البتاوين بلغ حتى الآن 307 متّهمين بقضايا مختلفة، فيما "العملية الأمنية ما زالت مستمرّة في المنطقة". أضاف ميري أنّ "الاستراتيجية الجديدة لوزارة الداخلية ركّزت على منع وقوع الجريمة ومهاجمة بؤرها وليس انتظار وقوعها"، شارحاً أنّ هذه العملية الأمنية في منطقة البتاوين ما هي إلا "بداية لسلسلة عمليات في مناطق أخرى".

في الإطار نفسه، قال ضابط أمن عراقي لـ"العربي الجديد" إنّ عملية البتاوين "أسفرت عن إطاحة شبكات مختلفة للجريمة المنظمة"، مضيفاً أنّ الأمر شمل "شبكات للاتجار بالبشر وأخرى للمخدرات، وكذلك شبكات للدعارة، وغيرها من الجرائم المختلفة". وبيّن الضابط الذي اشترط عدم الكشف عن هويته أنّ "العملية نُفّذت بطريقة مباغتة"، وأكّد "استفدنا من عنصر المباغتة، وقد ضبطت القوات الأمنية كميات من الأسلحة الخفيفة والمخدرات والمواد الممنوعة". وشرح أنّ "عمليات الاعتقال شملت رجالاً ونساءً، من بينهم أشخاص غير عراقيين"، لافتاً إلى أنّ "المنطقة تُعَدّ وكراً للجريمة المنظمة في البلاد وملاذاً" للضالعين فيها.

من جهته، أثنى الباحث في الشأن المجتمعي مهند الزيدي على العملية، مشدّداً على "أهمية تطهير مناطق بغداد والمحافظات من الشبكات المشبوهة". وأوضح لـ"العربي الجديد" أنّ "ثمّة مناطق، من بينها منطقة البتاوين تُعَدّ خطرة، إذ تنتشر من خلالها الجريمة المنظمة ويُستدرَج الشبّان والشابات إلى شبكات الجرائم باختلافها". وتحدّث الزيدي عن "ضرورة تطهير هذه المنطقة بالكامل، ثمّ الانتقال إلى أخرى"، مشيراً إلى أنّ "مثل هذه المناطق هي بؤر للتفسّخ الأخلاقي ونشر الجرائم المنظمة في العاصمة بغداد". ورأى أنّ "من المستغرب أن تكون الجهات الأمنية قد غضّت النظر عنها طوال السنوات الماضية".

في سياق متصل، أشاد مدوّنون وناشطون، في تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي، بأهمية عملية البتاوين التي نُفّذت أمس الخميس. وكتب الناشط العراقي ستيفن نبيل، في تدوينة على موقع إكس، أنّ ما يجري في "عالم البتاوين السفلي" تخطّى الخيال لجهة "فظاعته وخطورته". أضاف أنّ المنطقة تحوّلت إلى مخبأ لأشخاص مطلوبين من مختلف مناطق العراق، وأنّ "عصابات ومافيات اتجار بالمخدرات وحيتان كبيرة تستلم الشحن وتوزّعها على البائعين وتدمّر المجتمع العراقي". وتابع نبيل، في تدوينته نفسها، أنّ العصابات فاعلة كذلك في الاتجار بالأعضاء البشرية وبتهريب البشر وجرائم شنيعة أخرى. بالنسبة إليه، فإنّ العملية الأمنية الواسعة التي نُفّذت تحت إشراف مباشر من قبل وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، تبيّن خطورة ما يحدث في منطقة البتاوين بالعاصمة العراقية.

المساهمون