كشف علماء أنّ طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من إشعاعات الشمس الخطرة "تسير على الطريق الصحيح" للتعافي في غضون أربعة عقود (تحديداً 43 عاماً)، لكنّهم حذّروا من أنّ مشاريع الهندسة الجيولوجية الهادفة إلى الحدّ من الاحترار المناخي قد تهدّد هذا التقدّم.
ولفت هؤلاء العلماء الذين نشروا تقديراتهم التي تصدر كلّ أربعة أعوام تحت إشراف الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، إلى أنّ "التخلّص التدريجي من نحو 99 في المائة من المواد المحظورة التي تدمّر الأوزون (بحسب بروتوكول مونتريال) أتاح الحفاظ على هذه الطبقة وساهم بصورة كبيرة في تعافيها بالجزء العلوي من طبقة الستراتوسفير وتقليل تعرّض الإنسان للأشعة فوق البنفسجية الضارة".
وأكّد بول نيومان، وهو أحد القائمين على تلك التقديرات، أنّ "الأمور تتحسّن بحسب ما نرى، في طبقة الستراتوسفير العليا وفي ثقب الأوزون".
وثقب طبقة الأوزون تسبّب فيه التلوّث الناجم عن البشر، خصوصاً مركّبات الكربون الكلورية فلورية التي كانت تنبعث من ثلاجات كثيرة. لكنّ التعاون العالمي على مدى العقود القليلة الماضية، أعطى طبقة الأوزون فرصة للتعافي. فقد أدّى "بروتوكول مونتريال" الموقّع في عام 1987 إلى التقليل من كمية مركّبات الكربون الكلورية فلورية في الغلاف الجوي بصورة كبيرة، وبدا كأنّ طبقة الأوزون قادرة على التعافي بالكامل بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وبحسب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، "في حال أُبقي على السياسات الحالية، فمن المتوقع أن تعود طبقة الأوزون إلى ما كانت عليه قبل عام 1980 (قبل ظهور ثقب الأوزون) بحلول عام 2066 فوق القطب الجنوبي، وعام 2045 فوق القطب الشمالي وعام 2040 في بقيّة أنحاء العالم".
في عام 2016، نصّت "اتفاقية كيغالي" أيضاً على التخلّص التدريجي من مركّبات الكربون الهيدروفلورية، وهي غازات ضارة جداً بالمناخ تُستخدم في الثلاجات ومكيّفات الهواء. وإذا احتُرم الاتفاق، فمن الممكن خفض الاحترار بـ0.5 درجة مئوية بحلول عام 2100 بحسب تقديرات العلماء.
وقد بحث هؤلاء العلماء كذلك، للمرّة الأولى، التأثيرات المحتملة على الأوزون التي تنجم عن مشاريع الهندسة الجيولوجية التي تهدف إلى الحدّ من ظاهرة الاحترار المناخي، وحذّروا من عواقب غير مستحبّة. وتتمثّل الفكرة في إضافة الهباء الجوي عن قصد إلى طبقة الستراتوسفير لتعكس بعض أشعّة الشمس. وسوف يكون أحد هذه المشاريع ضخّ مليارات من جزيئات الكبريت في الطبقة العليا من الغلاف الجوي.
وحذّر الرئيس المشارك للجنة العلمية التي تعمل في مجال الأوزون لحساب الأمم المتحدة جون بايل من أنّ ضخّ الجسيمات في الغلاف الجوي "يمكن أن يؤدّي إلى انخفاض خطر في مستوى الأوزون"، لافتاً إلى أنّ "ثمّة شكوكاً كثيرة".
تجدر الإشارة إلى أنّ علماء ومدافعين عن البيئة من كلّ أنحاء العالم أشادوا كثيراً بجهود إصلاح ثقب الأوزون التي أتت استناداً إلى "بروتوكول مونتريال"، الاتفاق الذي أُبرِم في عام 1987 وصادقت عليه 195 دولة قبل أن يدخل حيّز التنفيد في عام 1989.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)